زينب منصور حبيب
الحوار المتمدن-العدد: 4035 - 2013 / 3 / 18 - 13:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في بعض الأنظمة كالشيوعية مثلاً، أعضاء الحزب المهمين الذين يحسبون كنخبة سياسية وقيادية يتم إجبارهم على خوض جلسات النقد الذاتي، لكي يقوموا ببيان أخطائهم الإيديولوجية التي ارتكبوها، أو الفساد الذي مارسوه أثناء تأديتهم لواجباتم الوظيفية، بالرغم من أن ذلك النقد الذاتي لا يضمن رد الاعتبار للفرد وغالباً ما يتم طرد الخاضعين له من الحزب والدولة.
ولندخل مع هذه الحكاية:
دخل أبو دلامة على المهدي وعنده إسماعيل بن علي و عيسى بن موسى والعباس بن محمد وجماعة من بني هاشم، فقال له المهـدي والله لئن لم تهـج واحـداً ممن في هذا البـيت لأقطـعن لسـانك فنظر إلى القوم وتحير في أمره، وجعل ينظر إلى كل واحد فيغمزه بأن عليه رضاه.
قال أبو دلامة: فأزددت حـيرة، فما رأيت أسلم لي من أن أهجـو نفسـي.
ألا أبلغ لديك أبـو دلامـة
فلست من الكرام ولا كرامة
جمعت دمامة وجمعت لؤماً
كـذاك اللؤم تتبعه الدمامة
إذا لبس العمامة قلت قرداً
وخنزيراَ إذا نزع العمامة
يا ترى هل يستطيع المسؤولين العراقيين أن يمارسوا النقد والنقد الذاتي لذاتهم، كما فعل أبو دلامة؟ أو يفعلون كما فعل عدداً من الوزراء بإعداد حقائبهم ولملموا أغراضهم وبدأوا يرتبون إجراءات الهرب من العراق بعد أن لاحظوا تفعيل البرلمان لأدائه الرقابي لملفات فسادهم”.
مع أن رئيس هيئة النزاهة العراقية قد أكد أن الهيئة تلقت العام الماضي فقط أكثر من خمسة آلاف بلاغ عن حالة فساد وصل نحو 3000 منها إلى القضاء وتم شمول نحو 2700 منها بالعفو العام في حين تم توقيف الإجراءات بحق 70 حالة فساد بأمر من الوزير المسؤول، أما ما تبقى من الحالات التي لم يشملها العفو أو إيقاف الإجراءات القانونية، فقد تم طمس معالمها.
أين أنت يا أبو دلامة لتعطي كل واحد (طينته بكصته).
#زينب_منصور_حبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟