أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان طالب - امنيات على الشيخ حسن نصر الله















المزيد.....

امنيات على الشيخ حسن نصر الله


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1159 - 2005 / 4 / 6 - 12:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتبر الخطاب السياسي للأحزاب الشمولية _و منها الأحزاب الدينية_ منضبطاً بأيديولوجية مقدسة يصعب الخروج عليها و يكون عادة فوقياً و يتسم بالوعظ للموالين و التنديد بالأعداء المفترضين أو الحقيقيين .

في آخر لقاء علني جمع سماحة الشيخ حسن نصر الله مع خالد مشعل و أبو موسى صرّح سماحته بأنه يتمنى أن تأتي الجيوش الغربية إلى لبنان و قال: يا ليتهم يأتون.فليأذن لي سماحته بالقول لقد أخطأت يا سيدي في أمنيتك و طلبك و كان حرياً بك أن تقول أن تقول ليتهم لا يأتون. إني أتساءل عن مبررات أمنيتك و دعوتك هل هو النزوع الدائم للاقتتال أم هي الرغبة الملحة في إراقة دم الأعداء و كما تعلن لا يراق دم الأعداء إلا بإراقة دم الأصدقاء هل هي الثقة بالنصر أم هو الاستخفاف بالآخرين و قدراتهم و استسهال إزهاق الأرواح و لعله الولع بالنصر المحتمل.

لقد خالفت منهج الدين بأمنيتك و أنت الشيخ الإمام, ثبت عن النبي قوله: ((لا تتمنوا لقاء العدو و إذا لقيتم فاصبروا)).
في كل مرة تظهر خلف عشرات الميكروفونات و أمام عشرات العدسات ترفع إصبعك بالتهديد و الوعيد تدعو للحرب و تشجع على الموت قلت في مرة أن لديك عشرات الآلاف من الاستشهاديين هيأتهم للموت هل الحياة عندك رخيصة إلى هذا الحد حتى يكون لديك عشرات الآلاف تدفعهم لمغادرة الحياة. لماذا تحمل على عاتقك دائماً لواء صبغ الإسلام و المسلمين بالدم,و تنادي في كل مناسبة بالموت لأمم تعتبرها عدواً لك _في أول مظاهرة لحزب الله بعد استشهاد الحريري كان سماحة الشيخ يردد الموت لأمريكا و من خلفه تعيد العبارة بانتظام متناغم الجموع المحتشدة تحت لوائه_ إن المناداة بموت أمة بعينها لا يكفي حسب ما أفهم من مبادئك النظرية لأننا بالتبعية يجب أن ننادي بالموت لكل الأم و الشعوب التي لا تقف في صفنا و هي كثيرة و مواقفها تتفق مع من تعتبرهم عدوك الأكبر. (ملاحظة: القرار 1559 مر في مجلس الأمن بدون معارضة).

ليتك يا سيدي ناديت بالحياة لأمتنا و شعبنا إلى جانب الحياة لكل شعوب الأرض ليتك ناديت بالمحبة و السلام شعاراً لك تهزم به أعداءك. في كل مرة يتردد صوتك على شاشات التلفاز أقول لنفسي في هذه المرة سأسمع من سماحته حديثاً أو آية و لكن يخيب ظني و أنتظر القادمة فأزداد ألماً.

تمنيت عليك يا سيدي أن تخرج للملأ و تبشر العالم من حولنا بآيات السلام والرحمة و العدل و مكارم الأخلاق, لقد خلت خطاباتك دائماً من:
_((و إن جنحوا للسلم فاجنح لها))
_((خذ العفو و أمر بالعرف))
_((إنا خلقناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا))
_((ادفع بالتي هي أحسن))
_((و جادلهم بالتي هي أحسن))
_((اذهبا إلى فرعون و قولا له قولا لينا))
_(( لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك))
_((يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا))
_((و رحمتي وسعت كل شيء))
_((إنا أرسلناك رحمة للعالمين))

عزيزي الشيخ لابد أنه سبق لك و سمعت مثل هذه الآيات وهي غير محجوبة أو مشفرة, إنها كغيرها آيات يجب العمل بها ولا يحق لك أو لغيرك الاقتصار أو الاجتزاء من النصوص ما يوافق التكتيك السياسي أو المرحلي أو يحقق مصلحة خاصة لحزب أو سلطة.

إن الدعوة للسلام والعدل و المحبة منطلقات دائمة و أساسية ليس حقاً تجاوزها و البعد عنها و لا أظنك تخالف الرأي لذي يعتبر النص الشرعي قانوناً يطبق على الجميع آخذاّ بعين الاعتبار الكليّات المنضبطة بالرحمة و الإنسانية.
تمنيت عليك يا سيدي ألا تحتكر لواء المقاومة و تضفي عليها الصبغة الدينية لأن في ذلك إجحاف و انتقاص لمن بدؤوا بالمقاومة ودفعوا حياتهم ثمناً لها إن سناء المحيدلي و أمثالها لم يكنّ منتميات لحزب الله و أمثالهنّ كثر ضحوا بأرواحهم فداءً لوطنهم دون الاعتقاد بالجائزة بعد الموت و المكافأة بالفوز و النجاة و الجنة, لقد ضحت و أمثالها بأرواحهم فداءً للوطن بدون مقابل و هذه هي الشهادة الحقيقية و في يقيني أن رحمة الإله الواسعة و عدله العظيم لابد و أن يتولى سناء و أخوتها بالرحمة والجنان.
إن احتكاركم لمجد المقاومة و إضفاء الصبغة الدينية الإسلامية عليها فيه ظلم و تقليل من حقوق الآخرين. كثيرون من أبناء سورية الأبرار سقطوا فوق أرض لبنان من عامة الشعب السوري و من غير المسلمين و ينتمون إلى طوائف مختلفة عنكم.
عندما مصالحكم حاربتم الفلسطينيين رغم كونهم عرباً و مسلمين والمعلوم أنكم لا تقبلون المجاهدين إلا من طائفتكم. والمعلوم أيضاً أن حصر المقاومة بحزبكم كانت له ظروف إقليمية و مصالح ليست كلها وثيقة الصلة بالتحرير و القدرة على التضحية في سبيل الوطن.

عندما رفع المتطرفون و المتعصبون لواء الجهاد في العراق ضد أبناء العراق ممن يرونهم مخالفين لهم في المذهب دعيتم محقين إلى نبذ العنف و إلى التآخي و يا ليتها تكون دعوة دائمة و مبدئية لديكم.
تمنيت عليك يا سيدي أن تقتبس جذوة من نور الإمام الحسين و ثورته السلمية على الطغيان و الظلم, الإمام أسس لأول معارضة في تاريخنا العربي الإسلامي و جوبه بالقتل و السيف ولم يعط فرصة للحوار, إن دم الإمام الحسين أريق من أجل إزاحة السلطة الباغية و ليس دفاعاً عنها, لقد ثار و عارض من أجل تغيير رغم ما حققته تلك السلطة من فتوحات وإنجازات و حري بك الإقتداء بنور تعاليمه و السير على دربه السلمي في التغيير و نشر العدل, لقد خرج الإمام بفكره و أهله داعياً لرفع الظلم و إعادة الحق ولم يمتشق سيفاً بل دعا بالحكمة و الموعظة الحسنة.

تمنيت عليك يا سيدي ألا تحول عداءك للغرب و كرهك له ضغطاً على المعارضة ومبرراً للاستعلاء عليها و حرمان لبنان وشعوب عربية أخرى من فرصة سانحة لتنفس رياح الحرية و الديمقراطية.
لست الزعيم الأوحد للطائفة و لعامة المسلمين, إن الزعامة الدينية في الإسلام للنبي و آل بيته و الأئمة المعروفين عند الشيعة وللنبي و آل بيته و كبار الصحابة عند السنة و ليست لأحد غيرهم.
و ليس منا إلا من يؤخذ منه و يُرد عليه إلا صاحب الروض كما قال الإمام مالك.
ولعله من المفيد يا سيدي أن تعلم أن ما فتحه العرب المسلمون من بلاد إفريقية و أوروبة الوسطى كان بالتجارة و العلم و ليس بالحرب و هي بقعة أكبر بكثير من تلك التي أخضعوها بالسلاح و الجيوش.
وآخر أمنياتي عليك أن تقتدي بالهدي المأثور: ((ما كان العنف في شيء إلا شانه و ما كان اللين في شيء إلا زانه)).
ختاماً إن أمنيات شعب سوريا و لبنان بالحرية و الديمقراطية ليست إثماً أو خطأ بل هي حقوق طبيعية دعت إليها شرعة الأمم المتحدة التي تنطوي تحت لوائها دول العالم أجمع و إنه لمن الحكمة و لمصلحة شعب سورية و لبنان الانخراط و المساعدة في الوصول إلى تلك الحقوق و ليس محاربتها و الوقوف ضدها.



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرثية لدمشق
- فلسفة مؤسسة الحجاب
- هل انقضى عهد الولاء المطلق؟ ممارسة حق المواطتة
- ألا لا يجهلن أحد علينا
- نداء إلى بهية الحريري
- عذرا سيدي العقيد أصواتنا غير مسموعة
- مسلمات العقلية العربية بين التخلف والديكتاتورية
- قصيدة الناقوس
- شمولية التطبيق ومصالح الحكام هل يمكن تطبيق الشريعة كاملة؟!
- قصيدة أمل مفقود
- امرأة تتحدّث
- إلى ضحايا الحلّة
- هزيمة هتلر وإنجازات الجزيرة


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان طالب - امنيات على الشيخ حسن نصر الله