أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الناصر لعماري - نفتقر المنطقية!














المزيد.....

نفتقر المنطقية!


الناصر لعماري

الحوار المتمدن-العدد: 4032 - 2013 / 3 / 15 - 16:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قرأت مؤخراً مقتطفات من البحث العقلاني العلمي اللاتبشيري للأستاذ نبيل فياض في “النقدية القرآنية” والتي حوربت بكثافة وهمجية لمجرد أنها عقلانية.
في التعليقات التي وردت على مقالته ( مصادر القرآن الكريم (1/2) ميثات خلق العالم من الأيام الستة إلى تجهيز الأرض ) نلاحظ الكثافة الواردة لكلمة “كافر” دون حجج منطقية أو اتزان في ايراد الأمثلة النقدية أو التي تنقض مايذكره الكاتب في بحثه ومنه أقتبس:
لا يوجد في العلوم الإسلاميّة التقليدية ما يمكن لنا أن نطلق عليه اسم ” النقديّة القرآنيّة”. حتى الآن يسكن في اللاوعي الجمعي الإسلامي أن أية مقاربة نقديّة للقرآن الكريم تتضمن حكماً التشكيك بمصدريته الإلهيّة. – وهذا خطأ إبستمولوجي لا يغتفر. إن كثيراً من علماء النقديّة الكتابيّة من المسيحيين هم مؤمنون بامتياز. المقاربة النقديّة للنص المقدّس لا تعني الطعن بألوهية مصدره.
فنلاحظ رفضنا الكلي لأي نص أو انتقاد لما قد يزعزع راحتنا النفسية، وهذا موجود بتعدد تطبيقاته على مستويات مختلفة أبسطها عاداتنا الاجتماعية والتقاليد التي قد تكون في كثير من الأحيان لامنطقية ولكنها تبقى غير قابلة للجدل، مثل عزل الإناث عن الذكور الذي نجده حتى في بعض المناطق المسيحية والذي أقتنع شخصياً بأن له تأثيرات قد تكون مباشرة أو غير مباشرة على كثير من الأحداث والأمراض الاجتماعية كجرائم الشرف.

ولماذا ننكر العقل؟ أو بمعنى آخر لماذا ننكر ذواتنا؟ لربما هذا التناقض بحد ذاته يدفعنا إلى الاكتئاب النفسي والعيش في حيرة وخوف وتحت سقف وهمي لطاقاتنا الإبداعية.
انتبه! أنا لم أقل أنه استخدام العقل يعني أن نوافق على أن ماكتبه نبيل فياض هو صحيح ولامجال للخطأ فيه، ولكن على العكس أنا أطالب بعدم محاربة إنسان لمجرد أنه يفكر! وأن نفكر لنرد على الفكر لا أن نعنف من يفكر.

قد يقول البعض أننا نستخدم عقلنا بجودة عالية ولكن الدين هو مسلمات لأنه منزل من الله، في هذه الحالة يجب علينا إذاً أن نستخدم أكبر مقدار من ميزانيتنا العقلية في الدين! لماذا، لأن هذا العقل هو القالب الأرقى في سلسة الخلق الطويلة والمعقدة والمتماسكة المتكاملة المصنوعة بيد خالق واحد والذي أثبت وجوده لكثير من الديانات في طرق متعددة، وبذلك لايمكن لهذا الخالق الواحد أن ينقض نفسه في إرسال كتاب موجه إلى العقل ولايفهمه العقل أو يوجه كتاب فيه تناقضات بالنسبة للعقل.

مرة أخرى قد يكون مايواجهنا هو ليس الفقر للنقاش الديني العقلاني، بل الافتقار للنقاش اللامتسلط واللامتحجر أي ما “يقبل الآخر”، قبول الآخر هي مشكلة تتحدى مجتمعاتنا في مرات كثيرة يومياً كما نلاحظه بالنسبة للبهائيين مثلاً، أو قبولنا الحديث مع الاسرئيليين لمجرد أنهم اسرائيليون أو تقبلنا للمثليين، ولأجل التبسيط بالقضية عدم قبول أبناء الجماعة الصغيرة لطرف خارجي بطرح فكرة مهما كانت بسيطة لمجرد عدم تداولها لدى الجماعة الأولى.

لربما العولمة سعت مساعيها في منازلنا وأحيائنا ومدننا ، فبتنا نتعلم عن الآخر، نتعلم أن الآخر في كثير من الأحيان هو متحضر، ونخاف منه بل نرتعد لمجرد اقترابه اكثر من شاشة التلفاز، أو ليس هذا بتخلف؟

نسمع الكثير من العبارات في بلدنا مثل “اشكر الله على كل مالديك فلو قارنت نفسك في مايحصل في موريتانيا ونيجيريا .. و .. و .. تجد أن الحياة منعمة عليك ”
لابأس في قليل من الرضى والاكتفاء بالذات ولكن السعي إلى الأفضل لربما هو مافعله الإنسان منذ الخلق، لنتعلم عن الآخر لنقبله ولنتعلم عن الآخر لنقبل فكره التقدمي وليس الرجعي.

يبدو أنه وجب علينا تذكير أنفسنا بموضوع هام جداً، هو أننا أشخاص ننتمي إلى قوميات يحق لها بناء حضارتها الخاصة وهو مافعلناه في العصور القديمة.

فكل ما أدعوكم إليه هنا هو حديث عقلاني لا تسليمي و منفتح لا انفلاشي



#الناصر_لعماري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شجرة عيد الميلاد
- المجتمع عندما يحكمه سلفيان وعاهره
- الإيمان ... هو أن تذبح ابنك بسكين
- الذاكره تصنع العقيدة
- مهرجان ازدراء الأديان
- من يدخل الجنة ؟
- في حرية التعبير عن الميول الجنسية: هل نحن بحاجة لثورة فكرية ...
- ما بعد الإلحاد
- الله .. ذلك المجهول
- الإيمان و التدين عند الملحد
- الله ليس أخلاقيا
- وردة على قبر الله
- لمصلحه من نكره بعضنا البعض ؟؟!!!
- حدود الممارسة الجنسية عند اللاديني
- السعوديين تاجروا بالجواري حتى عهد قريب
- نقد الأخلاق البوذية
- لماذا يؤمن الناس بالآلهة و الأديان ؟
- خرافة نوح
- الأخلاق الاسلامية
- المتدين يحتقر نفسه


المزيد.....




- أنور قرقاش يهاجم -الإخوان المسلمين- ويثير جدلا على منصة -إكس ...
- عاجل | أبو عبيدة: فلسطين وشعبها لن ينسوا الوقفة المشرفة من ا ...
- قائد الثورة الإسلامية: ضرورة الحفاظ على جاهزية القوات المسلح ...
- فتوى الجهاد المسلح دفاعاً عن فلسطين
- -حماس- تدين منع إسرائيل المسيحيين من الوصول إلى القدس لإحياء ...
- بسبب منعها -المظاهر الإسلامية-.. شكاوى ضد ثانوية دولية في ال ...
- ما دور الطرق الصوفية في السياسة المصرية؟ وكيف تمكنت الدولة م ...
- قائد الثورة: العدو محبط وغاضب إزاء تقدم الجمهورية الإسلامية ...
- في يوم ديني.. إسرائيل تحرم آلاف المسيحيين الفلسطينيين من الو ...
- -قرن من الشعارات لم ينتج إلا الخراب-.. أنور قرقاش يهاجم الإخ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الناصر لعماري - نفتقر المنطقية!