أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر زكي الزعزوع - سوريا: العلويون.. شركاء أم ضحايا؟؟














المزيد.....

سوريا: العلويون.. شركاء أم ضحايا؟؟


ثائر زكي الزعزوع

الحوار المتمدن-العدد: 4030 - 2013 / 3 / 13 - 08:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تورّطَ العلويون شاءوا أم أبوا في حربٍ لا ناقةَ لهم فيها ولاجمل، وحُمِلوا حَمْلاً على مجاراة بشار الأسد في تصدّيه للشعب، ومحاولاتِه على مدى سنتين لتجفيف منابع الثورة، من خلال ضربِه وبكلِّ قسوةٍ وعنف مدناً وقرىً ثارت ضد نظامه.
وإن كانت الطائفة العلوية، أو على الأقلّ قسمٌ كبير منها، قد نأت بنفسها عن التورط في ما يفعله الأسد الصغير، إلا أن من تورط كان كفيلاً بوسمِ الطائفة كلِّها بالاشتراك في عملية التدمير الممنهج، وعلى وجهِ الخصوص بعد أن ثبت وبالدليل القاطع التنسيق والعمل الدؤوب الذي تقوم به طهران، ومعها حزب الله، في دعمِ الأسد في معركته، من المؤكد أن إيران تمثل الحليف المذهبي هنا لا الحليف الاقتصادي أو السياسي.
وقد ساهم النظام، وببراعةٍ في سحل الطائفة العلوية، إن جاز التعبير، لتكون فصيلاً مقاتلاً إلى جانبه، من خلال التسريبات التي يرسلها عناصره والتي تظهر "شبيحته" ومقاتليه وهم يقومون بقتل الناس وتعذيبهم وسرقة بيوتهم، طبعاً الشبيحة والمقاتلون دائماً هم من أبناء الطائفة العلوية، تميزهم اللهجة، والكفر، والاستهتار بكل القيم الدينية والأخلاقية. فضرب عصفورين بحجرٍ واحد، فقد حقق غايته في وضع الطائفة في مرمى نيران الثورة، وكذلك فإن الطائفة بات عليها أن تدافع عن نفسها.
وكذا فقد عمد في بداية الثورة، إلى الاحتفاء بنعوش من يسميهم "شهداء الجيش والقوى الأمنية" وهم كذلك من أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي إليها، وباستعادة بسيطة للأيام الأولى للثورة، وتحديداً يوم الخميس 24 آذار 2011 أي بعد أسبوع تقريباً على انطلاقة التظاهرات، فقد وصفت المستشارة السياسية للأسد ما حدث في محافظة درعا ذات الغالبية السنية بأنه "فتنة طائفية".
واستعان بنخبة من محلّلي الصف الثاني بل والثالث أيضاً، وهم علويون أيضاً ليقدّموا تشخيصهم للوضع، فظهروا لا مدافعين عن النظام، بل مدافعين عن الطائفة، فأكثروا من استخدام عبارات من مثل:"التنوع الطائفي"،"موزاييك الشعب السوري"، "الفتنة الطائفية"،"المتشددون الوهابيون"،"أتباع ابن تيمية" ... إلخ.
كانت الثورة تمتدّ أفقياً وعمودياً، لتشملَ كافة المناطق السورية، وفيها كان يظهر علويون يتبرأون ممّا يقوم به الأسد، ويعلنون تأييدهم ومشاركتهم في الثورة، التي جاءت، حسب توصيفهم، لتُنهي الحكمَ المستبد، وتجيء بحكم ديمقراطي، يتساوى فيه المواطنون.
لكنّ كلامَ أولئك، وغالبيتُهم من المثقفين والفنانين، لم يقنعْ عوامَ الطائفة الذين كانت مشاهد قتل أبنائهم، ولحى المتظاهرين السنة تثيرُ ذعرهم وتجعلهم يربطون مصيرهم بمصير الأسد، فتحولوا من نائين بالنفس إلى مشاركين في فعل القمع والقتل، سواء من خلال التطوع في لجان شعبية أنشئت لغرض القمع، تمت قوننتها فيما بعد تحت مسمى "جيش الدفاع الوطني"، أم من خلال بروزهم على وسائل الإعلام ليثبتوا ولاءهم وانتماءهم لسوريا الأسد، التي تعني بالضرورة سوريا العلوية، اللامتشددة، والتي لا تتحوّل فيها الطائفة العلوية إلى مجموعة بشرية مضطهدة.
وقد نجح المخطط المرسوم أيّما نجاح، فانقلب الأمر برمته إلى حربٍ بين طائفتين، وانتقلت الثورة إلى صراع بين طائفة سنيةٍ تسعى لتحويل سوريا إلى أفغانستان جديدة، وبين طائفة علوية تريد الحفاظ على سوريا بصورتها المنفتحة، التي يقول النظام وإعلامه وأبواقه من هنا وهناك، إن الأسد الصغير وأباه من قبله لهما الفضل الأكبر في جعلها دولة عصرية لعموم السوريين.
حلّ الدمار في كل مكان، وهو على الأغلب دمار لمدن السنة، فيما مدن العلويين مازالت بخير، ومؤخراً صارت تسمى المدن الآمنة، حتى أن ثمة تسريبات تقول إن دويلة "علوية" يتم التحضير لها في مدن الساحل السوري.
انجرف العلويون إلى المحرقة التي أُعِدّت لهم، وقد لا يكون بإمكانهم التراجع بعد هذه الدماء كلّها، وفقدوا نظرياً ومؤقتاً على الأقل انتماءهم لسوريا، وباتوا ينتمون لسوريا الأسد.



#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا دخل الجهاديون سوريا؟
- ما الذي تبقى لنا؟
- سرقوا الثورة منا
- ما أجمل آذار
- الشهداء يتقنون اللعب
- سقوط الرجل الأخضر
- تحيا عقاقير الهلوسة ويسقط القذافي وابنه المعتوه
- حكاية مصرية.. من ظل الديكتاتور إلى الحرية
- قل هي الثورة أنتم.. وما لكم كفواً أحد
- بعبع اسمه الدولة الإسلامية
- ثورة مصر تعيد رسم ملامحنا
- البوكمال... سيرةٌ فراتيةٌ جداً
- كم علامة تعجب يحتاج هذا المقال؟
- فنانات يضربن الشغالات... وما المشكلة فهنّ خدامات ليس إلا!!
- اثنان...
- موت والطقس صحو
- فما الذي ستفعله؟
- تقارير استخباراتية... وحروب استباقية
- نحن مبتهجون.. فهل تغير العالم؟
- باراك أوباما وانتصار الأميركيين


المزيد.....




- -حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو ...
- الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال ...
- مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م ...
- مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
- هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
- مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
- بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل ...
- -التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات ...
- القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو) ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر زكي الزعزوع - سوريا: العلويون.. شركاء أم ضحايا؟؟