|
ماذا سيجد المثقفون العرب في عاصمة الثقافة ؟
جاسم محمد كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 4035 - 2013 / 3 / 18 - 17:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعرف الثقافة بأنها كل القيم المادية والروحية التي يخلقها المجتمع من خلال سير التاريخ ووسائل تحقيقها ونقلها . أو هي كل المنجزات المتحققة في حقول العلم الفن. الأدب.الفلسفة.الأخلاق والتربية . وتسير الثقافة بالتوازي مع التقدم العلمي والتكنولوجي وكلما تقدمت الصناعة والمؤسسات الإنتاجية في بلد ما كلما كانت ثقافة ذلك البلد متقدمة جدا. ولا يمكن إنكار التقدم الثقافي والعلمي الهائل في بلدان السويد .الدانيمارك اليابان . انكلترا .ألمانيا وبلدان أوربا الغربية و ما وصل إلية تلك البلدان . لكن الثقافة في بلدان العالم الثالث المتخلفة والعربية منها خصوصا لازالت كلمة مبهمة عديمة المعنى لعدم تكامل التاريخ بوصوله نحو شكل الدولة السياسي الحديث . فبقيت هذه البلدان تراوح في مكانها ألاف السنين تعيش مرحلة الجمع والالتقاط مما نتج عنة تشكيل فكري ونظرية معرفة مشوهة . فليس في هذه البلدان ذات متكاملة تملك الوعي أو موضوع معرف لان التشكيل الإنتاجي لم يدخل بعد في نفق الزمان ولا يعرف في الوقت نفسه نقطة المكان فبقيت هذه الشعوب تعيش مرحلة ما قبل الزمان لافتقارها إلى العمل المنتج الذي بدورة يصنع الذات والموضوع .
وعلى هذا المساق فلن يجد هؤلاء المثقفون القادمون من بلاد ما وراء البحار ودول الجوار " سارتر" ووجوديته في ارض ميسوبوتاميا ذات التفكير الطوطمي العشائري وسطره الذي ينبض بالثورية والتغيير إلى الأبد :- " إن الوجود يسبق الماهية " لنقول بملى الفم إن وجودنا يسبق وجود السلطة مهما كانت متجبرة وغاشمة وبالتالي نستطيع التغيير في كل زمان ومكان . وسيغيب عن تفكيرهم "هيجل" ودولته البرجوازية بلباس المسيح بسيادة قانون المالكين قبل قرنين من الزمان بكلماتها القائلة " إن كل ما هو عقلي هو بالتالي واقعي " وسيغيب ماركس تماما عن هذا التجمع الثقافي ولن يفكر احد بعملاقة النائم والذي لن يستيقظ في هذه الأرض إلى سالف الزمن . ولن يسمعوا بانجلز المنادي بإعادة سير التاريخ إلى مساره الصحيح بإرجاع جهد العمال والمنتجين وتخليصه من أيدي السراق والمتاجرين ولن يفكر احد أبدا بلينين ودولة العمال . وسيجد هؤلاء المثقفون أشياء لم يحلموا أبدا في اشد الكوابيس رعبا بمفردات غريبة على السمع سيفتحون لها الأعين من شدة العجب والدهشة تأخذ مكان أبيات الزهاوي . الرصافي .السياب .البياتي ونازك الملائكة بمفردات غادرتها البشرية بعدما وصلت بإنتاجها إلى نفي مرحلة الدولة القمعية نحو تشكيل الدولة الإدارية يتكلم بها سكان أحفاد يعرب والأولياء الصالحين بعدما عاد بلد الرشيد إلى زمن الأفخاذ والعشائر والشيوخ وكما يأتي :-
1- العطوة :- مفردة يفسر معناها بالمصطلح السياسي الحديث عن "هدنة" أو فترة استراحة للمحاربين من أبناء العشائر المتقاتلة في عراق اليوم بعد العودة الموفقة إلى العهد البربربي وعصر سيادة العشائرية خوف هجوم غير متوقع من قبل بعض أتباع العشائر بالبنادق وأسلحة BKC وتنبثق لجنة من اعلي مستويات التنظيم العشائري إضافة إلى السادة والوجهاء تكون مسؤولة عن التهدئة . 2- النهوة :- عبارة عن "فيتو" عشائري يخرج ببيان مصدرة قائد العشيرة ضد أفراد من عشيرة أخرى سولت لهم أنفسهم بطلب يد واحدة من بنات عشيرته "خطبة " لسبب أنهم غير كف لها . ويقوم بأداء هذتا الفيتو لجنة يشكلها هذا الشيخ تقوم بتهيد العشيرة المقابلة عبر كلمات يلقيها الرافضون وهم واقفون وبصوت عالي أمام الملا وفي السوق بسطر بقول "" أنت منهي " 3- الفصل :- عبارة عن مبالغ مالية تدفعها العشيرة المتضررة والمغلوبة على أمرها للعشيرة السائدة والمنتصرة في الحرب القائمة بين العشائر والتي تملك من النفوذ والسيادة إضافة إلى الأسلحة ومراكز النفوذ والقوة في السلطة التنفيذية والتشريعية . ويختلف مقدار الفصل من عشيرة إلى أخرى وكلما كانت العشيرة سائدة ورائجة في سوق السلطة فإنها تستطيع أن تفر ض ما تشاء . 4- السنينة . :- أو " الصنينية " وهي قانون عشائري تنفرد كل عشيرة تختلف عن العشيرة الأخرى . فمثلا تكون سنينة إحدى العشائر أن تأخذ أربعة من النساء من عشيرة أخرى إذا قتل أحد أفراد تلك العشيرة واحدا منها . أو تأخذ إحدى العشائر مبلغا ممن المال مقداره 10 ملايين دينار لو أن أحدا من عشيرة أخرى صفع واحدا منها أمام الناس . 5- الصكة :- ومعناها أن تقوم إحدى العشائر بالهجوم على أفراد العشيرة الأخرى . ويختلف توقيت الصكة من عشيرة لأخرى فكلما كانت العشيرة قوية وتملك أسلحة فتاكة فإنها تستطيع أن تقوم بهذه العمل جهارا نهارا وأمام أعين الجميع . وتستطيع هذه العشيرة من فرض سيطرتها وهيبتها بعدة أعمال مثل إغلاق الأسواق وفرض حرض للتجول . ويسقط الكثير من الناس ضحايا لذة الصكة قد يصل إلى العشرات يذهبون بعد ذلك كما يقول المثل الشعبي " بولة بشط " بالتعبير العامي أي هباء وسدى في لغة أبناء يعرب الفصيحة . 6- الكوامة :- آخر الحلول السلمية وبدء الدخول إلى مرحلة التهديد والتمهيد للحرب الفعلية . والكوامة تنفض نفضا من قبل وجهاء ومحاربي القبيلة وتكون موقعة من قبل الشيخ ويكون قولها بهذا السطر " أنت كوماني " وتدخل العشيرة الأخرى مرحلة الإنذار الأحمر والاستعداد للحرب لهذا فإنها تحفر الخنادق استعدادا للقتال . ولا يخرج أبنائها إلى الشوارع أو الكليات ويبقى موظفوها في بيوتهم خوف تهديد تلك القبيلة . وتبقى السلطة بكل ثقلها وجهدها المسلح عاجزة تنظر بعيون مكبلة إلى هذا الوضع بدون إن تحرك ساكنا تنتظر ماذا يقول الشيوخ ويقررون . ربما هو موضوع اغرب من خيال لن يصدقه احد من هؤلاء المثقفين لو قرأه لكنة واقع هذه الأرض التي عادت إلى ما قبل كلمات "سعدي يوسف" وهو يصور انتفاضة فلاحيه وغنائهم بعد انتصار تموز الخالد على الإقطاع والملكية .:- " تحت الصفصافة نادينا " " وجمعنا السنبل وارتحنا " " قلنا للبلبل ما قلنا" "وتخرج جموع الفلاحين تاركة سلمان في المضيف " وهي تصيح "النهر تحول مجراه ُ " "النهر تحول مجراهُ "
لكن هؤلاء المستثقفون سيرحلون بصمت بعدما يشحنون جيوبهم بالدولار وبطونهم بالسمك المسكوف ودجاج الكفيل المذبوح في البرازيل وقناني ماء الواحة السعودي ولن تغير الكلمات في أسماعهم شيئا سواء أكان سارتر مصدرها أو أصحاب المعلقات الجدد وهم يهزجون لاصحاب المحافظ الدسمة : :- " مزيعل يا كمرهة شلون عنهة تغيب " " خل يفرح الـواوي يوم راح عنة الذيب " "وظل البيت لمطره .......وكامت مطرة تصاوغ بية " ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جاسم محمد كاظم
#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من لينين إلى هوغو شافيز . اؤلئك صحبي فجئني بمثلهم .. إن جمعت
...
-
غياب الطبقة والمؤسسة في الديمقراطية العراقية = انتخابات برقص
...
-
وستعتنقين الإلحاد بالضرورة يا صغيرتي الحلوة - اليانور-
-
أكاذيب خروتشوف ج 2
-
أكاذيب خروشوف ... ج 1مهداة الى الرفيق النمري
-
اشهد انك الولي . النقي الموعود المنتظر يا عبد الكريم قاسم
-
النقطة الرابعة ... .... إلى رفاقي الأعزاء هكذا نطق الحلم يوم
...
-
أين هو الوطن أولا .. قبل أن نبدأ بتشجيع منتخب الوطن ؟
-
كيف نفهم الجدل الماركسي في -اللخبطة- العراقية ؟
-
لماذا تفصل الدول المتقدمة الدين عن الدولة في أراضيها وتنمية
...
-
الفقاعة : في ثقافة السلطة العراقية
-
مقترح لحل الأزمة الحالية: ربط القضاء العراقي بمنظمة الأمم ال
...
-
رأينا تاريخنا ضحكنا فقلنا :- مازلنا نعيش العصر البربري
-
رفيقنا النمري : ألا يكفيك إننا نكفيك الرفقة
-
بعدما رأينا وسمعنا عن لصوص اليوم : رضي الله عن -خير الله طلف
...
-
مسعود البرازاني . موشي دايان : صورة المنتصرين واحدة
-
هل قال -ماو تسي تونغ - لليساريين العرب تعلموا الثورة من الحس
...
-
دولة فلسطين: شهادة وفاة لا شهادة ميلاد
-
لا نستغرب وان قال محمد مرسي: - أنا ربكم الأعلى -
-
قادة حماس ... أعظم مجانين العصر جنونا
المزيد.....
-
صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع
...
-
الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا
...
-
-غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
-
بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال
...
-
في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
-
5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
-
قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا
...
-
خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة
...
-
اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال
...
-
اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|