أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - شيعةُ العربِ ليسوا صفويين














المزيد.....

شيعةُ العربِ ليسوا صفويين


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4029 - 2013 / 3 / 12 - 08:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



كان العربُ هم مؤسسو المذاهب المختلفة، وهذا ينطبق على الشيعة، حيث تدفقت القبائلُ العربيةُ على العراق والبحرين واستوطنت هذه المناطق الزراعية وتأثرت بتقاليد أهلها القديمة الفلاحية.
كان تباينُ الرؤى السياسية يتم بشكل ديني، لكن المنزع العربي كان ملازماً للشيعة، والعربُ هم الذين نشروا المذاهب الإمامية في إيران وبعد أجيال تأثر بها الفرس والترك والأكراد وغيرهم.
أما الصفويون فقد ظهروا كتحولٍ سياسي حكومي واستثمروا تطور المذاهب الإمامية الطويل في إيران حيث بقيت الاثناعشرية وتلاشى مذهبا الزيدية والإسماعيلية بسبب اعتمادهما على العنف، في حين قامت الإثناعشرية على السلام والتعاون مع بقية المسلمين، وحتى ما عُرف بالتقية فقد كان تعبيراً عن الرغبة في عدم التصادم مع الآخرين.
الطبيعة الاجتماعية الريفية التي عاش عليها الشيعةُ العرب كرستْ هذه المسالمة، وغذى التجاور مع بقية الطوائف الإسلامية ومع المسيحيين هذا الميل للتقارب والتعاون.
ولهذا يُلاحظ في الشيعة العرب عدم اللجؤ للجوانب العسكرية، وتعددية المراجع والتنوع في الآراء.
إن تطورَ الشيعة الفرس كان يجري في وضع سياسي اجتماعي مختلف، فإذا كان العربُ ذوي امتدادات واسعة في الجغرافيا وتنوع المناطق العربية وعدم وجود تأزم (قومي)، كان الفرس يعانون من الانحصار بين قوميات متضادة في منطقة ليست باتساع الجغرافيا العربية، وحين نشأت مملكةُ الصفويين بين سنتي 1501 - 1722 كانت قد أُقيمتْ على أثر عنف تاريخي سواءً من الإماميين السابقين أم من خلال الثورة الدموية ضد المغول ومن تحويل الإرث الصوفي المسالم للفرس إلى سياسة حربية.
ولهذا كان على الصفويين وهم يشكلون دولتَهم الحربية التوسعية المستندة على التعصب القومي الفارسي، أن يحولوا هذا الإرثَ الديني السلمي المتجسد في المذهب الشيعي إلى إرثٍ عنيف وإلى انفصال حاد عن بقية المسلمين وعداء كبير للعرب وهي أمورٌ صعبة متضادة. وبطبيعةِ حال تاريخ الصراع بين القوميتين الفارسية والعربية فإن ثقافةَ العداء للعرب واسعة متاحة أمكن تضخيمها بشكل هائل وحُولت بشكل مذهبي دون القدرة على تزوير ذلك بشكل كلي.
كما اشتغلوا على جوانب متعددةٍ من تفجير التناقضات داخل التراث الإسلامي، وتضخيمِ الموروث العبادي المختلف للمذهب عبر سيطرتهم المركزية طوال قرون عليه، وإلى توسع اللامعقول فيه، وتغييب الجوانب العقلانية النضالية المشتركة بين المسلمين. وأدى التوسع والغزو إلى طرد العرب من المناطق التي كانوا يعيشون فيها في إيران نفسها، وخاصة السواحل التي كانت عربية، ثم تم غزو العراق نفسه مصدر المكانة المقدسة في التاريخ الشيعي.
إضافةً للثروات هنا فقد كانت السيطرة على الأماكن المقدسة تتيح ثروات إضافية ومركزيةً دينية طاردةً محطمة للآخر المختلف.
لدينا هنا عبر القومية التعصبية الغازية الفارسية اللابسة الرداء الخارجي الإمامي، يجري تغييب التعايش، وخلق التناقض الكلي، فإما أنا أو أنت، إما الشيعة أو السنة، ولهذا فالقومي الفارسي الشوفيني يحيلُ المذهبَ إلى تضادٍ حربي ضد المسلمين الآخرين، وإلى نزاعٍ دموي مع الاتراك العثمانيين، وإلى نقل التكوين السياسي الفارسي القومي الشوفيني للعرب الشيعة، ومواجهة البشرية قاطبة.
في حين إنه في زمن الدولة العثمانية ظهرت مشروعاتٌ اقتصادية هامة في العراق فقد (أُنجزت قناة الهندية بعد عام 1803 لتروي الأراضي الممتدة حتى النجف، وهي عامل أساسي في ازدهار منطقة الفرات الاوسط زراعياً واقتصاديا. وشُقت بعد ذلك في أواخر القرن التاسع عشر ثلاث قنوات أخرى)، مما كان لهذا التطور الاقتصادي الاجتماعي مردود إيجابي على العراقيين وعلى تعايش المذاهب الإسلامية في مجتمع واحد.
نقل النسخة القومية العسكرية الشمولية الفارسية للعراق رغم كل التطورات السلبية التي غذتْ هذا النقلَ ووجود تُربٍ شمولية راعية له في مختلف التكوينات السياسية الاجتماعية، إلا أن شيعةَ العراق العرب ظلوا مختلفين عبرَ اختلاف المرجعية وبرفضِ ولايةِ الفقيه، وهم متنوعون فكرياً وسياسياً، ومتعاملون في ظلِ وطنٍ منوع، رغم أن تاريخ نقل النسخة الفارسية المذهبية السياسية الشمولية حصل على أتباع وقوى مؤيدة، لكنها ليست مطلقة التصرف وتُواجه بمكوناتٍ ومقاومة متنوعة، لكنها تُقحم العراق كله في مغامرات المركز الإيراني الحربية والسياسية.
وإذا كانت النسخة الأصلية الفارسية هي ذاتها تواجه شعباً تحديثياً متنوعاً يرفض هذا القالب العسكري المضر، ولكنه مأزوم ملغى الحضور، فإن العراقيين يُنتظر منهم تصعيد نموذج الديمقراطية والتنوع وفصل المذهبيات عن الحكم والسياسة وإعلاء الوطنية العراقية ومد العون بهذا لشعوب المنطقة عبر السلام والتعاون وهو الإطار السليم لازدهار الأديان والمذاهب والأفكار والعلاقات بين البشر.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبايناتُ القوى التقليدية
- العقائدُ المتأخرةُ والثقافةُ
- صراعُ الإقطاعِ والبرجوازية العربي
- ممثلو الصوتِ الواحد كيف يتحاورون؟
- الوعي الديني والإقطاعُ المناطقي
- الرأسمالياتُ الحكوميةُ والربيعُ الدامي
- المسلمون في مفترقِ طرقٍ
- تسلقُ البرجوازية الصغيرةِ الديني
- بلزاك: الرواية والثورة(6-6)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (5 - 6)
- الحريقُ الطائفي ينتشر
- طفوليةُ الكلمةِ الحارقة
- اليمن والخليج بين المبادرةِ والمغامرةِ
- بين ضفتي الخليج
- الديمقراطيةُ البرجوازيةُ العماليةُ
- الحزبُ الديني ورأسُ المالِ الوطني
- التجربتان العراقية والإيرانية: تبادلُ أدوارٍ
- المَلكيةُ والجمهوريةُ وتناقضاتُ الوضعِ العربي
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (4 -4)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (3 - 4)


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - شيعةُ العربِ ليسوا صفويين