أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - الإنسان عاش جل حياته حيواناً














المزيد.....

الإنسان عاش جل حياته حيواناً


حاتم بن رجيبة

الحوار المتمدن-العدد: 4034 - 2013 / 3 / 17 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإنسان عاش جل حياته حيواناً



هذه الجملة المقتضبة والحكيمة التي نبعت من أنامل الكاتب الجليل نجيب محفوظ تزعزع وعي كل مثقف ومفكر حديث لتذكره بحقيقتين جوهريتين :

الأولى هي أن هذا الإنسان الذي يتباهى بامتيازه على أبناء عمه بالفكر المبهم والذكاء والإنسانية ليضع نفسه فوقهم ويدعي على لسان بعض من سموا أنفسهم أنبياءً أنه نزل منذ اللحضة الأولى مختلفاً مصطفًى متحلياً بهذه الإمتيازات لم يتحصل على هذه القدرات إلا بمحض الصدفة وفي زمن متأخر للغاية في تاريخه .

الإنسان عاش حيواناً ملايين السنين حتى بعد أن انفصل عن القردة ،فلم تبرز قدراته التحليلية والفكرية بشكل واضح إلا في حقبة جد متأخرة تجلت مع الفلاسفة اليونان قبل ثلاث آلاف سنة .

هذا الكائن عاش ملايين السنين حاله حال الذئب والضبع وسائر الوحوش . عاش على الغريزة يتخبط في صراع البقاء الفيزيولوجي في أسفل هرم يوسلو للإحتياجات . عاش يكافح من أجل تأمين غذائه وتكاثر نسله وصد كل خطر على حياته ولم يجد الوقت والقدرة على التفكير في أصله ومنشئه وخالقه وفي الكائنات الأخرى والنجوم والسماء والكون إلا في حقبة متأخرة كما ذكرت .

ثانياً أن الإنسان الحديث هو في حد ذاته في جله حيوان وأن البشر سواء كانوا في مجتمعات متقدمة ومصنعة أو بدائية متخلفة جلهم يعيشون على الفطرة بدائيين وأن صفة الإنسان لا يمكن منحها إلا نخباً قليلة قادرة على التعمق في التفكير المبهم والتحليلي والتعلم من الآخرين ومن التاريخ والبحث عن الأصل والهدف ...

تخطئ هذه النخبة خطأ فادحاً عندما تعتقد أن السواد الأعظم من الجماهير مثلها آدميون يسعون إلى تحقيق الذات وإلى التخمين في أصلهم وفي أصل الكون وخالقه وأنهم يجيدون التفكير الغامض التحليلي .

تصيب النخبة عندما ترى الجماهير ذئاباً وسباعاً لا تلوي إلا على تأمين لقمة العيش وعلى تأمين حرمتها الجسدية وعلى التناسل .

كلما هددت هذه الجموع في تلبية هذه الحاجيات ستنقض عليك وتفترسك وستبحث عن نخبة (أو زعماء ) آخرين يؤمنون لها هذه الحاجيات البدائية والجوهرية ؛ تماماً كما تعيش الذئاب فكلما كان زعيمها موفقاً في قيادتها في مهام الصيد و تأمين بقائهم الجسدي كلما قبلوه ولم يطردوه و لم ينصبوا غيره .

إن أردت قيادة هذه السباع فعليك بتأمين غذائها بسياسة إقتصادية ناجعة توفر لهم مواطن الرزق والدخل الكافي لاقتناء الغذاء واللباس وإمكانية التزاوج ورعاية النسل وبسياسة أمنية تقي بعضهم شر البعض الآخر .

هؤلاء سيفترسونك حتى وإن تشدقت بأحكام الرب المقدسة ، سيفترسونك حتى وإن تشدقت بفلسفة ماركس ورغبتك في الدفاع عن الكادحين والفقراء ، سيفترسونك حتى وإن تشدقت بالمبادئ الإنسانية كحقوق الإنسان والإخاء والتآزر ألخ إن لم تؤمن رغبات الحيوان فيهم .

الزعيم الناجح يقود الحيوانات الجائعة إلى جنان الغذاء ويؤمن لها التزاوج لتتكاثر ويوفر لها الأمن على حياتها .

إياكم أن تنظروا اليهم كآدميين فلاسفة ومفكرين ! إياكم أن تتغاضوا عن الجانب الحيواني والمظلم والمتوحش فيهم فينهشونكم !

تذكروا دائماً أن الفكر المبهم كالدين والفلسفة والعلوم هي في الأساس وسائل تخدم طلبات الوحش في الإنسان . إياكم وأن تجعلوا من الوسيلة هدفا ! الرب وسيلة والفلسفة وسيلة والعلم وسيلة خلقت لإشباع الغريزة .

يا ساسة وطلبة الزعامة غازلوا الذئب في كيان كل ناخب وسيصوت لكم بدون أي جدل واحتراز !



#حاتم_بن_رجيبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب تشبث الإنسان المعاصر بالدين
- اليسار التونسي وعقدة التدخل الأجنبي
- الإنقلاب على الشرعية ونتائجه


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - الإنسان عاش جل حياته حيواناً