أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد عطشان هاشم - الديمقراطية عندما ترتدي الجلباب















المزيد.....


الديمقراطية عندما ترتدي الجلباب


عبد عطشان هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 4030 - 2013 / 3 / 13 - 17:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لايختلف اثنان على ان الديمقراطية في صورتها الحاضرة هي نتاج العقل البشري التنويري في الدول المتقدمة بعد نضال مرير استمر قرونا وهي وسيلة ناجعة لتسيير الحكومات وادارة البلدان ، ورغم نكهاتها المختلفة في مختلف الدول تبعا لاوضاعها الاجتماعية الاقتصادية الا انها تتقاسم المبادىء المعروفة ذاتها وهي : انتخاب الشعب لممثليه عن طريق الانتخابات العامة ، وتولى الاغلبية المنتخبة ادارة السلطة ونعني بالاغلبية هنا الاغلبية السياسية وليست الاغلبية القومية او الاثنية او الدينية ، مع ضمان الحريات العامة والفصل بين السلطات ضمن سلطة القانون الذي يسري على الجميع بدون استثناء والحفاظ على دور فاعل للمعارضة كي تحد من تسلط الاغلبية عن طريق الاليات الديمقراطية المتبعة ، كل ذلك يتم صياغته ضمن دستور الدولة الذي يشكل المرجعية القانونية الراسخة لكل الفرقاء في العملية السياسية.
السؤال المطروح هنا ، هل يستطيع التيار الاسلامي الصاعد على صهوة الربيع العربي ان يطبق هذه المبادىء على ارض الواقع وهي كل لايتجزء لاقامة ديمقراطية حقيقية تحمي مصالح الناس وتصون حرياتهم في الدول التي يحكمها؟
باعتقادي ان المأزق الحقيقي الذي يواجه التيارات الاسلامية السياسية هو التناقض الجوهري بين منطلقاتها الدينية النظرية التي قامت عليها ومستلزمات الديمقراطية الواقعية في العالم الحقيقي وليس الافتراضي الموجود في العقل الديني ، وتسمية البرلمان بمجلس الشورى على سبيل المثال هي محاولة للتخفيف من حدة الاصطدام بين تلك المنطلقات الدينية التي تشكل ثوابت الحركات الاسلامية الاصولية والواقع المعاش بكل تجلياته. لنحاول ان نقرأ تلك الثوابت كما يروج لها دعاة هذا التيار:
• الاصل في الاسلام هو سيادة الشرع وليس سيادة الشعب ، (بمعنى أن الشعب أفراداً أو جماعات، حكّاماً أو محكومين، يخضعون لما قرره الشرع، فالأمر والنهي كما سبق وأوضحنا هو من أخصّ خصـائص الألوهيـة، وكل من خالف ذلك فأمر أو نهى، أو أحل أو حرّم، فرداً كان أو جماعة، حاكماً أو محكوما، يُعد متعدياً على اختصاص المشَرِّع جل وعلا صاحب السلطة التشريعية، يقول سبحانه : ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاه) يأمر وينهي، ويحل ويحرم، ولا معقب لحكمه لا من أكثرية ولا من أقلية ). نستمر في الاقتباس.. (فالطاعة في الأمر والنهي لله وحده، أي أن السيادة للشرع، فالحاكم والمحكوم على حد سواء ملزمون بحكم الشرع، فإذا لم يلتزم الحاكم كان من حق الأمة إلزامه، أو الخروج عليه وعزله، وإذا لم تلتزم الأغلبية بحكم الشرع كان على الحاكم إلزامهـا به ولو بالقـوة، كما فعل أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ مع مانعي الزكاة، وقال مقالته المشهورة " أينقص الدين وأنا حي، والله لو منعوني عناقـاً أو عقالاً كانـوا يؤدونـه رسـول الله ص لقاتلتهم عليه" .
• أما في ظـل سـيادة الشـعب فإن الحاكم ملزم بما تراه الأغلبية، ولا يستطيع إلزام الشعب صاحب السيادة العليا بما لم يقرر الالتزام به، فإذا أباحت الأغلبية الخمر ليس للحاكم منعه وتحريمه، وإذا رأي إباحة الزنا بالرضا، فليس للحاكم إلا رعايته وتأمين رواجه وانتشاره، وهكذا فالحاكم طوع إرادة الأغلبية، فهل هذا تقره الشريعة؟!.)
• وليس ذلك فحسب ، بل يزيد الاسلاميين على ذلك بأن (الديمقراطية دينٌ كفريٌّ مبتدع وأهلها بين أرباب مشرِّعين وأتباع لهم عابدين) لماذا ياترى دعنا نسمع وجهة نظرهم (لأسباب عديدة وعديدة... منها:-
أولاً: لأنها تشريعُ الجماهير أو حكمُ الطاغوت وليست حُكمَ الله تعالى... فالله جل ذكره يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالحكم بما أنزل الله عليه، وينهاه عن اتباع أهواء الأمة أو الجماهير أو الشعب، ويُحَذِّره من أن يفتنوه عن بعض ما أنزل الله عليه فيقول سبحانه وتعالى: {وأنِ احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك} هذا في ملَّةِ التوحيد ودين الإسلام..
أما في دين الديمقراطية وملَّةِ الشرك فيقول عبيدها: (وأنِ احكم بينهم بما ارتضى الشعب واتبع أهواءهم واحذر أن تُفتن عن بعض ما يُريدون ويشتهون ويُشرِّعون)... هكذا يقولون... وهكذا تقرر الديمقراطية، وهو كفرٌ بواحٌ وشركٌ صراحٌ لو طبقوه... ومع هذا فالحق أن واقعهم أنتن من ذلك فإنه لو تكلم عن حالهم لقال: (وأنِ احكم بينهم بما يهوى الطاغوت وملؤه، ولا يُسن تشريعٌ ولا قانونٌ إلا بعد تصديقه وموافقته...)!!! هذا ضلالٌ مبينٌ واضحٌ أبداً بل هو الشركُ بالمعبودِ عُدواناً
ثانياً: لأنها حُكم الجماهير أو الطاغوت، وفقاً للدستور وليس وِفقاً لشرع الله تعالى... وهكذا نصت دساتيرهم وكُتبهم التي يقدسونها أكثر من القرآن بدليل أن حُكمها مُقدّم على حُكمه وشرعها مُهيمنٌ على شرعه.. فالجماهير في دين الديمقراطية لا يقبل حُكمها وتشريعها ـ هذا إذا حَكمت فعلاً ـ إلا إذا كان مُنطلقاً من نصوص الدستور وَوِفقاً لمواده لأنه أبو القوانين وكتابها المقدس عندهم... ولا اعتبار في دين الديمقراطية لآيات القرآن أو لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يمكن سن تشريعٍ أو قانون وِفقاً لها إلا إذا كانت مُوافقة لنصوص كتابهم المقدس (الدستور).. واسألوا فقهاء!! القانون عن هذا إنْ كنتم في مِرية منه...
الله يقول: {فإنْ تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى الله والرسول إنْ كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً}.
ودين الديمقراطية يقول: (إن تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى الشعب ومجلسه ومليكه وفقاً للدستور الوضعي والقانون الأرضي)..!! انتهى الاقتباس.
هذه عينة من جوهر اعتراضات التيار الاسلامي الاصولي على تطبيق الديمقراطية فكرا وممارسة ، وهي اعتراضات صحيحة اذا اخذت ضمن منظورهم الديني الاصولي. ولكن ماذا يقول التيار الاخر الذي يريد ان يضع ساقا في الاسلام وساقا اخرى في الحكم حتى لو كان على حساب مبادءه فالديمقراطية يمكن تسويقها بعد ان تلبس الجلباب الديني فهو يخفي مابطن منها ويجمل ماظهر.
لنسأل القرضاوي شيخ هذا التيار ماذا يقول بهذا الصدد :
"البعض يقول: إن الديمقراطية ليست من الإسلام، والبعض يقول: إن الديمقراطية كفر، وأنا أقول: إن الديمقراطية الحقيقية هي من روح الإسلام وتعاليمه، وإنما الجديد هو الآليات والأساليب والوسائل" ويسترسل فيقول : "الإسلام لا يقبل حكم الجبابرة والمستبدين، وأن النموذج الفرعوني للحكم مرفوض؛ فالرسول يقول: "خير أمرائكم الذين تحبونهم ويحبونكم" ."الإسلام يريد أن يكون الحاكم محبوبا من شعبه، مختارا بإرادتهم، مبايعا بيعة عامة"، وتعجب من قول البعض بأن الديمقراطية بدعة مستوردة "وكل بدعة ضلالة.. وكل ضلالة في النار"، موضحا أن "جوهر الديمقراطية ليس مستوردا؛ بل هي الشورى، وهي النصيحة في الدين، وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي حرية النقد والتعبير عن الرأي". متناسيا انه منذ الخلفاء الراشدين ولحد الان فان الحكم في الاسلام يقوم على مبدأ التوريث ضمن العائلة المالكة ، وان البيعة العامة هي بيعة شكلية تأتي بعد اختيار الوريث او اغتياله كما كان يحدث في الدولتين الاموية والعباسية وما تلاها ، ومن لم يبيايع سيتم ضرب عنقه. اما الشورى فهي غير الديمقراطية وهي ليست الا استئناس بالاراء من قبل اشخاص يعينهم الحاكم بنفسه ورغم ذلك فهو غير ملزم بأراهم!! كذلك نحن نعرف ان جوهر الديمقراطية يكمن في التداول السلمي للسلطة عن طريق الانتخابات العامة ، والاسلاميين لايؤمنون بذلك مطلقا ولنتذكر ماحدث في انتخابات الجزائر عام 1991 بعد فوز الاسلاميين حينما قال زعمائهم بان هذه اخر انتخابات في الجزائر ، وانظروا الان كيف تتشبث حماس بالحكم في غزة بعد ما تحولت الى امارة اسلامية ، حسنا لنر ماهو تعريف الديمقراطية في نظر الشيخ القرضاوي :
"ديمقراطية المجتمع المسلم الذي يؤمن بالإسلام مرجعا له، ويؤمن بالشريعة حاكما له، ويؤمن بالقيم الإسلامية موجهة له، ويؤمن بالعقيدة الإسلامية أساسا لهويته"، إنها ديمقراطية " المجتمع الذي لا يمكن أن يحل حراما، أو يحرم حلالا، أو يسقط ما فرضه الله، أو أن يشرع ما لم يأذن به الله". واذن هي ديمقراطية شكلية بجلباب اسلامي لتطبيق رؤية الجماعة الاسلامية ضمن حدود مرسومة سلفا لايمكن لاي نائب ان يتجاوزها والا فسلاح التكفير والخروج عن الملة جاهز وليست ديمقراطية ممثلي الشعب لتشريع قوانين تخدم المجتمع بكافة شرائحه وتركيبته الاثنية والدينية وهي في جوهرها شورى الجماعة لمساعدة الامير واعانته في حكمه المستبد بغض النظر عن الطريقة التي وصل بها سدة الحكم ولكن ترتدي جلباب الدين لتستقطب فئات المجتمع الفقيرة المضطهدة الباحثة عمن يرفع عنهم ظلم الاقصاء والتهميش ولم يزدهم الاسلاميين الجدد الا سرابا يحسبه الظمان ماءا ..فلايمكن وجود ديمقراطية حقيقية بدون اناس يؤمنون بها سرا وجهارا كوسيلة لتداول الحكم وتحقيق مصالح الشعب وصيانة الحريات الاساسية له.
مصادر :
• الشيخ القرضاوي في خطبة الجمعة 4-6-2004 التي ألقاها بمسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة.
• موقع الاسلام ، الفتوى الشرعية الرقم : 98134 حول السياسة الشرعية
• موقع التوحيد : كفر الديمقراطية وكفر معتنقيها
• المحاولات البائسة للتوفيق بين الإسلام والديمقراطية: القرضاوي نموذجا : الحوار المتمدن-العدد: 2669 - 2009 / 6 / 6 - 09:18



#عبد_عطشان_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة التسامح الديني


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد عطشان هاشم - الديمقراطية عندما ترتدي الجلباب