طَرْش العنصريين وصمة عار للرياضة

احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1160 - 2005 / 4 / 7 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حرقتي على ابناء سخنين
اعتبر نفسي واحدا من عشاق كرة القدم ومن المشجعين المؤيدين لفريق ابناء سخنين. وحرقتي على ابناء سخنين وتأييدي له نابع من سببين، الاول، لرجولة وعصامية هذا الفريق الذي يثبت نفسه على الخارطة الرياضية وبقوة رغم انه يعاني من نقص في كل ما يلزم، ينقصه الملعب والميزانيات وغيرها. والثاني، لهوية هذا الفريق الاممية، الذي يضم في صفوفه العربي واليهودي، الاسرائيلي والافريقي، الابيض والاسود والاسمر، فريق يعكس الصورة النموذجية للتعايش الحقيقي القائم على المساواة بين بني البشر وللعلاقة الاخوية وبغض النظر عن هوية الانتماء ولون البشرة.
وهذه الهوية المتميزة لفريق ابناء سخنين تثير حقد وكراهية وعداء طرْش العنصريين الذين نهلوا وينهلون حليب التربية الفاسد من حظيرة سياسة التمييز القومي والعنصري السلطوية المعادية لجماهيرنا العربية. قطعان الطرْش العنصري تنصب مأتما اذا ما حقق عربي باسهامه مكسبا رياضيا بارزا يرفع اسهم الدولة بمجملها في المجال الرياضي! والسمة المميزة لجمهور فريق بيتار القدس انه من طرْش العنصريين المغاليين في عدائهم العنصري للعرب وللحد الادنى من الاخلاق الانسانية – الصفة التي من المفروض ان يتحلى بها الجمهور الرياضي.
فحقيقة هي ان بيتار القدس لا يضم في صفوفه أي لاعب عربي او أي لاعب ينتمي الى امة محمد ودين محمد. طرودا ولم يقبلوا لاعبا اجنبيا في صفوفهم لان ذنبه ان اسمه ابراهيم نضالا!!
امس الاول حالفني الحظ ان احضر المباراة من اولها الى آخرها بين فريقي ابناء سخنين وبيتار القدس. وجاء موعد هذه المباراة بعد اقل من عشرة ايام على الهدفين المتميزين للاعبين العربيين المتميزين عباس صوان ووليد بدير ضد ارلندا وفرنسا اللذين انقذا المنتخب الاسرائيلي من توديع المونديال نهائيا. هدفان صفق لهما كل عشاق الرياضة في بلادنا من العرب واليهود الا طرْش العنصريين!
لقد قدرنا بعين الرضا اللفتة الكريمة من ادارة فريق بيتار القدس بتقديم باقة من الورد لكابتن ابناء سخنين عباس صوان تقديرا لدوره في المنتخب القومي ومعادلة النتيجة مع ارلندا. وفي الوقت الذي كان فيه صوان يستلم باقة الورد رفع الاوباش من طرش العنصريين في مدرج المشاهدين لافتة طويلة عريضة حُضرت مسبقا ومكتوب عليها بالبنط العريض "انت لا تمثلنا يا عباس صوان".
لقد صدقوا في هذا، فمن يمثل امثالهم اوباش العنصريين امثال كهانا وعصابته. ولم يكتفوا بذلك، فطيلة كل دقائق المباراة دوشوا عباس صوان، وكلمامسّ الكرة، بوابل من هتافاتهم وشتائمهم العنصرية مثل "عباس صوان مريض سرطان". "ولتدمر وتخرب قريتكم" ومسبات قذرة يخجل القلم من كتابتها ضد النبي العربي محمد (ص). هذا اضافة الى شتم الجمهور السخنيني واعتداء الاوباش العنصريين عليهم.
لو كانت هذه الدولة دمقراطية لحرمت هذا الفريق وجمهوره العنصريين من المشاركة في المباريات الرياضية لان مسلكهما وطابع توجههما يتناقضان واصول ومبادئ واخلاق الرياضة تصرف طرش العنصريين وصمة عار في جبين الرياضة.
واكبر خازوق يمكن دقه في عنق و.. العنصريين ان يواصل فريق ابناء سخنين. وانتصاراته ويحافظ على بقائه في الدرجة العليا.

#احمد_سعد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات