أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - العالم سيكون افضل حينما يكون لادينيا















المزيد.....

العالم سيكون افضل حينما يكون لادينيا


احمد داؤود

الحوار المتمدن-العدد: 4028 - 2013 / 3 / 11 - 14:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ولإن كنت اشد المناديين بفكرة استئصال الاديان .الا ان اللادينية التي اعنيها هنا ليست تلك المرادفة لكلمة الالحاد .او لفكرة ابعاد الدين عن حياة البشر .وانما هي اقرب للعلمانية التي تدعو للفصل بين ماهو ديني ودنوي باعتبار ان الاول شي خاص بين الانسان وتلك القوي التي يعتقد بانها انزلته .بينما الثانية لكل الناس غض النظر عن مستوي تفكيرهم او توجهاتهم السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية والجنسية .

ولكن لماذا اعتقد بان العالم سيكون افضل حينما يكون لا دينيا؟.

الصراع بين الانسان واخيه ليس وليد الصدفة ,ولاهو نتاج بروز فكرة الدين .قبل ان تبرز الاديان كان الصراع بين الانسان واخيه موجودا. وليس غريبا في ظل تلك البيئة ان تجد من يسعي للسيطرة علي الاخرين واخضاعهم. ولكن مثل هذا الصراع يمكن معالجته او احتوائه .لانه لا احد مفوضا من قوة عليا .او انه يمتلك الحقيقة المطلقة التي تخوله لان يفرض توجهاته علي الاخرين اويخضعهم بالقوة .

بيد ان بروز الاديان ساعد علي تاجيج هذا الصراع .فان كان صراع ما قبل الاديان قابل للاحتواء والمعالجه ,فان مابعده غير قابل لذلك .والسبب يعود الي اشراك الاله او جعله طرفا من اطراف الصراع . فالاله في ظل هذا الوضع هو الذي يحرض للعنف والقتل .وبما ان كلما هو الهي صائب حسبما يعتقد المؤمنين بالاديان فلا يمكن باي شكل من الاشكال ان تقنع مثل هؤلاء بالتخلي عن فكرة الاعتداء علي الاخرين او اكراههم ؛ وهكذا يستمرون في الاعتداء مقابل ان يدافع المعتدي عليه عن ذاته .وبالتالي حتمية استمرار الصراع حتي هلاك الانسانية .

اي صراع حينما يكون بين الانسان واخيه يمكن احتوائه .اما حينما يكون بين الانسان واخر يتحدث نيابة عن الاله فهو يصعب معالجته او احتوائه . وكلما يشهده العالم من دمار وخراب وانحدار اخلاقي وصراع بين الاخوة يمت للدين بصلة سواء كانت مباشرة او غير ذلك .

يذخر السودان بمجموعات ثقافية وعرقية تختلف فيما بينها في الكثير من الجوانب . وابرزها العرب والافارقة اصحاب المعتقدات المحلية .ولقد ظلت تلك المجموعات تعيش في سلام نسبي لفترات طويلة .ولكن ما ان برز "الاسلام " الي حيز الوجود حتي اندلعت شرارة الصراع بين ذات المجموعات .

ويمكن ان نقول ان الصراع بداء حينما غزا القائد المسلم وكاتب الوحي عبدالله بن السرح حينما غزا بلاد النوبة واقسرهم لدفع اعداد كبيرة من " العبيد " بجانب مجموعات من المواشي والاموال. ومنذ تلك الفترة عمل المسلمين بكافة الاشكال علي اعادة انتاج الاخرين داخل ديانتهم وثقافتهم باستخدام موسسة الدولة .واكتمل الامر بصعود حكومة الجبهة الاسلامية علي سدة الحكم والتي استنسخت فكرة الجهاد التي ابتكرها محمد .حيث سمحت لمليشاتها من المجاهدين بالاعتداء علي المواطنين العزل وحرق قراهم واغتصاب نسائهم عنوة بحجة انهن "ملك يمين " ورفضت في ذات الوقت فكرة حق الاخرين الذين يختلفون معها في الاعتقاد حقهم في الحكم .واشترطت ان يكون الحاكم مسلم .ادي ذلك في المقابل الي تمسك المجموعات الاخري بالدفاع عن ثقافاتها ومعتقداتها مما ساعد علي تاجيج الصراع .وبعد صراع طويل بين المسلمين والمسيحين انفصل الجزء الجنوبي عن الوطن وكون دولته المستقلة.

قد يقول قائل بان الدين ليس سببا في انفصال جنوب البلاد .ولكن هذا خطا.فلولا تمسك المسلمين بفكرة اسلمة الاخرين لما حدث كل ذلك .وفي كل الاتفاقيات او المفاوضات التي كانت تجري بين حكومة الجبهة والحركة الشعبية لتحرير السودان الممثل الشرعي لشعب الجنوب في كل تلك المفاوضات كان موضوع الدين هو العامل الاساسي في عدم تقريب وجهات النظر بين اطراف النزاع .

العالم اليوم منقسم الي تكتلات .فكل اصحاب معتقد او ديانة ترفض الاعتراف بالاخريات .مثلا المسلمين يعتبرون بانهم الافضل .وبالتالي فانهم الوحيدين الذين يحق لهم التحدث باسم الاله باعتبار ان الدين عندالله الاسلام .ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلم يقبل منه ."ولم يقبل منه " هذه يمكن تأويلها كالاتي : عدم قبول في الدنيا والاخرة ؛ في الدنيا عن طريق اخضاع غير المسلمين بالقوة .وتخيرهم بين الجزية والحرب علي قاعدة " قاتلوا....حتي يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ". وفي الاخرة عن طريق ادخالهم الي النار.لم يقبل الثانية اي الاخروية غير سالبة او ذات اهمية .اما الثانية فهي سالبة وضارة لانها تستهدف ارواح الاخرين وتدعو الي استئصالها.

اما المسيحين فهم في المقابل يشاطرون المسلمين ذات الاعتقاد .باعتبار انه لارسول بعد المسيح .وبالتالي يصبح محمد من ضمن الذين وصفهم الاول "بالانبياء الكذبة والمضلين ". وكثيرا ما تصور الموسسات المسيحية كثيرا ما تصور المسلمين كارهابين ودعاة عنف. كما يعتبرون اليهود "قتلة نبيهم ".

بينما يتوجس اليهود من المسيحين والمسلمين .ويعبرون انفسهم شعب الله المختار .ويرفضون في ذات الوقت اي فكرة تاتي برسول خارج بيئتهم الثقافية والعرقية.

ومثل هذا الاحتقار المتبادل او قل عدم الثقة قد يبشر بمصير غامض . ولكن تخيل عزيزي القاري كيف سيكون حال تلك المجموعات مالم يوجد "الاسلام او المسيحية اواليهودية "..هل هنالك مسلم يسعي الي قتل الاخر المختلف .او هنالك مسيحي يصف محمد بالكاذب .او يهودي يعتبر ذاته افضل خلق الله .

"دينق" شاب نشا في اقصي الجنوب السوداني .وينتمي لقبيلة الدينكا التي تؤمن باحدي الالهة المحلية . احب دينق فتاة شمالية تؤمن بالاسلام .واتفقا علي الزواج . بيد ان الاسرة رفضت ذلك .وحينما اصر الطرفان اعلن والدي الفتاة "بان الاسلام يحرم زواج الاخرين من مسلمة " واستدلوا بنص من القران يقول " لاتنكحوا المشركين حتي يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من عبد مشرك.....".

وادي ذلك الي انتحار الفتاة ..بينما اصيب دينق بمرض نفسي وضع علي اثرها باحدي المصحات . وهنا يبرز السؤال : كيف سيكون مصير دينق وحبييته مالم يحتكما للدين ؟ الاجابة بالطبع انهما سيتزوجان ويعيشان في سعادة ومحبة بل سيكونا السبب في تلاقح العنصر الجنوبي ذو الملامح الافريقية مع العنصر الشمالي ذو الاغلبية العربية .

الاديان تمنحنا تفسيرا خاطئا للكثير من الظواهر الكونية .الاسلام علي سبيل المثال يعتبر بان الارض مسطحة وممدة "الم تر الي الارض كيف سطحت " " ومددنا الارض مدا"كما ان ذات الدين يؤكد بان هنالك سبعة كوكب ارض ومن السماء مثلهن .
في الكتاب المقدس نصوص تشير الي ان الارض مركزية الكون .بينما اثبت العلماء بان الشمس هي مركز الكون . اذا ما سلمنا جدليا بصحة تلك الافكار فكيف سيكون مصير البشرية ...

الانسان قد يكون شرير .الاان اعتناقه لدين ما جعله اكثر شرا .انظر الي حال المسلم قبل اعتناقه للاسلام وستدرك صحة ما اقوله . ففي الجزيرة العربية مثلا كان العرب يعيشون في سلام نسبي رغم انهم كانوا يختلفون في الاعتقاد والتفكير والتوجه السياسي . والجيد في الامر انه لاشخص يسعي الي فرض ما يؤمن به علي الاخرين .فهنالك من يؤمن بالحجر والنار ومن لايؤمن باي شي .لكن لم يفكر احدا في اكراه الاخرين او اقسارهم ليعتقنوا معتقده .
بيد انه ما ان برز الاسلام الي الوجود حتي اندلعت الصراعات الدينية والمذهبية .لماذا :لان الاسلام يشجع علي ذلك .حيث يدعو الانسان للاعتداء علي اخيه واكراهه ليؤمن بما يؤمن به هو.

في السودان مثلا هنالك عدة حضارات قبل دخول الاسلام .ومن هذه الحضارات مثلا حضارة النوبة والفور وغيرها من الحضارات الاخري .ولقد كان لكل منها قيمها الثقافية ومنظوماتها السياسية والفكرية . وتشجع تلك الحضارات علي احترام ارادة الانسان وكرامته وحريته الشخصية . ولكن ما ان اعتنق شعوب تلك الحضارات الاسلام حتي اصبحوا يتدخلون او يتحكمون في تقرير حياة الاخرين .فاذا مارس شخص ما الجنس مع حبيته علي سبيل المثال جلد مائة جلدة .والاسواء من ذلك انهم استبدلوا عقوبة السجن التي كانت شائعة عندهم بعقوبة القطع عملا بوصايا الاسلام التي تلعن "السارق والسارقة فاقطعوا ايديهما " "انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ان تقطع ايديهما وارجلهما من خلاف.".

كثير من المؤمنين لايستطيعون او لايرغبون في التخلي عن دياناتهم .كما اني لست مفوضا من الاله لاقوم بذلك رغم اني من المناصرين بشدة لفكرة استئصال الاديان عموما حسب ما اشرت سابقا . لذلك فلابد من ايقاف الدين عند حده طالما ان اتباعه لا يرغبون في التخلي عنه رغم انهم يدركون خطا الكثير من تعاليمه وافكاره . ولكن يبرز السؤال : مالذي اعنيه بكلمة ايقاف الدين عند حده .ايقاف الدين يعني ان نجعل العالم او قل مؤسساته لا دينية .كيف :جعل الدين خاص بين الانسان وبين تلك القوي التي يعتقد بانها انزلته .

فانا مثلا لا استطيع ان امنع شخص ما من الايمان بما يراه صائبا ؛اي بمعني اخر انا لا اتسطيع ان امنع المسلم الا يؤمن بفكرة ان هنالك سبع سماوات حسب ما يخبره القران .ولكني استطيع ان امنعه حينما يقسرني لاؤمن بذلك .كما اني لا استطيع ان امنعه من فكرة ان الهه يحرضه لقتالي .بيد اني استطيع ان امنعه حينما يطبق ما يؤمن به علي ارض الواقع ؛اي حينما يحاول قتلي .

اذا ماقبع الدين داخل معبده وابتعد عن الشئون العامة .واذا ما التزم اتباعه بالايمان به داخل قلوبهم دون ان يطبقوا تعاليمه السالبة علي ارض الواقع .اذاما فعلوا ذلك سيتطور العالم الي افضل .اما اذا ما فعلوا خلاف ذلك فيستمر الصراع .بل وسيظهر في القريب العاجل من يتنبأ بهلاك البشرية.



#احمد_داؤود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفارقة ...مسلم وعقلاني ....مسلم ومستنير
- الله ...لست ملزما للايمان بك
- رجال الدين ..الوجه الاخر للشيطان
- ماذا منحكم الاسلام حتي تدافعوا عنه؟
- الاسلام والمسلمون يتفنُون في مصادرة الحقوق والحريات
- لاحياة دون تسامح وتقبل الاخرين
- احترموا حرمة اماكنكم المقدسة
- الفكرة قبل القوة
- محمد والتعامل بسياسة ردود الافعال
- نرغب في ديمقراطية حقيقية وليست شكلية
- الي ماذا يدل استدلال المفسرين بالشعر؟
- لا خوف علي العروبة والاسلام
- فلنتفق قبل ان نسقط النظام
- -الله- بري من محمد
- عذرا ايها المسلم..لا نسعي الي استئصالك
- نحتاج وطنا ..لا حكومة تدخلنا الجنة
- السودان..النضال المسلح..ضرورة فرضها الواقع
- هل يخاطب الاله عباده بمبهم الكلام؟
- محمد في التوراة والانجيل
- يطلبون الاحترام ولايحترمون الاخر


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - العالم سيكون افضل حينما يكون لادينيا