أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم المطير - مسامير 864














المزيد.....

مسامير 864


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1160 - 2005 / 4 / 7 - 08:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من ثقافة الاستفتاء إلى ثقافة الانتخاب ..!

تم صباح اليوم 6 – 4 – 2005 انتخاب جلال الطالباني رئيسا للجمهورية العراقية . أول مواطن عراقي من القومية الكردية يحتل هذا المنصب وهو يستطيع أن يتحدث في المؤتمرات الصحفية بثلاث لغات : الكردية والعربية والانكليزية لأول مرة في تاريخ الصحافة العراقية .
الشيء المثير في هذا ( التعيين – الانتخاب ) أنه بداية إيجابية حقيقية في الانتقال من ثقافة " الاستفتاء " على مرشح واحد إلى ثقافة " انتخاب " ولو كان الأمر محدداً بمرشح واحد . لم يشهد تاريخ العراق الحديث غير رؤساء ستة جاءوا إلى المنصب بواسطة الانقلابات العسكرية التي يسارعون في تسميتها بمصطلح " ثورة " حمراء أحياناً وبيضاء في أحيان أخرى . ثم قام المدعو صدام حسين بتطوير وسيلة تنصيب نفسه رئيسا للجمهورية بواسطة " الاستفتاء " وهو نوع من الثقافة الاستبدادية المبطنة بغلاف الديمقراطية وقد أصبحت هذه الثقافة مشاعة في عدد من البلدان العربية الاشتراكية العظمى كما هو الحال في الاستفتاء الوراثي الاشتراكي ( بشار الأسد ) في الجمهورية العربية السورية , وفي الاستفتاء الديمقراطي المصري ( حسني مبارك ) وفي الاستفتاء العشائري اليمني ( علي عبد الله صالح ) وفي الاستفتاء الليبرالي التونسي ( زين العابدين بن علي ) وفي غيرها من البلاد العربية الأخرى القائمة أنظمة رؤسائها على نظرية ( جئنا لنبقى ) .
اليوم وضع العراقيون مساحة كبيرة بين ثقافة الاستفتاء وثقافة الانتخاب . ورغم أن هذه المساحة صاحب ممارستها الشيء الكثير من اجتهادات الأحزاب الوطنية العراقية خاصة بين التحالفين الشيعي والكردستاني إلا أنها بكل الأحوال أوجدت أساسا لبداية تغيير جوهري في مفاهيم الحكم والسلطة التي ظلت وكأنها نصوصا مقدسة خلال أكثر من 35 عاما . ففي استفتاءات الرئيس الموجوع صدام حسين كان أي رأي مخالف للاستفتاء يلقي بصاحبه إلى الموت تحت خشبة الإعدام أو إلى التغييب السري في مقاصل التعذيب . أما اليوم فقد تم انتخاب جلال الطالباني رئيسا سابعا للعراق بأغلبية 227 صوتا من مجموع أعضاء الجمعية الوطنية البالغ عددها 275 أي أن هناك 48 عضوا من أعضاء الجمعية ممن لم يصوتوا للطالباني ذهبوا إلى بيوتهم وهم مطمئنون أن سوءا لم يمسهم على الإطلاق ، بل أنهم سيبقون طوال حياتهم وبعد مماتهم – أطال الله في عمرهم – يتفاخرون أنهم عارضوا انتخاب الرئيس السابع من دون أن يتعرضوا للتنكيل والتخوين والتكفير مثلما كان النائب البصراوي جعفر البدر رحمة الله عليه يتفاخر طيلة حياته أنه كان النائب الوحيد الذي عارض تصديق المعاهدة العراقية – الأردنية عام 1946..!

في عصر الاستفتاء الصدامي كان موظفو مؤسسات الدولة وكان المواطنون " يعملون " و ويشاركون بـ"الاستفتاء " من أجل شخص قيادي ريادي واحد وليس من أجل مصلحة الوطن ، حتى أن الكثير من البعثيين المساكين في قواعد حزبهم المجبرين على التطبيل والتزمير في" أعراس " الاستفتاء كانوا يشعرون بثقل المسؤولية الحمقاء وبزيف ما يقولون ويعملون لسبب واحد هو أن من يخالف الرئيس سيكون مصيره ومصير عائلته الموت كما هو مصير عدنان الحمداني ومحمد عايش وغانم عبد الجليل وعشرات غيرهم من أقرب المقربين لصدام حسين ..!
أما اليوم فما جرى في الجمعية الوطنية وقد شاهده الرئيس الموجوع صدام حسين بأم عينيه من على شاشة تلفزيون حجم 30 بوصة فأنه يعتبر فعلا من الخطوات الديمقراطية المتجهة نحو صياغة عناوين جديدة وممارسات جديدة لعراق جديد ستكون فيه رؤى عديدة وأفكار مختلفة ومنابر‏ متحالفة وسيكون هناك اصلاحيون وتقليديون وديمقراطيون وثوريون وإسلاميون وماركسيون و رجال مستقلون ‏ وشعراء شعبيون ناقدون ولن تكون رؤاهم موضع اتهام أومحل سخرية أو تهوين أوتخوين ‏..‏ سوف يكون بمقدور جميع العراقيين أن يتعرفوا على أفعال السلطتين التشريعية والتنفيذية بعيدا عن تدخل " السلطة الدينية " و سيكون بمقدور المراقبين والصحفيين وجماهير الشعب في المدن والأرياف أن يعترفوا بتلك الأفعال أو يرفضونها ،‏ وستكون لدي جميع الأحزاب الوطنية حصيلة اجتهادات وطنية بحوار ديمقراطي ،‏ بعيدا عن الثنائيات المتناقضة الجامدة ( إما أسود وإما أبيض ) ‏..‏ وما بين ‏ الوطنية والخيانة وما بين الكفر والإيمان‏..‏ ‏ لن يحتكر أحدا السلطة بعد اليوم ولن يستطيع أحد أن يحتكر الحقيقة أو يصادر حق الآخرين في الاجتهاد‏ .. سيصبح للمجتهد الديمقراطي عند الله نصيبان إذا أحسن ونصيب واحد إذا أخطأ‏..‏!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 6 – 4 - 2005



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسامير 862
- مسامير 860
- مسامير جاسم المطير 859
- الطائفية السياسية عار الديمقراطية ..!
- اضحك مع الديمقراطية ..!!
- الاستبداد الجديد وفق نظام - موافج - القديم ..!!
- اتفقنا على أن لا نتفق ..!
- التنمية الثقافية أهم شروط بناء المجتمع المدني في كردستان الع ...
- الزرقاويون الشيعة في محافظة البصرة ..!
- حامض الكبريتيك يعيق تشكيل الحكومة العراقية ..!
- يا رب العالمين أغلق أبواب الجنة بوجه الانتحاريين ..!
- تعدّدَ أصل الناس والموت واحد
- لا تحصل المرأة على حقوقها إلا إذا صارت رجلا ..!
- نوبل والسيستاني
- سوريا على جسر التغيير ..!
- الكومبيوتر ديناصور متعدد الرؤوس ..!!
- يولد الغضب من سوء الفهم ..!!
- إعادة أعمار العراق .. ماء في غربال ..!!
- عوافي أيها الوزراء الراحلون ..!!
- مسامير جاسم المطير 839


المزيد.....




- نعمت شفيق تعلن استقالتها من رئاسة جامعة كولومبيا بعد أشهر من ...
- استقالة نعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا على خلفية احتجاجات ...
- رئيسة جامعة كولومبيا تستقيل بعد أشهر من الاحتجاجات الطلابية ...
- بايدن مازحا خلال لقاء في البيت الأبيض: -أنا أبحث عن وظيفة-
- ثوران بركان إتنا في جزيرة صقلية الإيطالية (فيديو + صور)
- جي دي فانس: يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن لعب دور شرط ...
- هيئة الأركان الأوكرانية تعترف بتوتر الوضع بالنسبة لقواتها عل ...
- جنرال بولندي يتوقع حربا وشيكة بين أعضاء الناتو
- والز يعلن استعداده للمناظرة مع فانس
- ديمقراطيو كاليفورنيا يدعون إدارة بايدن إلى تجنب -دوامة الموت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم المطير - مسامير 864