الجبتانا..أسفار حياة

نسرين البخشونجى

الحوار المتمدن-العدد: 4029 - 2013 / 3 / 12 - 23:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

جلسة جمعتني بإنسانة مصرية، كانت سببًا في أن أحزن لما وصل عليه حال أبناء هذا البلد.
السيدة، ألمحت أنه بدخول الإسلام مصر فأنها صارت عربية، وأننا كشعب لم يعد لنا علاقة بقدماء المصريين، ثم أضافت "علينا أن نخجل فعبادة الشيطان بدأها الفراعنة".
رأيها صدمني فسألتها:
- هل سمعت عن "الجبتانا"؟
- ما "الجبتانا"؟ أكلة جديدة؟
"الجبتانا" هي أسفار التكوين المصرية، كتاب صدر منذ سنوات، و لم يُلتفت إليه.
الأسفار مدون فيها كل ما أمن به القدماء من عصر ما قبل الأسرات، النص الذي يحتوي على إشارات عدة لما يؤمن به أتباع الديانات الإبراهيمية الثلاث، فعلى سبيل المثال لا الحصر "في البدء لم تكن إلا ماء و ضباب... و لم تكن حياة... و لم تكن نباتات و لا دبابات... طبقتان متلاصقتان من المياه... بينهما فاصل فضي من النور... الجزء الأسفل من المياه هو "نون" المحيط الأزلي.." الإصحاح الأول من سفر الانبثاق.
و قد ورد ذكر "نون" في القرآن الكريم "نون و القلم و ما يسطرون" في تفسير ابن كثير لهذا النص "المراد بقوله: (ن) حوت عظيم على تيار الماء العظيم المحيط، وهو حامل للأرضين السبع، كما قال الإمام أبو جعفر بن جرير: حدثنا ابن بشار، حدثنا يحيى، حدثنا سفيان - هو الثوري - حدثنا سليمان - هو الأعمش - عن أبي ظبيان، عن ابن عباس قال: أول ما خلق الله القلم قال: اكتب، قال: وما أكتب؟ قال: اكتب القدر، فجرى بما يكون من ذلك اليوم إلى يوم قيام الساعة. ثم خلق "النون"، ورفع بخار الماء، ففُتقت منه السماء، وبسطت الأرض على ظهر "النون"، فاضطرب النون فمادت الأرض، فأثبتت بالجبال، فإنها لتفخر على الأرض".
فالإله الخالق الخالد عقيدة راسخة عند أحفاد "جيبتو مصرايم".
كما آمنوا بالحياة الخالدة في السماء بأجساد أثيرية، غير تلك التي ولدوا بها، ليسكنوا الأرض.
المصري القديم عَرَّفَ الصوم لله القدير من الفجر حتى الغروب، ثم يفطر على "الكوشير" و هو ما يعرف هذه الأيام بالكشري، لكننا استبدلنا الشعير بالمكرونة. كما عرف الصلاة و الدعاء.
ليتنا نقوم بتدريس "الجبتانا" للطلبة في المدارس، حتى ينشأوا على محبة بلدهم، ويعرفوا الضمير و القيم.
فالإشارات الأخلاقية و الإنسانية كثيرة، ومذهلة، وتستحق التأمل، والبحث.

#نسرين_البخشونجى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات