أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - فارس محمود - ان الصف الموحد هو، مرة اخرى، الرد الوحيد على التطاول على العمال!














المزيد.....

ان الصف الموحد هو، مرة اخرى، الرد الوحيد على التطاول على العمال!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4030 - 2013 / 3 / 13 - 08:06
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


عقد مايقارب من 250 عامل من عمال نفط الجنوب تجمعا يوم 8 اذار المنصرم. لقد اتخذوا عدة قرارات مهمة مفعمة بروح الاستعداد والتحدي والاصرار. بيد ان احد هذه القرارات المهمة يستوجب وقفة جدية وذلك لمغازيه النضالية من جهة ولقدرته العملية الفعالة والمؤثرة في عراق اليوم، عراق الاستبداد والبلطجة. ان هذا القرار هو مايخص رد العمال المحتشدين على قرار وزارة النفط باستدعاء مكتب المفتش العام التابع للوزارة لجمع من قادة العمال ومعاقبتهم تحت "تهمة" ايقاف العمل ليومين. اذ قرر العمال وببساطة ان الرد على اجراء مثل هذا او اي اجراء يطول ناشطي الحركة الاحتجاجية سيكون الاعتصام في مواقع العمل. يالنعم القرار! تراجعت الوزارة فوراً لاعقة جراحها!
ان هذا درس مهم للعمال في كل مكان. ان الرد المذكور سلاح قد جربه العمال في كل مكان واثبت دوما نجاحه وفعاليته الحاسمة.
ان احد التحديات المطروحة دوما على جدول اعمال قادة العمال وناشطي الحركة الاحتجاجية عموما، والنفط في حالتنا هذه، في الاوضاع السياسية الراهنة هي التالي: السلطة سلطة مليشياتية ومافيوية قبل اي شيء اخر، سلطة حفنة مجرمين وقتلة ينشبون مخالبهم في جسد المجتمع وثرواته الخرافية، مافية نهب ليست على استعداد للتفريط بما لم تفكر بنيله وانتزاعه قط طيلة حياتها (ان تكون ثروات المجتمع ونفطه بايديها دون رادع او رقيب!). ولهذا فانها تستميت في الدفاع عن وضعها، على استعداد للقيام باقذر الاعمال من اجل صيانة مصالحها وسلطتها ونهبها. وعليه، فانها تعمل كل ماياتي من ايديها من اجل تركيع العمال وقادتهم. ان المسالة بالنسبة لها حياة او موت!
ان القمع، بالاضافة الى المماطلة والتسويف والتهديد والترغيب وغيرها، هو احد تلك الاساليب. معاقبة قادة الحركات الاحتجاجية، نقلهم لاماكن بعيدة، طردهم من العمل، بل وحتى تصفيتهم جسدياً هي مستويات من هذا القمع. من يلجم هذه المافيات ويعيدها الى جحرها؟ ليس سوى الصف الموحد للعمال. الصف الموحد لا اليوم فقط ، بل وغدا. ليس سوى اصرار العمال وثباتهم في هذه المعركة. ان سبيل الحل هو ايصال من يقف على ماكنة القمع هذه الى قناعة واقعية وعملية مفادها ان الطرد ليس حلاً، بل على العكس انه يخلق دواراً اخر لهم ولسلطتهم، دواراً اشد ارهاقاً وفتكاً. يجب ان نجعلهم يقرون ان حتى اغتيال القائد العمالي الفلاني لن يلجم العمال، بل سيقضي مضجعهم، وان هذه الحركة "ولّادة"! ان طردوا فلان، اين يهربوا من غضب العمال، كم تتضرر ارباحهم، وسيعوض مكانه فلانات، يضعوا في مقدمة جدول اعمالهم اعادة هذا الناشط والقائد العمالي الى مكانه، بين رفاقه العمال! يجب ان نجعلهم يقرون بحقيقة ان اي عنف اداري او بوليسي ستكون عواقبه وخيمة عليهم قبل اي جهة اخرى، وقوة العمال لاتكمن في التظاهر، بل في ايقاف عجلة الانتاج، في ضرب مركز ارباحهم وثرواتهم.
ان البرجوازية، ومثلما هو معروف، لن تسلم امرها بسهولة. انها تعرف ان تحقيق العمال لمطاليبهم سيدفع بقية العمال في الاقسام والشركات المختلفة الاخرى الى ان ترفع مطالييها. ان اضراب عمال الموانيء في البصرة هو نموذج حي على ما اقول. لقد بثت اضرابات عمال نفط الجنوب الحماس بهم. وتعرف البرجوازية ان ليس لهذه القصة "نهاية" ان انتصر عمال النفط. ان قائمة طويلة من المطاليب تنتظرهم، قائمة تحوي ارقى التطلعات الانسانية لانسان يعيش في القرن الحادي والعشرين. وقائمة اخرى من المراكز الصناعية التي ستشرع بالاضراب ايضاً. بيد انها لاتلجأ لسلاح تدرك ان من الواضح ان لافائدة منه. لاتتطاول على عامل ترى ان لافائدة من ذلك، ترى ان من الصعب احتواء الوضع بالتعسف، ناهيك عن ان يجلب ارقاً مزمناً لها. لن ترتكب حماقة مثل هذا. انها طبقة مجربة عركتها قرون من التجارب بالحركات الاحتجاجية العمالية والجماهيرية العامة.
ليس هذا وحسب، ان ندفع البرجوازية للرضوخ لامر الواقع يستلزم كذلك جر عمال العراق او اقسام واسعة منهم نحو ان ترفع يدها من العمل. ان توقف العمل. ان حركة اضرابية عامة او حتى لفروع انتاجية معينة ذا اهمية استثنائية في هذه المرحلة. ليس بوسع الف مالكي او الف قوات امن او مكاتب تفتيش ان تتطاول على العمال في حالة مثل هذه.
ان احد مقومات نجاح اي اضراب هو القدرة التشخيصية الدقيقة لقادة الاضراب للحظات ومقاطع الاحتجاج ومنعطفاته ومناورات البرجوازية والاعيبها. بقرارهم هذا اثبت قادة العمال ولجنة الدفاع عن عمال النفط هذه القدرة وبينوا عنها بانسب الاشكال.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمع مصر وثوريوه نبراس انطلاقة جديدة لدحر الاسلام السياسي!
- فارس محمود - عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراق ...
- أ للانحطاط حدود؟!!
- نقد لبيان صادر من قبل الاشتراكيين الثوريين
- انها اسلمة للمجتمع بالقوة، لن تجلب ثمارها!
- تنامي الثورة في مصر من جديد.... مسار بدء وبحاجة ماسة لافقه ا ...
- ان -مركز الشيوعية البروليتارية- هو ضرورة سياسية ملحة!
- طنطاوي... ان مايجب ان تستعد له جماهير مصر هو حربها ضد قوى ثو ...
- ليس لهذه البضاعة المستهلكة من شارٍ!
- انه تفسخ سلطة وليس -افراد-! ان هذه السلطة هي من يجب ان تولّي ...
- الاهداف الحقيقية وراء قرار اعدام مسؤولي النظام السابق!
- انها القومية... وليس لوث عقل اندريس بريفيك!
- بصدد تنظيم العمال!
- للرد على الامبريالية... ينبغي ادامة الثورة وتعميقها!
- لايستأصل ارهاب بارهاب! (حول مقتل بن لادن)
- عالم مقلوب بوسع الطبقة العاملة، وفقط الطبقة العاملة، ايقافه ...
- نداء الى جماهير مصر المنتفضة: ينبغي حل الجيش لا حكمه!
- اوضاع تونس ومصر وانعكاساتها على العراق!
- طالباني وبؤس -الريس-!!!
- نداء الى عمال وكادحي مصر! أي نور اشعتم في ظلمة المنطقة كلها!


المزيد.....




- وزارة المالية بالجزائر توضح حقيقة زيادة 15% على رواتب المتقا ...
- اصابة مدير مستشفى كمال عدوان وعدد من العاملين بقصف مسيّرات ا ...
- مراسلنا: إصابة مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية وعدد من ...
- السلطة الشعبوية تعلن الحرب على العمال وحقوقهم النقابية
- سياسات التقشف تشعل غضب العاملين في القطاع الصحي بالأرجنتين
- طريقة التقديم على منحة البطالة في الجزائر 2024 والشروط المطل ...
- 2nd Day of Works of the 4th World Working Youth Congress
- Introductory Speech of the WFTU General Secretary in the 4th ...
- الكلمة التمهيدية للأمين العام لاتحاد النقابات العالمي في الم ...
- رابط مباشر .. الاستعلام عن رواتب الموظفين في القطاعين المدني ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - فارس محمود - ان الصف الموحد هو، مرة اخرى، الرد الوحيد على التطاول على العمال!