أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - قاسم حسن محاجنة - اللامرئيون أو العمالة المهاجرة














المزيد.....

اللامرئيون أو العمالة المهاجرة


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4034 - 2013 / 3 / 17 - 17:18
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


اللامرئيون
أو مهاجرو العمل
نهاية الاسبوع المنصرم ،تظاهر سكان جنوب تل ابيب مطالبين بترحيل العمال الاجانب الذين يسكنون في هذه المنطقة الفقيرة ، والتي تحولت الى "ملجأ " لكل العمال الذين تطلق عليهم المؤسسة الرسمية لقب متسللين ، لانهم قدموا الى البلاد بطرق غير مشروعة عبر سيناء ، فهم لا يملكون تأشيرات دخول او تصاريح عمل .
وليست هذه هي المرة الاولى التي يخرج فيها السكان للتظاهر ، وكل مرة "يشارك" في المظاهرة انصار حركة كاخ العنصرية والتي تسارع لركوب موجة احتجاج سكان الاحياء الجنوبية للتحريض العنصري على الجميع ،بما فيهم اليسار الاسرائيلي.
وثارت ثائرة الاهالي هذه المرة لأن مهاجرا سودانيا ، نعم سوداني ، اقتحم بيتا وسرق منه وحاول الاعتداء جنسيا على طفلة في الثامنة ، وكل هذا حسب اقوال الشرطة ،أما صاحب المنزل فقد دافع عن اهل بيته واوصل المقتحم الى المستشفى .
اللافت للنظر ان اللافتات كانت واضحة ، فقد كتب على احداها :"عنصرية او غير عنصرية نطالب بطرد العمال الاجانب " !! يعني حتى لو تم اعتبار المظاهرة بأنها على اساس عنصري .
يبلغ عددهم ، اي مهاجرو العمل ،في جنوب تل أبيب ما يزيد على الستين الفا ، لا مأوى ولا مسكن ، ينامون في الخلاء والحدائق ، مداخل البيوت والابنية الايلة للسقوط ، لا يجدون قوت يومهم اذا لم يعملوا ، والقانون يجرم من يقوم بتشغيل "مقيم غير قانوني "، وهذا هو حال مهاجري العمل ، الذين قدموا في غالبيتهم المطلقة من السودان واريتريا .
ليست قضية مهاجري العمل بجديدة ، بل اثارت الكثير من الجدل واللغط في المجتمع الاسرائيلي ، فالسياسة الرسمية ترفض اعطاءهم تأشيرات عمل او حق اللجوء وخاصة لاولئك الذين قدموا من بلدان قد تقوم بمعاقبتهم اذا عادوا اليها ، بل ان وزير الداخلية السابق من حزب شاس الديني ، قام بترحيل ابناء مهاجري العمل الذين ولدوا في اسرائيل مما اثار على تصرفاته حفيظة المنادين بحقوق الانسان .
وفي تعاملها هذا مع العمالة المهاجرة ، فان الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة ، اتبعت تكتيك "القاه في اليم مكتوفا " ، فلا هي تعطيهم تصاريح عمل مؤقته ، ولا هي تسمح "قانونا " للمواطنين بتشغيلهم ، الامر الذي يؤدي بهم الى التحاف الارض والبحث عن لقمة تقيم اودهم بكل السبل بما في ذلك السرقة والاعتداءات . مما يؤدي الى ردود افعال غاضبة لدى سكان الاحياء الفقيرة ،التي يستغلها العنصريون لكسب سياسي وللترويج لافكارهم .
وعلى الطرف الاخر فأن دفن الرأس في الرمال كالنعامة وتجاهل هؤلاء المهاجرين ، وكأنهم غير موجودين يخلق احتكاكات معهم ويحولهم الى "متهمين " بالاوضاع الاقتصادية الصعبة للطبقات الفقيرة التي تصب عليهم جام غضبها بدلا من مقاومة ومقارعة السياسة الاقتصادية للحكومة ، التي تحافظ على مصالح الاغنياء ، وتعمق الفقر في اوساط الطبقات الفقيرة .اما الحكومة المشكلة حديثا فقد أعلنت بأنها ستقوم بتغطية العجز في الميزانية عن طريق فرض ضرائب جديدة ، مما يعمق الفقر ويزيد ضغطا على كاهل الفقراء ، الذين وبالتالي سيصبون جام غضبهم على مهاجري العمل ، وهكذا دواليك .
ما يمنع حكومة اسرائيل من اعادتهم الى بلدانهم هو توقيعها على المواثيق الدولية ، فأعادة هؤلاء المهاجرين الى مواطنهم الاصلية قد يعرضهم للملاحقة وربما الى ما هو اسوأ ، أما لماذا لا تريد أن تعطيهم تصاريح اقامة أو مواطنة ، فلأن امرا كهذا سوف يهدد التوازن الديموغرافي ، أو "الاغلبية اليهودية " في اسرائيل .
العمالة المهاجرة هي عمالة غير مرئية ، وكأنها لبست طاقية الاخفاء ولا يتم تذكرهم الا عند حصول مصيبة او اذا كان احدهم مشاركا في فعل اجرامي ، أما في باقي الايام فهم غير مرئيين .
اذن ما الذي ذكرني بهسم ؟ يحق لكم التساؤل ، لأنني التقيت بأثنين عملا مع مقاول احتجت لخدماته في بيتي ، وتحدثت معهم حول اوضاعهم ،بالعربية طبعا ،لأنهما سودانيان . ولربما هذا موضوع اخر حول دولة من اغنى الدول الافريقية يهاجر ابناءها للبحث عن لقمة عيشهم ، معرضين انفسهم للموت عبر الصحراء واثناء اجتياز الحدود !!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية الدين ، الجنس والسيطرة
- فتاوى بيدوفيلية
- العنصرية الصهيونية...!!!
- اليوم يومكن ..!
- اجا الجراد عالبلاد
- التفكيكية والربيع العربي!!!!!!
- سجن الجسد
- كرت أحمر في وجه -الخنزرة الرأسمالية -
- رصيف ومحطة -قصيدة
- التحرش والثقافة
- الاعتداءات الجنسية كوسيلة للانتقام
- الاعتداءات الجنسية ليس لها دين
- موت الفقير -قصة من الواقع
- هل انتهت الصهيونية حقا ؟
- فيليباستر سلفي متواصل
- المؤمنون بين مطرقة التطنيش وسندان التطفيش
- شعب واحد ودولتان ....
- سبعون وجها لها !!!!
- يهود....وعنصريون ؟!!!!!
- -العاقل - يحكي ... -والمجانين- يستمعون !!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - قاسم حسن محاجنة - اللامرئيون أو العمالة المهاجرة