أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - عزْلـــــة العــــراق والعراقيين شعار صوفي














المزيد.....

عزْلـــــة العــــراق والعراقيين شعار صوفي


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1161 - 2005 / 4 / 8 - 12:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ان الحديث عن عزلة الصوفيين للعالم محيّر ومعقد في الوقت نفسه فالعزلة هذه قد لا تضر الخارج عن مدار المتصوف لكنها بالتأكيد تضره بشكل فعلي وتجعله اضعف بكثير مما هو عليه قبل انعزاليته وليس عجباً ان الناس وفيهم البعض من المثقفين يتغنون بالصوفية التي تتلخص في انقاذ النفس البشرية من شوائبها وتقدم للخالق نفسها كعاشقة سرمدية وهذه علاقة ذاتية لا تتعدى حدودها البشرية، هؤلاء يريدون ان تطبق بشكل عام على العراق والعراقيين في الظروف الراهنة.
يبدو ان البعض منا قد ترك صوفية الذات ويريد ان يعمم المبدأ على العام ، يعممها الى صوفيه اكبر واوسع واشمل حيث تشمل شعب وبلد بأكمله وهو يطالب بقوة كما ذكرتُ عزل العراق والعراقيين عن محيطهم البشري في المنطقة وربما عن العالم تحت بيت شعري دعوا : ان العراق للعراقيين فهمْ كفيلون بانفسهم، لكن على ما يبدو ان هذه الصوفية تصطدم في كل لحظة بمعوقات حقيقية تجعل من هذا البيت الشعري من سابع المستحيلات فعلى الاقل وجود اكثر من 150 الف جندي من قوات متعددة الجنسيات يجعله مربوطاً من نخاعه الشوكي وبمجرد اي خطأ يدفعه للشلل التام وبعد ذلك نترحم عليه وندعوا الله ان ينقذه من هذه العزلة " الورطة " .. طبعاً ان هذا التصور، تصور ساذج، لكن لماذا لا نتصور تصورات صوفية عن هذا الواقع مادام طلب العزلة مطروح في الاسواق الانترنيتية؟
قد يستغرب البعض ممن يطلقون هذا الشعار ان هذا الشعار سيضر بالعراق والعراقيين مثلما ضرت شعارات التطرف القومي ومنهاجية حزب البعث العراقي في عدم جعل الاولوية للشعب واعتباره ثانوياً وعدم التفريق ما بين مكوناته القومية والدينية، ان شعار العزلة شعار اناني ضيق له كوارثه الكثيرة وجرب هذا الشعار عملياً بعد وفاة المرحوم جمال عبد الناصر بعدما ظهرت فلسفة الابتعاد على السنة السياسيين وبعض المثقفين المصريين عن الدول العربية والقضية الفلسطينية التي اشيع انهما كانا وراء نكبة مصر وتدهور وضعها السياسي والاقتصادي والعسكري الا ان هذه الفلسفة لم تؤد الى حل جذري لمشاكل الشعب المصري بعدما ذهب السادات الى القدس والقى كلمته في الكنيست الاسرائيلي ثم التوقيع على معاهدة كامب ديفيد ومنذ ذلك الوقت وحتى اللحظة الراهنة ازدادت وتعمقت المشاكل الاقتصادية والسياسية ويعيش الكثير من المصريين تحت سقف الفقر والعوز وحتى الفاقة وغيرها.
السياسة الواقعية التي تخدم عملياً العراق يجب ان لا تعترف بالعزلة لأنها قد تؤدي الى التطرف وتوقع البلاد باضرار كبيرة و بلا حدود وعند ذلك سيدفع الشعب العراقي او اي شعب ثمن هذه العزلة وتلك السياسة المتطرفة ولنا تجارب كثيرة في مواقف الدول النامية ومن بينها السياسات اللاواقعية التي كان ينتهجها النظام الشمولي في العراق. العالم على الرغم من حدود دوله الجغرافية واختلاف انظمته السياسية فهو عالم واحد بقى يتفاعل مع بعضه البعض في مجالات الاقتصاد والثقافة والعلم والسياسة كما كانت الحضارات المختلفة التي نشأت في هذا المكان او ذلك قد تأثرت بها شعوب ودول اخرى واستفادت منها ومن تجاربها فلم يكن الانعزال بمعناه المطلق سارياً بين شعوب المعمورة ومنذ القدم.
قد تكون العلاقات بين الدول متوترة في بعض الاحيان بسبب تضارب مصالح الطبقات الحاكمة والحكام وقد تؤدي اضطراب العلاقات وتأزمها الى حروب خارجية تلحق افدح الاضرار بشعوب هذه الدولة التي لم تكن لها يد فيها ولم تكن في يوم من الايام عدوة لبعضها البعض وبالعكس فان اكثرية المنظمات التي تدافع عن السلام بين الشعوب ومنظمات واحزاب الدفاع عن البيئة والاحزاب الديمقراطية ترى في التعاون بين الشعوب وسيلة لتبادل التعايش السلمي والتطور العلمي والاستفادة من الحضارة البشرية العريقة في مجلات كثيرة.
ولقد كان ومازال التاريخ اكبر شاهد على تلك العلاقات والاستفادة من الحضارات القديمة والجديدة حيث سجل مآثر كتب عنها الكثير واعتبرت كنوزاً غنية لشعوب العالم اجمع..
ان العراق الجديد يجب ان يؤمن بالانفتاح على شعوب العالم ليستفيد في بناء ما خربته الحروب السابقة وما خرب من قبل النظام الشمولي كما عليه ان يوثق علاقاته الاخوية الانسانية بالشعوب العربية والاسلامية على مبدأ واضح وصريح ،ان عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل بلد من البلدان ولكي يظهر للجميع ان عصر التآمر والخداع والتربص والحروب انتهى بانتهاء النظام الدكتاتوري ولهذا يجب ايضاً ان تسد الطرق على الشعارات الانعزالية فهي تريد اذية العراق وليس مصلحته كما تدعي ففي هذا العصر عصر العلم والتكنلوجيا وغزو الفضاء والثورة المعلوماتية لا ينفع الشعر الصوفي الوجداني في العلاقات السياسية والدولية الذي يدعو الى العزلة والتفرد في عشق الخالق عز وجل.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدستور الجديد وحقوق القوميات وحرية المعتقدات الدينية في الع ...
- لائحــــة حقوق الإنسان والإغتيال السياسي للنساء
- قـــوى اليسار الديمقراطي ما لها وما عليها في الانتخابات القا ...
- قلـــق مشــروع
- عدنـــــــــــــان كــــــــان
- حول الجنسية.. لماذا التهجم على الكرد واحزابهم وعلى احزاب اخر ...
- مؤشر خطر من قبل التطرف الديني في الاعتداءات على حرية الطلبة ...
- ذكرى حلبجة القديمة
- السيد علي السيستاني ومنح الجنسية العراقية
- جائزة نوبل والتحفظ على الاكراد
- الحكومة العراقية الجديدة ومستلزمات المرحلة الحالية
- التداخل العذري لهمس النداء
- في عيدها الـــوردُ يعطرُ نفسه ... 8 آذار الجميل
- رغيف الخبز الملاحق من قبل وزارة التخطيط ومركز الاصلاح الاقتص ...
- ثقافــة التحوير ثقافـة شوفينية وايدز عنصري معروف.. هل الكرد ...
- أسئلة : كيف نفهم اغتيال رفيق الحريري والاتهام الفوري الموجه ...
- بعيـــداً عنهــــــم
- على الطريق الفرعي عند حوافي حقل الحنطة
- عذراً قناة الفيحاء ـ لكذبة - ما كو مهر بس هلشهر -
- هـــل رفيق الحريري هو آخر القطاف الإرهابي ؟


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - عزْلـــــة العــــراق والعراقيين شعار صوفي