سامر عنكاوي
الحوار المتمدن-العدد: 1159 - 2005 / 4 / 6 - 13:38
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لقد صعقت لهول ما سمعت. فهل لمصعوق ان يكتب؟!
الامر كبير والحدث مستحيل الوقوع للعقلاء ولكنه وقع وطار الصواب بامتياز، لقد سمعت عن الكارثة الكثير وقرأت الاكثر، ومع هذا لا ازال اعتقد ان ما جرى لطلابنا في البصرة كابوس قد استيقظ منه في أي لحظة، لاستحالة حدوث مثل هذا الحدث في عام 2005 من القرن الواحد والعشرين، الا من قبل سكنة الكهوف السحيقة أو مغارات التاريخ القديم، أو من قبل الانسان ذي الهراوة التي كانت المرأة تُعاقب بها في المجتمع الذكوري المنقرض لا لشئ الا لإثبات الذكورية.
سمعت وقرأت أن طلاب كلية الهندسة بعد تعب الدراسة ذهبوا في سفرة، لإستعادة النشاط، بغية مواصلة الدراسة، وطلب العلم، وتمتين أواصر الصداقة والمحبة بينهم، والتفاعل مع الآخر المختلف في الفكر والدين والطائفة والقومية والجنس، والمتفق معهم في حب العراق، وإذ بمجموعة من بقايا المغول والبربر تخرج من أحراش التاريخ حاملة الهراوات النياندرتالية والصونداة الكهربائية والرشاشات الاوتوماتيكية. أشباه رجال يلبسون السواد كالشياطين وملثمون بلثام السراق والمجرمين. في دقائق انقضوا على الطلاب بالضرب، تاره بالهراوات والصوندات، وتارةً بالركلات، لا لسبب سوى اثبات ذكوريتهم، والطلاب والطالبات يستغيثون، ولكن هؤلاء الاوغاد مصابون بالصمم والشرطة لا تسمع، ولا ترى، وادارة محافظة البصرة مشغولة بتصريف شوؤن المواطنين ههههههه .
هذه الحادثة الأليمة تذكر المناضلين ضد الدكتاتورية بسجون الطاغية صدام، الأب الروحي لكل صنوف الاستبداد وأنواع المستبدين في العراق. وليس ما نراه اليوم من استبداد على يد المليشيات الخارجة عن القانون الا امتداد لصدام والتربية البعثية البغيضة .
لقد سقط الصنم، ولكن البعثيين وجدوا ضالتهم في مليشيات تأمر بالاستبداد، وتنهى عن الحرية والتعددية وحقوق الانسان. وهذا ما حصل لطلاب جامعة البصرة .
هذا الحدث يجعلنا أمام مفترق طرق. طريق يؤدي الى الاستبداد ووأد الحريات الوليدة. وطريق آخر يؤدي الى الحرية والديمقراطية. ولا أظن أن الإنسان السوّي يختار الاستبداد.
أن ضمان الديمقراطية يستوجب علينا النضال معاً، من أجل المضي في طريق الحرية. فيا أسوياء العراق اتحدوا من أجل حرية الانسان وسعادته .
#سامر_عنكاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟