|
سقوط الذباب علي المشروبات والأطعمة من الأحاديث المكذوبة
عبدالعزيز خليل إبراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4028 - 2013 / 3 / 11 - 19:29
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
من الأحاديث المدسوسة والمكذوبة والموضوعة علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم والتي يرددها الوهابيون والمتطرفون من الفرق الأخرى والتي تتاجر بدين الإسلام هذا الحديث الذي نسب للنبي وكتبه الإمام البخاري في كتابه المسمي صحيح البخاري أو دس في كتابه بعد وفاته والذي نصه يقول (( إذا سقط الذباب في شراب أحدكم فليغمسه كله ثم لينزعه ويشرب فإن في أحد جناحيه داء ، وفي الآخر شفاء )) رواه البخاري وغيره . وهذا الحديث الباطل لا يمكن أبدا أن يصدر عن النبي صلي الله عليه وسلم لأنه الصادق الأمين وهذا الحديث يخالف النظافة العامة والخاصة ويضر بالصحة والبيئة ، ومن المعلوم أن النبي عليه السلام حث الناس علي النظافة العامة والخاصة والدوام عليها لأنها فيها الوقاية من الإمراض الخطرة والتي قد تطال الإنسان في أي وقت لأنه لا يعتني بنظافة نفسه والمحافظة علي نظافة طعامه وشرابه وجسمه ونظافة بيته وهكذا وقد أكد في كثير من أقواله وأفعاله علي هذه الآداب العامة والخاصة للناس ،وقد نقل هذا الحديث المدسوس والمكذوب كثير من الرواة الآخرين غير البخاري منهم الإمام أحمد والدرامي وغيرهما . وهذا الحديث الكاذب يستحيل علي رسول الله أن يقوله للناس لأنه يخالف الصحة العامة ويخالف القرآن الكريم ويخالف العقل والمنطق السليم فكيف يأمر رسول الله عليه السلام بغمس الذباب في الشراب حتى يغرق ويموت ثم ينزعه ثم يشرب الإنسان ذلك الشراب الضار بالصحة وهو مطمئن فهذا أمر لا يقره الرسول أبدا وان ادعي عليه البخاري وغيره في الزمن القديم والجديد لان هذا العمل ضار بالصحة العامة والخاصة كما قلنا ويتسبب في نشر الأمراض داخل جسم الإنسان الذي أمر الله بالمحافظة عليه دائما وذلك من تجنب تناول المأكولات والمشروبات الفاسدة أو الغير نظيفة والله تعالي يقول للنبي عليه السلام وللناس جميعا في القرآن الكريم في قوله تعالي ( يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات ) سورة المائدة الآية 4 وهذا الحديث الموضوع والمدسوس والمكذوب الذي بين أيدينا أيضا يخالف قوله تعالي في القرآن الكريم ( ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) سورة الأعراف الآية 157 وأيضا قوله تعالي ( كلوا من طيبات ما رزقناكم ) سورة البقرة الآية 172 وغيرها من آيات كثيرة في نفس المعني في القرآن الكريم الذي يأمر المسلمين والناس أجمعين في تناول الأكل والشراب من الطيبات وينهاهم عن تناول كل الخبائث التي تدمر الصحة والبيئة بصفة عامة . ومن المعلوم والمعروف للجميع أن حشرة الذباب من الحشرات الضارة علي الإنسان وهي التي تتساقط علي البراز والقمامة والدماء والحيوانات الميتة والنافقة ...الخ وينقل منها كل الإمراض الفتاكة التي تضر الإنسان والحيوان والبيئة وهذا العمل هو غذاء هذه الذبابة الرئيس في الحياة ، وقد بلغ ما يحمله الذباب من جراثيم في بطنه وجسمه كما يقول علماء الطب البشري وعلماء الحشرات أنه يحمل حوالي 50 مليون جرثومة ضارة بالصحة العامة . والعجيب أن الكثير من وعاظ الوهابية والإخوان ومن أشياعهم من الجهلة الذين يتاجرون بدين الله ليلا ونهار علي فضائيتهم المغشوشة ويكذبون علي ورسوله وأنبيائه يدافعون عن هذا الحديث الكذوب والموضوع والمخالف للدين الصحيح والعقل والمنطق السليم ويخالف الطب القديم والحديث ويخالف الصحة العامة لمجرد وروده في كتاب البخاري وكأن البخاري معصوم من الخطأ أو تم وضعه في كتابه بعد موته بسنين في نسخ من كتب أخري تم تدوينها تحمل نفس اسم صحيح البخاري بعد انتهاء زمنه ، وفي النهاية تكون الإساءة للنبي الكريم بهذا الحديث وغيره من الأحاديث الموضوعة والمكذوبة الاخري والتي تبلغ الآلاف ، وهذا الحديث الموضوع ليس معجزة ولا يحزنون كما يدعي أهل الجهل والخرافات من الوهابية وأتباعهم وغيرهم ممن يؤمنون بالأحاديث المكذوبة التي تخالف القرآن الكريم وتخالف العقل والمنطق السليم . وهذا الحديث المكذوب والموضوع يقول فيه الدكتور عبد المنعم النمر رحمه الله وهو من علماء مصر في الأزهر والأوقاف سابقا حيث يقول في أحد كتبه القيمة فيقول عن حديث الذبابة الموضوع ما نصه ( أن هذا الحديث مكذوب وموضوع رغم وروده في البخاري وغيره ثم أضاف الدكتور النمر رحمه الله إن حديث الذبابة وغيره من الأحاديث التي وردت في شئون الطب أو في علم الحشرات وغيرها من الأمور الدنيوية والعلمية ثم أضاف الدكتور النمر قائلا ( لم يبعث النبي عليه السلام لبيانها وتبليغها للناس ) . ويقول الإمام ابن الجوزي رحمه الله (( كل حديث رأيته تخالفه العقول وتناقضه الأصول فأعلم أنه موضوع ) ثم يضيف ويقول وهذا يحتم علينا نحن المسلمين أن نبعد هذا الحديث المكذوب علي رسول الله والحكم عليه أنه حديث غير صحيح بل هو حديث موضوع مكذوب . لأن من شروط صحة الحديث الشريف وقبوله ألا يتنافي مع القرآن الكريم وإذا لم يكن في القرآن الكريم نص واضح وصريح فيكون روح القرآن وسماحته فقد سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي عليه السلام فقالت ( كان خلقه القرآن 9 فهذا وصف شديد الدقة والبلاغة والصدق . والشرط الثاني ألا يتنافي الحديث مع خلق الرسول وطبيعته وسلوكه فقد كان عليه السلام دقيقا جدا في اختيار طعامه وشرابه ولا يأكل إلا الطيب والصالح والنظيف من الطعام والشراب وإذا شط في أي رائحة غريبة فيهما فإنه يرفضهما فهل يعقل من الرسول الكريم الذي يأمر الناس بالنظافة في كل شئون الحياة من نظافة الجسم والملبس بالماء وكذلك بنظافة الطعام والشراب قبل طبخه وكذلك نظافة الأواني المخصصة والتي بداخلها الطعام والشراب قبل وبعد استعمالها وكذلك أمرنا الله بنظافة البيوت والطرقات ونهي الناس عن التبول في الطرقات أو التبول في الماء الراكد وأمر الناس بالنظافة في كل نواحي الحياة لأن النظافة من الإيمان بالله والنظافة تحافظ علي صحة الإنسان والحيوان وتحافظ علي البيئة كلها من انتشار الأمراض فيها والنظافة هي وقاية للناس من كل الأمراض في الحياة فهل يعقل أيها الناس أن يأمر نبي كريم ينزل عليه الوحي من الله تعالي ويأمره بالطهارة والنظافة لأداء العبادات وكذلك النظافة في كل شئون الحياة أن يأمره بهذه الخبائث المذكورة في هذا الحديث المدسوس والموضوع فهذا لا يصح وهل هذا يعقل ألا يتنافي هذا مع الدين والذوق السليم والصحة . أما الشرط الثالث في قبول الحديث للعمل به في الحياة ألا يتنافي مع العقل والمنطق السليم إن بعض المتدينين الجهلاء بحقيقة الدين السمح يزعمون أن الدين لا يؤخذ بالعقل والمنطق بل بالنص كما هو وهذا كذب وجهل ودسيسة علي دين الإسلام الذي قام علي العقل والمنطق والتفكير السليم في كل كبيرة وصغيرة حتى وجود الله تعالي فإن الناس قد عرفته بالعقل السليم لأن الله هو خالق البشر وخالق كل شئ وهو خالق العقل الإنساني فالله تعالي يقول في كتابه الكريم ( إنما يذكر أولو الألباب ) والألباب تعني العقل والمنطق السليم . الشرط الرابع في قبول الحديث في الدين ألا يتعارض الحديث مع أي حقيقة علمية ثابتة في علوم العصر الحديث مثال علي ذلك أحاديث ختان الإناث الذي ثبت طبيا ودينيا ضرره ومنعته وزارة الصحة في مصر والعالم مؤخرا وكذلك ثبت أن الحديث الذي ورد بشأنه هو حديث موضوع مكذوب . وللأسف أن كثير من وعاظ الوهابية وأشياعهم من أنصاف المتعلمين في الفضائيات الدينية المغشوشة والمزورة والمتاجرة بالدين وبعض الناس في القرى والمدن في بعض الدول العربية والإسلامية ما زالوا يتمسكون بموضوع ختان الإناث مثل مصر والسودان مع أن الختان ليس من الدين في شئ وهو مخالف للصحة وضرر علي الفتيات والنساء وهؤلاء المتمسكون بأحاديث الختان المكذوبة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم إنما يتمسكون ببعض كتب مخالفة للدين ويقومون بعبادتها وذلك من النقل منها وحفظها وترديدها مثل طائر الببغاء مع أنها مخالفة للدين والحياة كذلك حديث الذبابة من الأحاديث الباطلة التي يتمسكون بها ويعتبرونها من المعجزات في العصر الحديث في خيالهم المريض . والخلاصة أن حديث الذبابة من الأحاديث المكذوبة والموضوعة والتي دست علي النبي عليه السلام بعد وفاته فالرسول الكريم سيدنا محمد لا يقر بهذه الخبائث أبدا والتي تسبب الأمراض للناس في كل وقت وفي كل مكان وهذا الحديث مخالف لنصوص القرآن الكريم كما قلنا عاليه ومخالف للذوق العام والطب والعلم ففي الحديث الصحيح المتفق مع القرآن والعقل والمنطق السليم قال أحد الصحابة للرسول الكريم ( كيف أكون مستجاب الدعوة يا رسول الله فقال الرسول له ( أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ) رواه الترمذي والسيوطي والطبراني وغيرهما . فالحديث يأمر بطيب الطعام والشراب وطيب الطعام والشراب يكون بمال حلال وأن يقوم الناس بإعداد الطعام والشراب وذلك بنظافته بالماء الطاهر وإعداده وطبخه علي النار بطريقة سليمة وصحية في ماءه وملحه وتوابله وخضاره ولحمه وكذلك إعداد الحلويات والمشروبات بطريقة سليمة في إعداد معاييره من دقيق وسكر وغيرها من المواد الاخري الخاصة بعمل الحلويات والمشروبات والعصائر حتى تكون هذه الأطعمة وهذه الاشربة تكون أكلات صحية سليمة ويتذوقه الإنسان في أحسن تذوق وأشهى طعام وتكون أكلات ومشروبات سليمة ومفيدة لجسمه وصحته ويكفي هذا الحديث وهو (( أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة )) في الرد علي حديث الذبابة المكذوب والموضوع زورا علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وبالله التوفيق .
#عبدالعزيز_خليل_إبراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القنوات الأرضية تخفي جرائم الإخوان ضد المصريين
-
أوباما يطالب الشعوب العربية الثائرة بالديمقراطية بعد أن لبسه
...
-
عجائب الألفاظ اليومية التي تدور بين شباب اليوم
-
أمثلة شعبية من كل قارات الدنيا تهين المرأة التي أكرمها الله
...
-
التهنئة بعيد الكريسماس للإخوة المسيحيين في الشرق والغرب
-
مشايخ ينشرون فقه وحوش الغابات
-
تهنئة الأخوة المسيحيين من آداب الإسلام
-
الوهابيون ينشرون الفرقة بين المسلمين للمستشار أحمد عبده ماهر
-
الشهداء ضحوا بأرواحهم الطاهرة من أجل حياة كريمة وليس بدستور
...
-
سب المفكرين من أهل الفكر المستنير عيب يا عبد الله خلف مقالة
...
-
دعاة قهر الشعوب لا يحبون العيش في نور الحرية
-
أسئلة وأجوبة حول مشروع الدستور الجديد للمستشار أحمد عبده ماه
...
-
شيخ الأزهر لماذا لم تقول كلمة الحق للسلطان الجائر والدستور ا
...
-
مدينة الانتاج الإعلامي لا تخاف من عجل أبو إسماعيل
-
مدينة الأنتاج الإعلامي ورجالها ونسائها لا يخافون من إرهاب عج
...
-
مصارعة المحترفين بين الحقيقة والتمثيل (1-2)
-
إيذاء ذو العيوب الخلقية إعتراض علي صنع الله
-
الفن السينمائي رسالة ياشيوخ الكذب والتلفيق
-
أجهزة المحمول كشفت نوايا الناس في العالم
-
الفن من أعظم النعم والمواهب علي الإنسان
المزيد.....
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
-
إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق
...
-
مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو
...
-
وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
-
شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
-
فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي
المزيد.....
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج
/ توفيق أبو شومر
-
كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
كأس من عصير الأيام الجزء الثاني
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية
/ سعيد العليمى
-
الشجرة الارجوانيّة
/ بتول الفارس
المزيد.....
|