أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مهند الحسيني - ثقافة السخرية في المجتمعات البدائية !!














المزيد.....


ثقافة السخرية في المجتمعات البدائية !!


مهند الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 4035 - 2013 / 3 / 18 - 00:08
المحور: المجتمع المدني
    


يا أيها الأنسان .. ان كنت فعلا إنسان لا تحتقر أحد ..
فأحيانا تعتقد أن بعض الناس أقل ذكاء لمجرد أنهم لا يتصرفون على هــــواك، والواقع أنك تستصغرهم عن جهل !!.

أسوق لكم هذه المقدمة ليس من باب المزايدة على أي شخص ولا من باب التشدق بالقيم الانسانية بل هو واقع اعتنقه عن قناعة تامة .
القناعة التي تجعلني اعتقد أن الانسان لا تسقط عنه انسانيته مادامه لا يحيق السوء بغيره او يسبب الأذى , ولا يتجاوز على قناعات الاخرين .. اما من هم دون ذلك فهم يقينا لا يحسبون على بني البشر .

وكي لا نذهب بعيدا عن لب الموضوع ..
تواردت انباء عن انتحار شابة عراقية ( رغد الجباري) بعد اخفاقها في مسابقة من المسابقات التي تنتشر في الفضائيات العربية ( تحديدا السعودية ) , اسم البرنامج هو Arab Idol وهو اقتباس حرفي لبرنامج امريكي (American Idol) , وانا هنا لست بصدد تقييم هشاشة الفضائيات العربية في انتقاء برامجها , او لماذا هي عاجزة عن ابتكار البرامج التي تنسجم والواقع العربي وتنفرد فيها ببصماتها , كما لن اعلق على لجنة المحكمين في النسخة العربية والذين لا يمتلكون الخلفيات التي تجعل منهم مؤهلين لصفة التحكيم , فجميعهم عبارة عن فنانين يصح عليهم وصف الـ ( فقاعة ) وتاريخهم الفني فقير جدا ويحمل صفة البؤس .
وبغض النظر ان كان خبر انتحار هذه الفتاة صحيح او غير ذلك ،فما يهمني هو التناول الاعلامي العراقي وردود الفعل الجماهيرية ضد هذه الفتاة المراهقة والتي ان كان اداءها سيئ فهو لكونها ضحية مجتمع وضحية ظروف منها معلومة لدينا ومنها خافية عنا , فلم اجد من خلال تصفحي لصفحات التواصل الاجتماعي العراقية وغيرها من المواقع ما يتضمن قراءة تحليلية سايكلوجية علمية لفهم سلوكيات هذه المراهقة , كما ايضا لم اجد من يعطيها الحق في كونها شابة تطمح لان تكون نجمة في عالم الفن والغناء سيما وهي ليست اسوء من غيرها ممن دخل هذا المحيط , فكل ما شاهدته وقراته هو عبارة عن تعليقات بائسة وهجوم قاسي لا داعي له فيه تحقير لها ، وبغض النظر عن مستواها وبغض النظر ان كانت حسنة او سيئة فهذا شانها وحدها .
وبصراحة انا اول مرة اتابع مثل هذا البرنامج لاني مقتنع تماما بانها برامج تجارية الهدف منها استغفال المشاهد العربي وتلهيته عن واقعه البائس، والتربح منها بمبدأ ( رزق الهبل ع المجانين ) .

نعم .. تابعته فقط لان كواليسه كانت في مدينة عراقية ( اربيل) واحببت ان اسمع اصوات عراقية تذكرنا بالفن الاصيل .
ولا اخفيكم .. حين رأيت هذه الشابة وسمعت صوتها وطريقتها المتصنعة في الكلام ,, لعنت الظروف التي اوصلتها لهذه الحالة , واحسست بأشمئزاز بما يتعلق من الناحية الفنية وليس من شخصها , ومع ذلك امتعاضي لم يكن بالدرجة التي انال منها كانسانة او ان انتقص منها , ولكن ما جعلني اشعر بأشمئزاز اكثر هو طريقة إستقبال لجنة التحكيم الـ ( تهريجية) لهذه الشابة ، والتي كانت بحق طريقة سخيفة وممجوجة ولا تليق بفنانين يحملون رسالة .
فهل هذه هي طريقتهم في تشجيع الشباب ؟!.

للأسف .. طريقتهم المشوهة يقينا ستكون لها تبعات نفسية وردود فعل سلبية على المشاركين الذين اخفقوا ، وكانهم بذلك يشجعون المجتمع على ثقافة السخرية والتي باتت اليوم من الثقافات البدائية .. في الوقت ان مجتمعاتنا لديها ما يكفيها من الثقافات البدائية .

واعود هنا للجمهور العراقي الذي جعل من هذه الفتاة مادة دسمة للسخرية عبر صفحاتهم الفيسبوكية والتويترية وايضا في منتدياتهم .. هذا علاوة على بعض المثقفين الذين ركبوا موجة السخرية من باب ( حشر مع الناس عيد) :

ترى مالذي جعلكم تنقلبون لحيوانات مفترسة كاسرة ؟!

شابة عراقية توهمت بأن لها فرصة للفوز وكانت غير مؤهل له ، مثلها مثل الكثير من المشاركين والمشاركات , أذن لماذا التهجم عليها وبهذه الطريقة القاسية ؟
هل لأنها حاولت أن تقلد هيفاء وهبي؟ وشنو يعني ؟!
هل كفرت احد .. هل فجرت احد .. هل قتلت احد .. هل ذبحت احد ؟؟!!
أذن لماذا التهجم عليها ونحن لدينا العشرات بل المئات من الشعراء والفنانين والاعلاميين والسياسيين الفاشلين ممن اعتادوا التقيؤ علينا وبشكل يومي ؟؟!!
مثلما لدينها قائمة طويلة وعريضة من القتلة والمجرمين !!.
فهل ربما انتقادكم لها فقط لان ( ديكورها ) الخارجي لم ياتي وفق هواكم ؟!
ام ربما لكونها إمراة (( عورة ))؟!لاننا جميعا رأينا من الرجال الذين اخفقوا من هو اسوء منها!..فلماذا يا ترى انصب الهجوم والنقد اللاذع عليها دون الاخرين ؟!!.

وهنا يحضرني قول جميل للسيد المسيح حين هم الـ ( المؤمنين ) برجم مريم المجدلية :

من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر !!

على اي حال .. ان صح خبر انتحارها فانا ادعو كل من سخر منها بان يطهر نفسه من الرواسب الحيوانية ,, عل وعسى ان يعود كما ولدته امه .. انسان !!
ومقالي هذا ليس دفاعا عن شخص رغد بل هو محاولة لتذكير البعض بأن يبدأ كل انسان باصلاح نفسه اولا قبل ان يسخر من الاخرين , وليكن المثل العربي القديم حلقة نضعها في اذاننا :
كلكم عورات وللناس أعين !!



#مهند_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في طفولتي ومراهقتي .. كنت معجبا بصدام حسين!!
- نكتة الربيع العراقي !!
- الثقافة القطيعية ..غزوة السفارات إنموذجا !!
- بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة
- ما أشبه اليوم بالبارحة !!
- لسنا بحاجة لقممكم يا عرب
- نكتة الموسم .. قطر تحذر روسيا من استخدام حق الفيتو !!
- متى تُنصف ثورة الحسين ؟
- بولس الرسول .. الشخصية التي غيرت وجه التاريخ
- مابين إعدام صدام وقتل القذافي !
- الشيخ شارلوك هولمز الساعدي يكشف المستور !!
- المللا كريم بلحاج .. وسر التحول من القاعدة للناتو !
- مخطيء من ظن أن للثعلب السعودي ديناً !!
- تحية للنائبة العراقية حنان الفتلاوي
- بيان البيانات .. للرفيق المجاهد إياد علاوي !!
- مابين تهديدات علاوي وتداعيات الوضع الامني !!
- ثقافة الفرهود.. واللعنة العراقية
- لا .. لطائف سعودي جديد في العراق
- هل أصبح مصير العراق بيد ورثة المعممين ؟؟!!
- الديمقراطية .. الفتنة الجديدة التي ابتلي بها المسلمون


المزيد.....




- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مهند الحسيني - ثقافة السخرية في المجتمعات البدائية !!