بداية عام ثالث ثورة ... الحقيقة والخفايا

نادية حسن عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4031 - 2013 / 3 / 14 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نستقبل السنة الثالثة للثورة، بعد أن قضينا سنتان نناضل من أجل الحرية؛ للتخلص من آثار الماضي .. وللتخلص من آثار الاستبداد الذى تحكم فينا. نستقبل العام الثالث للثورة أشد عزماً، وأمضى قوة، وأشد إيماناً. ثورتنا هي من أجل تثبيت مبادئ العزة، ومن أجل تثبيت مبادئ الحرية، ومن أجل تثبيت مبادئ الكرامة، ومن أجل إقامة دولة مستقلة استقلالاً حقيقياً. ثورتنا هي من اجل ان نضع أساس الحرية، وأساس العدل، وأساس الكرامة. ثورتنا من أجل حرية الإنسان، ومن أجل كرامة الإنسان. ثورتنا هي من أهم الثورات في العالم، يقول صالح القلاب "ومع عدم الانتقاص من كل «الثورات» العربية الأخرى التي شهدها هذا الربيع العربي الطويل الذي تحول إلى خريف أجْرَد فإن الثورة السورية تبقى هي جوهرة كل هذه الثورات فهي تصدت لنظام لا يشبهه لا نظام معمر القذافي ولا نظام زين العابدين بن علي ولا نظام حسني مبارك، وبالطبع ولا أيضا نظام علي عبد الله صالح. فنظام بشار الأسد الذي ورث إحدى الحالات الفريدة في التاريخ القريب والبعيد قد بادر إلى تحويل سوريا، إلى ساحة صراع إقليمي ودولي تعاظم وازداد تعقيدا مع الوقت لا يزال مفتوحا على شتى الاحتمالات بما فيها احتمال اندلاع حرب إقليمية قد تؤدي إلى حرب كونية جديدة تستخدم فيها الأسلحة الكيماوية.. والنووية أيضا".

لم تجد الثورة السورية حليفا يدافع عنها بدون ان تكون له مصالح وأهداف سياسية وابعاد اقليمية ودولية. دور الاعلام العالمي في الثورة السورية كان محدودا ومتحيزا او مبالغ به وكل التقارير الدولية لم تعطي الصورة الحقيقية لما يحدث في سورية على أرض الواقع...ما نحتاجه هو الحقيقة كاملة تأخذ ابعاد الحقيقة من كل جوانبها بشكل حيادي وعادل. ما نراه اليوم من التغطية الصحفية العالمية للثورة ما هو الا روايات منحازة وقاصرة ولها اتجاه سياسي معين يركز على (اسلمة الثورة وعلى العصابات المسلحة وعلى التكفيرين) هناك مبالغات كثيرة ..ما نحن بحاجة له هو توثيق احداث الثورة داخليا وخارجيا بما في ذلك دور الدول المتصارعة على سورية، نريد توثيق التدخل الطائفي الايراني في سورية وابعاده ..نريد تحليل دور اسرائيل الخفي في توجيه الثورة لمصالحها ...نريد ان نعرف حقيقة اللعبة الروسية الحقيرة... نريد ان نعرف حقيقة الموقف الأمريكي المتغير وفق مصالحه الخاصة والموقف الأوربي التابع له .. الكل يبحث عن مصالحة على حساب الدم السوري وعندما تنكشف حقائق ما يحدث في سورية وحول سورية ستكون الحقائق تهز الضمير الانساني والاخلاقي لبشاعة الحقيقة التي تقف خلف ثورتنا.

الثورة السورية تعرضت للتدخل الخارجي وللتشويه الداخلي حيث قامت المخابرات السورية بكل خبراتها التي بنتها خلال 40 عاما بالعمل على تدمير وتشويه الثورة ..لعبت على الوتر الطائفي واستغلت الاسلام ووصمت الثورة بالإرهاب ضمن استراتيجيات خططت لها منذ اليوم الاول للقضاء على الثورة ... عندما وصفها بشار بانه ما يحصل ليس ثورة وانما عصابات مسلحة وارهاب اسلامي، لم يكن يتكلم مجرد كلام للإعلام ..لقد كان يتحدث عن خطته الاستراتيجية لبقاء النظام والقضاء على الثورة.

من الطبيعي ان تمر الثورات في مراحل انتقالية (لا يوجد ثورة تنجح وتحقق اهدافها فورا) ومن الطبيعي ان تكون المراحل الانتقالية صعبة وقد تكون هناك محاولات لإفشال الثورة او لسرقتها كما يحصل في مصر وتونس ... نجد دائما صراعا على السلطة والنفوذ في كل الثورات وليس ما يحدث مع معارضتنا بشيء خاص ..هو يحدث في كل الثورات، حيث القوى المضادة للثورة وبقايا الحكم القديم تحاول ان تشوه الثورة وتقضي عليها.

ينتقدون ثورتنا ... يحاولون تشوهيها بكل الطرق والأساليب ويركزون على الاخطاء وينسون كل الدماء التي ضحت من اجل الوطن ومن اجل الحرية. في كل ثورة هناك اخطاء (ولا توجد ثورة مثالية او ثورة كاملة) ولكن كل الثورات في العالم كانت بدايتها صعبة وشاقة، ولكن لا يوجد أي ثورة في التاريخ تعرضت لهذا النوع من العنف والاجرام والوحشية ..

هناك من يصف ثورتنا بالفشل، وهناك من يصفها بانها خرجت عن اهدافها الحقيقية وتحولت الى حرب اهلية ...وهناك أيضا من يصفها بأنها أصبحت ثورة طائفية !!! من يفكر في ثورتنا ويعرف حقيقة التحديات التي عشناها ويعرف حقيقة التآمر والتدخل الدولي ويعرف خبايا وحقائق الأمور لا يمكنه الا ان يقول انها ما زالت مستمرة رغم كل التحديات، وانها تتغلب على على كل التدخلات والمحاولات لإجهاضها، وكما قال صالح القلاب "لا بد أن نعتبرها أسطورة الثورات العالمية بأجمعها، بل أسطورة العالم الحديث. فإذا كانت الثورة الفرنسية قد صنفها العلماء بأنها أهم الثورات الأربع الكبرى في العالم (الإنجليزية، الأميركية، الفرنسية، الروسية) حسب الترتيب الزمني، فإنه يكفي أن نعقد مقارنة علمية بسيطة بين الثورة السورية وبين الثورة الفرنسية لنصل إلى نتيجة مفادها أن الثورة السورية هي أعظم من كل تلك الثورات بأجمعها".

#نادية_حسن_عبدالله (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات