إبراهيم إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1161 - 2005 / 4 / 8 - 12:04
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
الى رئسينا مام جلال
في البداية، أسمحوا لي سيادة الرئيس، أن أهنئكم على انتخابكم لرئاسة العراق وأن أتمنى لكم الصحة والنجاح، وأن أعبر لكم عن غبطتي بهذا الحدث الذي يفتح كوى للضوء وهو يؤسس لمفهوم المساواة في الحقوق والواجبات بين أبناء الوطن الواحد، تلك المساواة التي كانت حلماً وملهماً لأغلبية أبناء جيلي في أرتياد سوح الكفاح، وقٌدمت من أجلها تضحيات غوال. فإنتخابكم، ليس حدثاً تمليه الأستحقاقات الأنتخابية التي كثر الحديث عنها اليوم فحسب، وبل ونجاحاً لنا جميعاً، نحن الذين أفنينا عمرنا نضالاً من أجل مستقبل ديمقراطي للعراق وتضامناً من أجل نيل الكرد لحقهم في تقرير المصير.
لكني أيها العزيز مام جلال – واللقب هذا يجعلكم أقرب لي مناضلاً منكم رئيساً – دهشت وجمدت الفرحة على شفتيّ وأنا أتابع كلمتكم إثر إدائكم القسم القانوني، إذ "نسيتم" أيضاً، وأنتم تحيون شهداء العراق الأبرار، أن تحيوا أولئك الألأف من الشهداء الشيوعيين واليساريين الأبطال، ومنهم على سبيل المثال أولهم الشهيد يوسف سلمان يوسف الذي يعد أول زعيم سياسي عراقي يرفع شعار الأستقلال لكردستان كما تعرفون، والشهيد سلام عادل الذي لازال العراق وسيبقى يتذكر الحملة التي قادها دفاعاً عن الشعب الكردي ومن أجل السلم في كردستان، وآخرهم ( ولا أعتقد بأن الشيوعيين واليساريين العراقيين سيكفون عن الأستشهاد حتى يتحقق العراق الديمقراطي حقاً) الشهيد وضاح عبد الأمير الذي كان زميلاً لكم في المجلس الوطني!!
نعم يا عزيزي مام جلال، لم يكن ما قدمه أصدقائي الشهداء الشيوعيين في السجون والمعتقلات وعلى أعواد المشانق وفي أهوار الجنوب وسفوح كردستان الحبيبة، بأقل تضحيات شعبنا كي تنسى وتهمش. إن عتبي لتعبير عن مخاوفي!!
فكيف لي أن أثق بالحديث عن مساواة الناس في العراق الجديد ، وقادته لا يساوون بين دماء شهدائه الأبرار، بل يميزون بينهم على أساس أيديولوجي أو أتفاقات سياسية أو لأسباب يعلمها الله وحده!
مرة أخرى لكم مني خالص الأماني بالصحة والعمر المديد والنجاح..
مرة أخرى أعبر لكم عن فرحتي ..
ومرة أخرى أتطلع لما يبدد مخاوفي.
مجداً لكل الشهداء العراقيين من أجل وطن لا تمييز فيه.
ولكم خالص الأحترام .
د. إبراهيم إسماعيل
أستاذ في الجامعة السويدية لعلوم الحياة حالياً
و ( بيشمركة سابق)
#إبراهيم_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟