أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - انتخاب جلال الطلباني بداية لوطنية جديدة














المزيد.....

انتخاب جلال الطلباني بداية لوطنية جديدة


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1161 - 2005 / 4 / 8 - 12:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


صحيح ان مام جلال هو اول كوردي عراقي يتبوأ منصب رئيس الجمهورية في تاريخ العراق،لكنه ليس الكوردي الوحيد الذي يتبوأ منصبا مهما في الدولة العراقية .فلقد سبقه رجال كثيرون من اصل كوردي ترأسوا حكومات وتقلدوا منصاب وزارية وادارية كبيرة ولم يحظي اي تنصيب منهم بمثل الاهمية التي حُظي بها تولي مام جلال الطلباني رئاسة الجمهورية ولم يثر اي حدث سابق ذلك الفرح وتلك البهجة لدى العراقيين ولا الشعور بالخيبة لدى اعداءهم.
فما الذي اختلف .؟ هل هو تولي شخصية كوردية منصب الرئيس ام انه مام جلال نفسه الذي اعطى للحدث اهميته .؟
هما الاثنان...
لقد كان منصب الرئيس مقتصرا على قومية معينة ،طائفة معينة ،سلبت العراق كل الوانه ولم تعره الا لونا رماديا كئيبا ،وجعلت منه ملكا شخصيا،احتكارا لا يخضع لمبدا الشراكة ،محرم لا يقربه الا من يتسخ بمياه الاسن الطائفي ،فجاء انتخاب مام جلال لمنصب الرئيس ليكسر الاحتكار الطائفي والقومي وليخلع ابواب المحرم وليستبدل مياه الطائفية الاسنة بمياه نقية حافظ النبع والنهر على نقواتها وصفائها لتكون جارية غير غير متوقفة عند مضارب قبيلة او عشيرة او مذهب.
ومام جلال يتميزعن جميع الشخصيات الكوردية او العربية التي تولت قبله مهاما حساسة في الدولة العراقية ،فموالاة تلك الشخصيات لم تكن للناس،اكانوا كوردا ام عربا بقدر ما كانت للنظام الحاكم المفروض بالقوة عليهم ،لم تكن تطبيقا للقانون بقدر ما كانت خضوعا لاوامر الاعلى رتبة او مقاما .وهي لا تملك اي شعبية في اوساط الناس بقدر ما كانت منحصرة ومقصورة على شرائح اجتماعية معينة اختلفت عن الاغلبية بما تملكه وما تستطيع الاستحواذ عليه بالقوة او الجاه والسلطة .لم تربتط بمطامح الناس ولا احلامهم ولا امانيهم ـولم يكن توظيفهم في المناصب الكبيرة الا طموح شخصي لعبت الصدفة او المعرفة دورا في حيازته وليس في اطار من التنافس السياسي النزيه .
مام جلال اختلف عن كل الشخصيات التي سبقته ،ليس كشخص او سياسي بارع ،او مناضل من اجل حقوق الكورد المشروعة في الحرية والانعتاق والعدالة فقط، بل كقيمة معنوية ،كتجسيد للمساواة ،كشعور بالانتماء الى الوطن ،كعلامة بارزة واساس لعراق جديد مبني على المساواة والعدالة الانسانية ، كثمرة لنضال ضار من اجل حقوق انسانية لا ينكرها الا ظالم دجال
وهذه القيمة المعنوية لا تخص الشعب الكوردي وحده انها لجميع العراقيين الذين يعملون من اجل خير الانسان بغض النظر عن قوميته ودينه وطائفته وانتمائه السياسي،هو تقدير وتكريم لجميع من عانوا وكافحوا وناضلوا وتعذبوا من اجل يوم مشرق لا فرق فيه بين الناس الا بما يبذلونه من اجل الخير العام .
ما تتفوه به بعض الابواق الحاقدة من اشارة لتنامي نفوذ الكورد في الحياة السياسية العراقية هي محاولة القصد من ورائها اثارة روح البغضاء والحقد بين مكونات الشعب العراقي .لكن هؤلاء لا يدركون ان في الديمقراطية وحقوق لانسان لا يتنامى غير نفوذ الانسان نفسه بينما تضمحل الى حد الزوال كل التيارات التي تضطهده او تصادر حقه وتنصب من نفسها وصيا عليه اكان باسم الدين او القومية او المذهبية وليس هناك من تعارض بين تنامي النفوذ السياسي للكورد او اي من مكونات الشعب العراقي وبين طموحات بقية المكونات ،لان هذا التنامي يشكل حافزا لكل العراقيين من اجل بناء بلدهم والحفاظ عليه وعلى العملية الديمقراطية التي ستترسخ يوما بعد اخر اذا كان الاساس فيها هو احترام الانسان والاحتكام الى دستور علماني يمثل الجميع ويعكس مصالح الجميع ،وليس سعي من اجل الحصول على المكاسب والامتيازات من دون وجه حق.
انه حقا لحدث تاريخي رائع وبداية قوية لوضع اسس الانتماء الوطني العراقي المبني على التعاون والاعتراف بحقوق الناس والمستند على الواقع وليس على شعارات واقوال ليس لها سوى بريقها الذي سيخفت عند ترجمتها الى تطبيقات عملية .فالوطنية الحقة هي ليس تنكر للحق ولا تجنيا عليه بل اعترافا به وتجسيدا له في اعمال وافعال تعكسها وتجعل كل مواطن عراقي يتحسس ويتلمس منافعها .
لم يكن خطاب الرئيس جلال الطلباني الذي القاه امام الجمعية لوطنية ،خطابا قوميا كورديا ولا عربيا ولا اسلاميا ،لقد كان خطابا عراقيا ،خطاب لكل العراقيين ، خلا من الانا الذاتية ومن الامجاد الشخصية ومن الاطناب والمجاملة الفارغة التي عادة ما تعج بها خطب الرؤساء من المحيط المجاور ،خطاب يحمل التصميم العراقي بالمضي في طريق طالما حلمنا به ،طريق الحرية والمساواة والديمقراطية وحقوق الانسان .



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تيار الاوغاد الصدريين
- الاسلام حد السيف ام حدة الفكر
- محاصرون بين سكاكين الزرقاوي والاطماع الدينية
- من مستنقعات الارض الى مواخير السماء
- من اغتال العراقي مرة اخرى .؟
- تأجيل الانتخابات حلقة في مسلسل تآمري
- ان لم تكن ايران العدو الاول..فهي الخطر الاول
- غباء سياسي عراقي مع الاصرار والافتخار
- القضية الكوردية بيين تملقات مشعان الجبوري و نصائح خالد القشط ...
- الامن والعدالة العراقية ،عدم كفاءة ام عدم نزاهه.؟
- البعثية والصدامية
- هل فقد العرب و المسلمون انسانيتهم.؟
- المسلمات القومية والصفعة العلاوية
- شريعة اسلامية بلون السخام
- الاسلام الروحي الاجرامي المنظم هو الخطر وليس الاسلام السياسي ...
- هل ستكون هيئة علماء المسلميين خرقة لستر عورة الارهاب القميئة ...
- التفسير السياسي للقرآن
- ! خوفي ان يُستبدل جيش المهدي بقوات بدر
- المقدسات والعصابات الدينية
- حسنا..لندعوها مقاومة


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - انتخاب جلال الطلباني بداية لوطنية جديدة