أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هادي العلي - لماذا لا يصلح الدين والمعتقد الديني كاساس او قاعدة لبناء السلطةو الدولة














المزيد.....

لماذا لا يصلح الدين والمعتقد الديني كاساس او قاعدة لبناء السلطةو الدولة


هادي العلي

الحوار المتمدن-العدد: 4027 - 2013 / 3 / 10 - 10:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليعذرني القارئ اذ لا اريد الظهور كمتفلسف ولكن لمقتضيات الموضوع لا بد ان نمر بمقدمة فلسفيه مختصره عن تاريخ اعتناق الناس للدين على العموم وليس الخصوص .
ان مسيرة تطور الوعي منذ ظهور الانسان العاقل تثبت
ان ما يدركه دماغ الانسان هو الظواهر الناتجه من حركة الشيئ اوالماده ..فالمادة اذن هي مصدر وعي الانسان منذ البدايه ولكن وجود ما ليس هو مادي هو فرضية قديمة بقدم ظهور الانسان الواعي ولا زالت, لذلك ظهر الايمان بالاله كتعبير عن تلك القوى المؤثره في الشسئ أوالماده وحركتها من مصادر تكمن خارجها فكان يعزى كل اسباب الظواهر المبهمة أو المجهوله الى ما وراء الطبيعة التي يحيى فيها بما في ذلك ظاهرة اصل الحياة ومصيرها ,كما ان الانسان ان عحز عن تحقيق التغيير بوعيه فانه يلجئ الى الطقوس املا من تلك القوى الماوراء الطبيعه,ولقد اخذ ذلك التصور الماورائي يتقلص وقابلية الانسان على التغيير تزداد مع تقدم المعرفه حتى بات يختزل دور تلك القوى الماورائيه ,وقدتراكمت تلك التصورات واصبحت تراث ومنها تشكلت الاديان بما تحمله من اساطير وخرافات الا ان الانسان اخذ ينظر بعيدا في تلك الظواهر الماديه التي تتعاظم شانها عنده بما اكتسب من معرفه وعلوم , فتقدم العلوم اضاف عليه عبئ مجاهيل ضخمه جدا تتعلق بتكوين الكون والماده نفسها ومصدر نشوءهما ونشوء الحياة نفسها ومئالاتها فبدلا من ان تكون الارض والسما ء هي الوجود , دخلت في وعيه معرفة المجرات بملائينها وابعادها المليونيه ,فتغيرت لديه تلك الفرضيات لتتخذ موقعا آخرفي وعيه لفهم الوجود ولا زال الانسان واقعا تحت تاثير الوعي والوحي بالرغم من ما حققته المعرفه من تطور, ولا زال من المنطقي اليوم ان نعتقد بان مصدر الماده ليس مادي بالضروره فالماده لا تستحدث أي لا تخلق من العدم فمن اين جاءت اذن؟ هو سؤال منطقي سواء استخدمنا نظرية نهائية الكون او لانهائيته في تفسير ذلك والاجابة على السؤال , فان هذا الاستخدام هو بالحالتين بفعل عجز الدماغ عن ادراك ما ليس مادي وبالتالي فان ذلك يعيدنا الى حقيقة ان ما يدركه دماغ الانسان هو المادي ,فماذا وراء ما لا يستطيع الدماغ من ادراكه ؟ هنا ليس امامنا الا الفرضيه الاولى لوعي الانسان ...وهذه هي بالضبط مصدر الايمان الاول القديم والتالي المعاصر .
ان الفرضيه هي من قدرات الدماغ تتسع من المحدود الى المطلق وما الايمان الا فرضية في حدها المطلق وان بلوغها يضفي على الادراك الشعور بالوحي أي الايحاء المطلق.
أي ان بين الوحي والوعي مجال مطلق للانسان يتحرك ضمنه عقله بطبيعته الغريزيه الاجتماعيه المتنوعه وما الدين والفلسفه الا انعكاسا للعلاقات الجدليه الوحي -الوعي –الغرائز في المجتمع الانساني
فالدين تعبيرعن المخفي وله دواعيه الاجتماعيه منذ نشوء العائلة وتطور مع الزمن وتراكمت مفاهيمه في الازمنة والامكنة المختلفه عبر العشيرة والدولة لذلك فهو ظاهرة موضوعيه تعكس ارادة تنظيم الحياة بما يخدم طبيعة المرحلة التي يمر بها المجتمع وما تفرضه من القيود والتغيير أوالثوره.ويبقى تاثير الدين كمعتقدات متوارثه عبر اجيال في كل مكون اجتماعي فينعكس ذلك على طبيعة العلاقه بين المجتمعات فتتراوح حدة الاختلافات بقدر استغلالها في خدمة صراع مصالح الطبقات ولا يشترط ان يأخذ الصراع دوما صيغة الطبقه المتنفذه كطرف مع الجماهير في الطرف الاخر , فقد يتخذ هذا الصراع صيغة للصراع بين شرائح طبقيه متعادلة سواء كانت متنفذه أم جماهيريه ويبقى تاثير هذه الصراعات على المجتمع بقدر ما عليه المجتمعات من مستوى تطوري حضاري ,لذلك فالصراعات الدينيه في الامم المتخلفه اكثر حدة مما هي في الامم المتحضرة وهذا ما يشجع الطبقات الطفيليه الطامحه الى تاجيج تلك الصراعات لتحقيق وبسط نفوذها كما يشجع الدول الطامحه على استغلال تلك الصراعات من اجل زيادة في النفوذ مستفيدة من تلك الزعامات و الاحزاب الدينيه التي هي الاخرى تستهدف السطوة والسيطره والنفوذ, ان خارطة الاديان والمعتقدات الدينيه ستبقى مستقرة ولا يمكن تغييرها رغم تلك الصراعات فالمسلم يبقى مسلم والمسيحي يبقى مسيحي والشيعي يبقى شيعي والسني يبقى سني وهكذا ,لذلك كله نقول بكل وضوح ان محاربة الظلم الطبقي وتحقيق السلم الاجتماعي وحقوق الانسان في الوطن الواحد والدولة الواحده هووحده يصلح ان يكون ناظما ورائد ا للحركات والاحزاب السياسيه منطلقها احترام الاديان والمعتقدات الدينيه المختلفه باعتبارها ظاهرة انسانيه تشكلت ونمت عبر التاريخ وبغض النظر الى عقلانيتها او عدم عقلانيتها ,وبعكس ذلك فان الاحتراب الديني والمذهبي سيشمل حتى الفئات الوطنيه المثقفه وينسحب عليها وهذا ما نلاحظه اليوم فهي جزء من مجتمع العوائل والعشائر صاحبة الاديان والمعتقدات الدينيه المختلفه تاثرت بها منذ نعومة اظافرها الا ما ندر منها , وهكذا سيتعقد ويتعكر المجتمع والدوله الى ما يؤدي الى التمزق والفناء وبالتالي فشل العيش المتحضر المشترك وفشل دائم ينسحب حتى على العلاقات بين الاوصال الممزقه . لذلك لا يصلح الدين والمعتقد الديني كاساس او قاعدة لبناء السلطة والدولة في عصرنا الراهن .



#هادي_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى انظار المجتمع المدني ...هل للارهاب عشيره؟ حول ما يتعرض ل ...
- من خلاصة الخلاف السني الشيعي اين نجد الحل
- مفهوم حكومة الاغلبيه الديموقراطيه
- رأي حر...وماذا مع شعار امة عربية واحده ذات رسالة خالدة
- تساؤلات مشروعه .. ما اسس له حنا بطاطو وروج لها آخرون؟
- نحو فهم افضل لعلاقة الدين بالدوله الشرقيه
- المآل العراقي ومسألة الاجتثاث- دعوه خالصه
- الطائفية و الارهاب خندق واحد حتما
- الفرصه التاريخيه للعلمنه في اجواء ضحالة الخديعه
- حول البيان الشيعي الجديد تأملات وطنية يساريه في الصراع الطائ ...
- علاقة المادية بالايمان والدين
- علاقة الصراع الاجتماعي والفضيلة والتجديد
- الايمان والدين في خندقين متقابلين
- نحو يسارا مقارعا أولى الناس بالدين جوهرا
- الدين والقوميه وفشل اليسار


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هادي العلي - لماذا لا يصلح الدين والمعتقد الديني كاساس او قاعدة لبناء السلطةو الدولة