حرم جامعي أم حرم السلطان

سليم الحكيم

الحوار المتمدن-العدد: 4030 - 2013 / 3 / 13 - 12:19
المحور: المجتمع المدني
    

حرم جامعي أم حرم السلطان

في خطبة إحتفالية وزارة التعليم العالي العراقية بمناسبة يوم المراة العالمي !! اعلن وزيرها قرارا بإنشاء (جامعة بغداد للبنات) منفصلة كليا عن جامعة بغداد لحل مشكلة إكتظاظ جامعة بغداد بالكليات. *
ينطلق الوزير في فكرته الإبداعية في الفصل بين النساء و الرجا ل، من مدرسة فكرية في الحكم لا تكتفي بالمحاصصة ،مذهبيا و طائفيا و مكوناتيا في السياسة والوظائف، بل تريد نقل الوباء الى ميادين التعليم والبحث العلمي، متكرما بأموال الدولة لتنفيذها! تعاطفا مع المصا بين بظلام العقل الرافضين لتعليم البنات في الجامعات الإعتيادية لسبب الإختلاط مع الذكور!!
ومن العبقرية ما يؤدي الى الجنون،، فهل لمعاليه أن يبين كيف سيكون مستقبل البنات في مجالات العمل بعد تخرجهن ،هل سيفصلهم في غرف عزل ذاتية الحركة، يتواصلن منها مع الغيربالوسائل غيرالمباشرة المتاحة، أم هو يخطط لهن كجامعيات يخدمن فراش الزوجية و يفرخن الأطفال .

يتباهى الوزير ببدعته في انها مطبقة في الولايات المتحدة الامريكية و دول متطورة أخرى كجواز مرور. و كأني به يختزل كل مناحي التطور الأخرى في تلك الدول في هذا الإبداع الخائب.

البعض ينسى إن يوم المرأة العالمي مناسبة خالدة في تاريخ البشرية لنضال المراة للتحرر من جور الظلام الفكري والقهر والإستغلال المضاعف، والإحتفال بها ،من أجل أن تصبح قدوة في نضال المراة العراقية وليس مناسبة لوضعها في أقفاص العزل مثلما كان للمصابين بالسل، والأمراض السارية ، والجذام ن لكي لا يختلطوا بالأصحاء و هنا هم الذكور .

وكلام المقال هذا ليس لمن في أ سماعهم صمم، ولكن للمجتمع العراقي و الأخص لأناث العراق لكي يعوا أية مدرسة فكرية وأي الرجال يستحوذون على دفة الدولة في ما يسمونه البناء الدمقراطي والتطورالإمريكاني لكي يواصلوا نضالهم من أجل الدمقراطية و التقدم للعراق، ومن أجل حرياتهم والعيش في مجتمع عادل يخلوا من القهر والظلام الفكري.


* (كلمة الحق عندما يراد بها باطل )

#سليم_الحكيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات