طارق حربي
الحوار المتمدن-العدد: 1160 - 2005 / 4 / 7 - 08:35
المحور:
الادارة و الاقتصاد
كلمات
-89-
أول إجرام أسترالي بحق الشعب العراقي قرأناه، كان في غرق السفينة المحملة باللاجئين العراقيين في المحيط الهادىء عام2001، فقد أشارت أصابع الإتهام إلى ضلوع الحكومة الأسترالية، بتفجير ماسمي وقتذاك بتايتانيك العراقية، ولاأشك لحظة واحدة بتدبيرها المجزرة للعراقيين إلى يوم الدين!!، وكانت الحكومة الأسترالية إضافة إلى أزمتها السياسية مع الحكومة الأندونوسية، قد ضاقت ذرعا بهجرات اللاجئين لاسيما العراقيين، ممن وصل عشرات الآلاف منهم عبرمنفذ أندونوسيا، وكان لي شقيق حملته رياح الفاشية البعثية إلى عاصفة وزورق عتيق : من أندونوسيا إلى سواحل بيرث الأسترالية، وحكى لي هول الرحلة مع العشرات من العراقيين!!
مرة ثانية، سمعت بقسوة الحكومة الأسترالية وإجرامها، بحق عدد من الإخوات العراقيات المنتظرات فيزا الهجرة للإلتحاق بأزواجهن في أستراليا، حدثني عدد من الأصدقاء قالوا بأن فحوصات دقيقة تجريها سفارات أستراليا على النساء، حجبت عن العديد منهن الفيزا بسبب أمراض ليست خطيرة ولامعدية، ويمكن لدولة مرفهة مثل أستراليا، ليس تشفي تلك العراقيات حسب، بل تعيد إليهن نظارة الشباب ونسيان الماضي، ماضي العراق الجميل الذي ساهم في تدميره العالم الحر أبو حقوق الانسان، وأستراليا إحدى دوله!
وكما وصل إلى أصقاع نائية من أرض الله الواسعة، حيثما ضاق بنا العراق تحت حكم صدام، وصل رخص النفس العراقية إلى أبعد من حدود أستراليا، فقبل نحو عام، ظلت شحنة أغنام أسترالية مريضة عائمة في سفينة، في عرض البحر الأبيض المتوسط ، وبقدرة قادر وصلت الشحنة إلى الحدود العراقية بعدما عافتها النفس السعودية، وأغلقت دونها الأبواب دولٌ، أرواح مواطنيها ليست بأشرف من أرواح مواطنينا العراقيين!!
وصدمتنا الأخبار اليوم بأن رابطة حقوق الإنسان في بابل، ((كشفت عن وجود شحنة حنطة أسترالية تم استيرادها مؤخرا للعراق تحتوي على مادة برادة الحديد بنسبة عالية جدا))، ... ( والتي من غير الممكن مغنطتها وتخليصها من مادة برادة الحديد)!!؟
فأي إجرام أسترالي (بتواطؤ عراقي طبعا وأعني الحكومة المؤقتة) بحق شعبنا!؟
أي مجرم استورد شحنة الحنطة الأسترالية العجيبة إياها!؟
وكيف تم توزيعها على مواطنينا وأين هو الضمير العراقي الذي يبيح أرواح الناس بأيسر الطرق وأسهل أنواع الإحتيال!؟
بالأمس عذب عدد من أكلة لحوم اليرابيع (المخابرات الكويتية) صيادين من البصرة الفيحاء، واليوم برادة حديد مستوردة من أستراليا، ولاأريد لوطني أن يصبح غدا منطقة دفن للنفايات النووية لاسمح الله!!، فأين هي الحكومة المؤقتة لتدافع عن مواطنينا وبيئتنا، ومتى ترفع دعوة قضائية ضد الحكومة الأسترالية - وأية حكومة أخرى- تنتهك حقوق مواطنينا العراقيين!؟
http://www.summereon.net/
#طارق_حربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟