إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 4031 - 2013 / 3 / 14 - 12:59
المحور:
الادب والفن
ظهر الحديث للمرة الأولى، عن النص المفتوح، منذ نهاية ستينيات القرن الماضي، على يدي جوليا كريستيفا1941، عند تناولها مفهوم النص المغلق في إطار الحديث عن التناص، كي يوسع رولان بارت وغيره دائرة البحث كل حسب حفرياته الخاصة، وإن كان المصطلح لما يزل أسير الكثير من الغموض، ولما تتضح الكثير من ملامحه، لتباين الاجتهادات التي تتم من قبل الدارسين، بالرغم من أن هناك ما يمكن تسميته بنقاط الالتقاء من قبل هؤلاء جميعاً .
ومادام مصطلح النص المغلق هو من استدعى الحديث عن نقيضه، فإن التشريح البدائي للنص المغلق جاء من الانطلاق من بعض الرموز السيميائية التي يزخر بها، لاسيما في بدايته، سواء أكان حرفاً، أم مفردة، أم فكرة، مروراً بالشريط اللغوي في النص، على أن يقدم النص خلال كل ذلك دلالات متوقعة، كانت تنبئ بها مقدماته .
وإن كان ما سبق من بعض العلامات المهمة للنص المغلق، فإن النص المفتوح سيكون عكس كل ذلك، إذ إنه ينتهي بما بدأ به، مكرراً ما قدمه في مستهله من دون أن يقدم فكرة محددة، لأن تقديم مجرد فكرة، أو أفكار محددة، إنما يجعل النص مغلقاً .
وطبيعي، أن السرد والشعر يمكن لكل منهما أن يكون حاضنة للنص المفتوح، بيد أن السرد هو الأكثر قابلية لذلك، لأنه قادر على أن يكون حاملاً لحكاية ما، بحيث إنها تتنامى على امتداد توترات النص، في الوقت الذي نكاد لا نجد إلا مجرد أشكال قليلة جداً من الشعر تستطيع تحقيق ذلك .
ولعله من المعروف أن لكل لغة خصوصيتها، ومن هنا، فإن انغلاق أو انفتاح النص ضمن لغة ما، إنما يتوقف كذلك على كيفية استخدام علامات الترقيم، أو الحرف الكبير والصغير، حيث هناك كتّاب في الفرنسية، يكسرون قاعدة البدء بالحرف الكبير، كي تستوي بداية النص مع نهايته، وهو ليس مجرد خروج عن المألوف، فحسب، إنما له دلالاته التي تنعكس على صعيدي الشكل والمضمون، وتحديداً الدلالات والرسائل التي يقترحها النص .
وإذا كنا حتى الآن نتناول النص المفتوح، من خلال العلامات السيميائية التي يزخر بها، لاسيما في مطلعه ونهايته، فإن في الإمكان من حيث كيفية تقديم الفكرة، النظر إلى النص المغلق، التي تتأسس على موقف بطل ما، في زمان ومكان محددين، بحيث تبدو أبعاد الموقف بجلاء، ويتم استيفاء الفكرة، أو الحدث، وفق شروط القص، هنا النص مغلق على معنى واحد، كما أن هناك نصوصاً قد تكون مغلقة على معنيين أو أكثر من المعاني النهائية الواضحة، وهذا عكس النص المفتوح الذي قد يبدأ بداية النص المغلق، ويحاكيه في مختلف مراحل تناميه، بيد أنه في نهايته لا يقدم مجرد معنى محدد، بل يدعو إلى مشاركة المتلقي .
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟