أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سلام ابراهيم عطوف كبة - الحكومة التركية وعقلية القرن التاسع عشر















المزيد.....

الحكومة التركية وعقلية القرن التاسع عشر


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 1159 - 2005 / 4 / 6 - 11:27
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تركيا ركيزة أساسية من ركائز الأمن الإقليمي في الاستراتيجية الغربية والأمريكية على وجه الخصوص. وهي تكتسب الأهمية مع تعاظم غطرسة القوة، وأمركة العولمة، وبقائها في قبضة المؤسسة العسكرية. وتلعب تركيا الأوراق المتضادة عبر الساحة العراقية فتثير متعمدة بين الحين والآخر تبعية الموصل الى تركيا وإطماعها في نفط كركوك ومشاريعها الكونفدرالية لابتلاع شمال العراق. وتنتهك قواتها العمق العراقي متى ما اقتضت مصلحتها الأمنية.. وتعبر تصريحات قادتها العسكريين ووزراء دفاعها عن جوهر النهج والسياسة العنصرية ضد الكرد..( بلاغ المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكردستاني في 26/8/2002) حيث اللعب على ورقة العلاقات معهم! وعليه لا تزال النافذة العراقية هي المفضلة لدى تركيا في سبيل حماية مصالحها وامتيازاتها الاقتصادية بعلاقتها المستمرة مع النظام العراقي البائد سابقا وحكومة المركز في بغداد ، وترسيخ مفهوم الحزام الأمني في شمال العراق ، وكسب المواقع المتجددة دوما في سياق النظام الدولي الأحادي القطب عبر حروب المياه والتحالف مع إسرائيل.
وتلعب تركيا أيضا بورقة المحيط العربي والإسلامي كلما استدعت الضرورة مما الحق الضرر بالمصالح التركية. وكلما مالت تركيا الى الغرب أكثر.. كلما تمنع الأخير أكثر، مما خلق عندها التذبذب والازدواجية وانشطار الهوية! ويدرك الاتحاد الا وربي ( EU ) استحالة انضمام تركيا لعضويته لاختلاف المفاهيم والثقافات وأنظمة الحكم! هكذا يحصل ارتداد التوجهات. وتحاول تركيا تعويض خيبة أملها في اكتساب عضوية الاتحاد الأوربي وتحميل الغرب تركيا مسؤولية المذابح بحق الأرمن مطلع القرن الماضي بالأوهام العثمانية الجديدة والطورانية وأساطير الأحقية التاريخية في هذه المدينة او تلك وتشويه مواقف الكرد القومية..
تركيا الدولة الخامسة في العالم في شراء الأسلحة والدولة الثانية بعد إسرائيل في التزود بالمعدات العسكرية الاميركية.. وبلغت الاغتيالات السياسية فيها عام 93-1994 فقط ( 3200) ضحية. وقد أمر وزير الدولة التركي لحقوق الإنسان بقصف القرى والبساتين في جنوب شرق تركيا بالطائرات والمدفعية مما أدى الى هجرة حوالي مليون كردي الى محافظة ديار بكر.. لكن الرئيس الامريكي الأسبق ( بيل كلينتون) امتنع عن الاستجابة لمطالب جمعيات حقوق الإنسان بتعليق بيع الأسلحة الاميركية الى تركيا والتي تقوم بتوجيه 80% منها الى صدور الأكراد!.

• يغازل كرد العراق ويغض النظر عن سحق كرد تركيا

إنها السياسة الاميركية التي كانت ولا زالت وستبقى على جوهرها المعادي للتطلعات الوطنية التحررية لشعوب المعمورة.وقد اضطلعت تركيا بدور مهم في الاستراتيجية العسكرية الاميركية منذ صعود الطغم العسكرية الى السلطة ليوكل لها دور لم تحلم به حتى إسرائيل ! . في تركيا الجيش هو حامي النظام العلماني دستوريا مما خلق لها مشكلات معقدة على الصعيد السياسي. وقد كرس ( أتاتورك) هذا الامتياز الدستوري عبر هيمنته على مجلس الأمن القومي وهو أعلى سلطة قرار في الدولة ، وقام الجيش بإسقاط 4 حكومات منذ عام 1960 ناهيك عن حصوله على 30 % من إجمالي الناتج القومي. وهو يقف خلف الجهاز المدني الحاكم ويحدد سقف حركة النظام والمجتمع!
بقيت تركيا مدنية بالظاهر عسكرية بالجوهر. ويتدخل الجيش عندما يحس ان دوره في خطر وعند المنعطفات، والضوء الأخضر الاميركي والغربي! واستثمر الجيش القضية الكردية لإحكام قبضته على الأوضاع السياسية في البلاد وفرض مواقفه على المؤسسة السياسية. كما استثمر الجيش بروز التيار الإسلامي المنظم باعتباره خطرا على العلمانية ، واخذ الجيش التركي دوره في سياق الاستراتيجية الاميركية عبر التعاون مع إسرائيل لتغطية ممارساته السياسية والعسكرية. واتخذت الولايات المتحدة من قواعدها العسكرية في تركيا وبالأخص ( انجرليك ) مراكز انطلاق لحماية الملاذ الأمن في شمال العراق والدوريات الجوية فوق العراق قبل احتلاله بالكامل الى جانب استغلالها السماء التركية وأجوائها لتحليق الطائرات الاميركية في أي وقت ودون استئذان مسبق! عليه تعتبر العلمنة على الطريقة التركية أي تحت حكم العسكر دستوريا السياسة التي أجلست وتجلس الفلاسفة العثمانيين الجدد على نفس الخازوق العلماني العبري القديم!
تعيش تركيا بين دوامة ألازمات السياسية المتتابعة وتعدد سيناريوهات مرحلة ما بعد بولند اجويد! ويبدو ان التركيبة الحكومية التركية الحالية هي الأفضل لإبداء التعاون المطلوب مع المخططات الاميركية ..... لكن نظام القسر وإخضاع المجتمع والدولة لخياراته أدى ويؤدي الى تشابك العوامل السياسية والاقتصادية وتراتباتها وبقاء تركيا في قبضة المؤسسة العسكرية وانتعاش الاستقطابات الإسلامية والعلمانية والطائفية والقومية والاجتماعية، والاستقطاب بين النزوع الأوربي والنزوع الطوراني.

• مطالبة تركيا بالمشاركة في العمليات العسكرية

طالبت واشنطن أنقرة بإلحاح بدعم عملياتها العسكرية ضد العراق الربع الاول من عام 2003 في الوقت الذي يواجه الإصلاح الاقتصادي وبدعم صندوق النقد الدولي الأخطار الحقيقية. وقد وصلت المحادثات المتعلقة بالقضية القبرصية الى مرحلة حساسة وباتت العلاقات مع الاتحاد الأوربي على المحك. ويؤكد الواقع ان بولند اجويد قد خسر ثقة الإصلاحيين ولم يبق معه سوى غلاة القوميين المتطرفين من أمثال صباح الدين جكماك - هذا الجنرال الذي أثارت تصريحاته غير المتوازنة ونواياه الشريرة ردود الفعل الغاضبة والاستنكار الواسع في أوساط الشعب العراقي في حينها !( كلمة إذاعة صوت الشعب العراقي للحزب الشيوعي العراقي في 26/8/2002) وحتى الآن لم تتدخل القيادة العسكرية كما هو متوقع .. وهي تجد نفسها بين فكي الرغبة في دعم الإصلاح والانضمام الى الاتحاد الأوربي ، وحقيقة ان تدخلها يأتي بنتائج عكسية على البلاد بأسرها.

• إحياء للمطامع القديمة

" الجكماكية" هي إحياء للمطامع الطورانية في مناطق ما وراء حدود تركيا الحالية في العراق. طورانية كانت أم عثمانية جديدة، تبقى إنها ليست من بناة أفكار ( توركوت اوزال) فقط بل تعبير عن تيار واسع في تركيا خاصة في صفوف القيادات السياسية والعسكرية. وهذا يعطي الانطباع بان تركيا باتت في خضم مشروع تعتبره تاريخيا يستهدف استعادة نفوذ عابر في شمال العراق والبلاد العربية. لكن الإبعاد الحقيقية للعثمانية الجديدة والطورانية التي تتسم بها استراتيجية العسكرتاريا التركية الحاكمة من خلف ستار مجلس الأمن القومي لا تقابل بمواقف حازمة من أصحاب الشأن العربي والكردي وحتى التركماني مما يفسح المجال واسعا أمام الطموحات التركية- الإسرائيلية في بلقنة الشرق الأوسط والعالم العربي على خلفية احتلال العراق .. كما لم تظهر الى الآن القوى الدولية اللازمة لكبح جماح "الثعلب" التركي الذي يعاني من أزمة مركبة تعتبر من تداعيات زلزال نهاية الحرب الباردة.. وإذ يستقوي النظام التركي على الكرد والعرب والتركمان معا ويحالف إسرائيل، ترفض الأخيرة مشروعات السلام ماضية في غيها بسلب ونهب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني دون رقيب او حسيب!
لم تتضمن مطاليب الكرد في شمال العراق إنشاء الدولة المنفصلة بل تركزت جلها في إقامة العراق الديمقراطي الدستوري الفيدرالي الموحد وضمان الحقوق القومية للتركمان والكلدو-آشوريين والقوميات الأخرى.. وهذا بحد ذاته يسحب البساط من تحت أقدام العسكريتاريا التركية!



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلاديس مارين نجمة وضاءة في سماء تشيلي والعالم
- السلطات تنفي عمالنا الأوائل إلى مدينة السليمانية
- عمال الطاقة الكهربائية في العراق وكردستان
- عمال الطاقة الكهربائية في العراق وكردستان
- مهما بلغ بك الفقر لا تطرق ابواب الشيخ ومولانا - العقلية الصد ...
- عشائرية ، طائفية ، فساد ، ارهاب في حقبة العولمة
- طورانية التشيع التركماني
- شركات النفط الأجنبية والراحل ابراهيم كبة
- اخش الاحمق.. ولا تخش العاقل!- إرهاب الدولة والإرهاب الدولي – ...
- اخش الاحمق.. ولا تخش العاقل!- إرهاب الدولة والإرهاب الدولي- ...
- الحرب سلام السادة ورغيف من طين_ ثقافة السلام في العراق وكردس ...
- المعلوماتية والحرب والجيش في العراق
- جرائم البعث ضد الانسانية - تهجير الأكراد اجراء منسي !* وجريم ...
- الى محمد الدوري مع التحيات - استذكار ، العقوبات المعدلة – ال ...
- طيف الطاقة الكهربائية في العراق ... بين الشعوذة والسياسة- ال ...
- الانفاليات وتحديات إنقاذ كوكب الأرض
- التنمبة والكهربة الريفية في العراق - القسم الاول
- التنمية والكهربة الريفية في العراق - القسم الثاني
- السنة الدولية للجبال تقليد يجب الحفاظ على مغزاه في كردستان ا ...
- الهجرة والتهجير واللجوء سياسة غدر الطغم- النخب الحاكمة في ال ...


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سلام ابراهيم عطوف كبة - الحكومة التركية وعقلية القرن التاسع عشر