أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ميثم الجنابي - انتخاب الطالباني: مساومة تاريخية أم خيانة اجتماعية للقيادات الشيعية















المزيد.....

انتخاب الطالباني: مساومة تاريخية أم خيانة اجتماعية للقيادات الشيعية


ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)


الحوار المتمدن-العدد: 1161 - 2005 / 4 / 8 - 12:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إن حقيقة الشخصية والحزب والحركة السياسية والاجتماعية أيا كان شكلها ومضمونها تنعكس في خاتمتها. وهي خاتمة يمكن رؤية ملامحها فيما يمكن دعوته بالأفعال الرمزية الكبرى، أي الأفعال التي تعكس طبيعة ومضمون الفاعل. ولعل "انتخاب" لطالباني هو أحد الأفعال الرمزية التي تعكس طبيعة الأحزاب الشيعية، وبالأخص المجلس الأعلى للثورة الإسلامية والدعوة "العراقي"وغير العراقي! وهي ممارسة تكشف عن باطنية الرذيلة الاجتماعية والأخلاقية المميزة تاريخيا للقيادات الشيعية، التي صورها هادي العلوي مرة بعبارة دقيقة مفادها، انه لا توجد حركة سياسية وسخة في العراق ومليئة بالنفاق وبعيدة عن حقيقة التشيع اكثر من الأحزاب الشيعية العراقية. وهي رؤية تعكس حقيقة الحدس الذي كشفت مناوراتهم الخفية من اجل الاستحواذ على "الطائفة" بمعايير الطائفية الدينية وغير العربية دقتها الجارحة! وهو مزيج سوف تدفع هاتين الحركتين ثمنه الفادح سريعا. وقد يكون ذلك فضيلة أيضا، لان العقل لا يمكنه التكامل دون التعامل مع مختلف أصناف المشاكل. والعقل السياسي العراقي في مستواه العام (الشعبي) لا يمكنه الاقتناع بمضمون الحدس العميق في تقييم هادي العلوي للحركة الشيعية السياسية العراقية دون أن يضعه على محك الاختبار التاريخي. وهو اختبار تبينت كامل معالمه في أول "ممارسة ديمقراطية" في سرقة الديمقراطية. والقضية هنا ليست فقط في أن الطالباني كردي المنزع والمشرب، وبالتالي لا يمكنه أن يمثل العراق والمجتمع العراقي، وليس بسبب تاريخه المليء بالرذائل السياسية، بل وبالتأييد الذي تمنحه حركة سياسية فازت في الانتخابات لشخص لا يمكنه أن يحصل في ظل انتخاب طبيعي مباشر على اكثر من 5%، أو عشرة بالمائة في حال افتراض اتفاق الأكراد جميعا عليه(وهو أمر شبه مستحيل!). بعبارة أخرى، إن منح شخصية لا يمكنها أن تحصل على إجماع وشرعية أقلية قومية في العراق لرئاسة العراق، فعلا لا علاقة له بالسياسة بالمعنى الاجتماعي والوطني والديمقراطي. أي انه يتناقض مع المجرى الضروري لتكامل الدولة والمجتمع والنظام السياسي. وهو أمر بدا بوضوح بما في ذلك في "مشاهد" الاحتفالات "بانتخاب الرئيس" في إقطاعيات "الرئيس"، وبعض التهاني والرسائل من أشخاص و"هيئات" "عربية" لنصرة الأكراد"!! والأغرب ما في الأمر أن يجري تصوير هذه المهزلة السخيفة بمعايير الديمقراطية والانتصار على مخلفات الماضي؟
وإذا كان من الممكن القول، بأنها تتضمن على قدر من الانتصار على مخلفات الماضي، فان ذلك لا يعني بالضرورة صحتها. أما الشيء الوحيد الصحيح فيها فعلا فهو إشارتها على بداية الانكشاف العملي لحقيقة الانحطاط المادي والمعنى للحركات السياسية الشيعية. وهو انحطاط واضح المعالم في رموزها الأكثر شهرة كالجعفري وأمثاله، أي أولئك الذي لا يتقنون غير دهاء الورع المزيف وانتقاء الكلمات التي لا معنى لها والتشدق بعبارات مميزة لأنصاف المتعلمين.
لقد كشف "اختيار الرئيس العراقي" الجديد عن طبيعة ومستوى الانحطاط العام في العراق وفي حركاته السياسية خصوصا وفي الشيعية منها على الأخص. وقد يكون ذلك هو الربح الحقيقي الوحيد في هذه الأيام من وراء هذا الانحطاط. بمعنى انه كشف بشكل واضح حقيقة الأحزاب الشيعية وقياداتها المغامرة. الأمر الذي سوف يعمل على تعميق البعد الاجتماعي في الحركة الوطنية العراقية الجديدة بمعناها الاجتماعي والديمقراطي. وهو أمر سوف تكشفه الأشهر القليلة القادمة والانتخابات المرتقبة. إضافة إلى احتمال المفاجئات الدرامية العاصفة التي سوف تكنس القوى التي ترعرعت ضمن تقاليد المؤامرة والمغامرة. وهي تقاليد شبه سائدة عند اغلب الحركات السياسية المعاصرة في العراق وبالأخص الشيعية منها والكردية. وهو الأمر الذي يفسر نوعية الاتفاق بينهما، مع انعدام القاسم المشترك في كل ما له علاقة بالدولة والقومية والتاريخ والثقافة والمذهب، أي في كل المكونات التي تعتاش عليها هذه الحركات وسط الجماهير الفقيرة والمفتقرة والمسطحة في وعيها السياسي والاجتماعي. وهي مفارقة تعكس طبيعة هاتين القوتين في العراق المعاصر، الذي لا يعني اتفاقهما الرمزي سوى مصادرة حقيقة الديمقراطية. كما انه اتفاق يعكس اغترابها عن حقيقة العراق ومكونه التاريخي والثقافي. بعبارة أخرى، إن الاتفاق الكردي الشيعي هو مؤشر على الاغتراب الفعلي عن مصالح العراق الجوهرية والاشتراك في تمرير سرقته المؤقتة. الا أن لكل فعل خاطئ نهاية. وفي هذا الفعل الرمزي يمكن رؤية مقدمة اندثار هذه القوى من مسرح الحياة العراقية المستقبلية.
فقد عكست المساومات الخفية بعد الانتخابات الديمقراطية الحرة طبيعة المساومة الأخيرة "بانتخاب" الطالباني، بوصفها خيانة اجتماعية وليس مساومة سياسية عراقية. فرئاسة كردي للعراق لا تعني التجرد من كرديته الضيقة، كما لا تعني بالضرورة اندماجه بالعراق. فهذه قضايا مختلفة ومتباينة النوعية والمقدمات والنتائج. وهو حكم مبني على أساس استقراء تاريخ الطالباني والحركة القومية الكردية عموما من حيث مقدماتها وممارساتها ووثائقها وتربيتها وسلوكها العملي. وهي بمجموعها تسير ضمن فكرة ونموذج الرؤية القومية الانفصالية. وهو حق من حقوقها، كما أن من حق القومية العربية العراقية أن تطالب بالعيش لحالها. وهي نتيجة سوف تؤدي إليها هذه "المساومة" التعيسة التي اقترفت القيادات الشيعية في العراق خطيئتها الكبرى. إذ لم تكن مساومتها عراقية بالمعنى التاريخي والاجتماعي. بل كانت انعزالية من حيث مقدماتها ونتائجها. وهي مساومة تعكس طبيعتها الفعلية بوصفها قوى لا علاقة جوهرية لها بالعراق باستثناء سرقته، ومكونه العربي باستثناء التطفل على ألقاب أئمة الشيعة فيه.
لقد اقترفت القيادات الشيعية في العراق خيانة تاريخية كبرى بحق العراق والعرب والشيعة، أي بوحدته الجوهرية. بمعنى تغليب مصالحها الضيقة واللعب بعواطف الطائفة من اجل ترسيخ طائفيتها. وهي ممارسة تستخف بابسط مقومات التاريخ العراقي، كما انها تشير إلى جهل فاضح بواقع العراق وآفاق حركته الاجتماعية والسياسية والقومية اللاحقة.
وهو الأمر الذي يفترض تحرير العراق من "الطغمة الشيعية" الطفيلية التي أخذت تصادر الأبعاد الفعلية للتشيع العراقي. وهي مهمة ممكنة التحقيق من خلال رفع فكرة الهوية الوطنية العراقية فوق قبر الطائفية التي أصبحت القيادات الشيعية ممثلهاالنموذجي في العراق.
***



#ميثم_الجنابي (هاشتاغ)       Maythem_Al-janabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمران الديمقراطي في العراق (2-4) الدولة الشرعية - البحث عن ...
- العمران الديمقراطي في العراق (1-4) التوتاليتارية والدكتاتوري ...
- الإصلاح والثورة في العراق – البحث عن توازن واقعي
- الراديكالية العراقية - التيار الصدري وآفاقة المسدودة - الحلق ...
- الراديكالية الشيعية المعاصرة وآفاق البدائل السياسية في العرا ...
- الاعلام العربي وإشكالية الأمن والأمان والحرية والاستبداد في ...
- الراديكالية والرؤية المأزومة في العراق – 2-4
- الرؤية السياسية - لا الرؤية الحزبية
- الراديكالية العراقية - الطريق المسدود 1-4
- المرجعيات الثقافية لفكرة الإصلاح في العراق
- الصحافة العربية المرئية والمسموعة وظاهرة الصحّاف والتصحيف
- المغزى التاريخي للانتخابات العراقية الاخيرة
- الصورة والمعنى في الصراع العربي – اليهودي
- اليهودية – الصهيونية في روسيا
- السياسة والمقدس أو التاريخ الفعلي والزمن الضائع في العراق – ...
- السياسة والمقدس أو التاريخ الفعلي والزمن الضائع في العراق – ...
- السياسة والمقدس أو التاريخ الفعلي والزمن الضائع في العراق - ...
- السياسة والمقدس أو التاريخ الفعلي والزمن الضائع في العراق - ...
- السياسة والمقدس أو التاريخ الفعلي والزمن الضائع في العراق- ا ...
- السياسة والمقدس أو التاريخ الفعلي والزمن الضائع في العراق-ال ...


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ميثم الجنابي - انتخاب الطالباني: مساومة تاريخية أم خيانة اجتماعية للقيادات الشيعية