|
الوجه الآخر من العلاقة بين القياده الكردية والقوى الديمقراطية ( محافظة نينوى نموذجا )*
حسام رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 4026 - 2013 / 3 / 9 - 23:29
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
- منسق لجنة التيار الديقراطي في محافظة نينوى
تناولت صحيفة التيار الديمقراطي في إفتتاحية عددها المرقم 31 في 23 من كانون الأول 2012العلاقة بين القيادة الكردية والقوى الديمقراطية في العراق، خاصة في العقد الأخير من الزمن ،وهي قضية تثير اهتمام المتتبعين لتطور العملية السياسية وتوجهاتها بعد الإحتلال عام 2013 ،اذ لا يخفى على أحد إن إثارة المشاعر الطائفية والقومية وتأطير (مظلومية ) الشعب العراقي في ظل الدكتاتورية المنهارة بهذا الإطار ، قد أدى الى بناء العملية السياسية ومنظومة الحكم الناتجة عنها (كان باكورتها تركيبة مجلس الحكم في ظل سلطة الإحتلال) على أسس طائفية وقومية وما رافقها من صراعات كادت تودي بوحدة العراق وتهدد إستقلاله وسيادته الوطنية الى جانب كل مظاهر الفساد المالي والإداري والإنهيار الأمني ألذي قلما شهده بلد آخر في العصر الحديث . واذا كانت القيادة الكردية قد تمكنت من تحقيق إنجازات كبيرة في إقليم كردستان العراق ، إلإ ان تجارب الماضي والحاضر تأكد ان حماية هذه الإنجازات وتحقيق ما يطمح اليه الشعب الكردي في بناء نظام ديمقراطي قائم على أسس العدالة الإجتماعية سيبقى مرهونا بإقامة العراق الديمقراطي الإتحادي القائم على أساس الهوية الوطنية الضامنة لحقوق كل مكونات الشعب العراقي القومية والدينية والأثنية . لابد لنا أن نتذكر أن نضال القوى الوطنية والقومية الكردية من أجل حقوق الشعب الكردي في مرحلة الستينيات من القرن الماضي كان مرافقا لنضال كل القوى الوطنية والديمقراطية من أجل الديمقراطية والعدالة الإجتماعية ، وعبرشعار ( الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان) تعبيرا صادقا عن العلاقة التي لا تنفصم بين الديمقراطية وحقوق الشعب الوطنية بما فيها حقوق مكوناته القومية والدينية والأثنية . ومن هنا لابد أن ينظر العاملون في الحركة الديمقراطية والوطنية العراقية وجماهيرها باستغراب الى طبيعة العلاقة بين القيادة الكردية معها ، وهي علاقة لم تتعدى حتى الآن اللقاءات للتعبير عن العواطف الطيبة بين أطرافها ، فمنذ تأسيس التيار الديمقراطي العراقي كفصيل هام من فصائل الحركة الوطنية والديمقراطية العراقية صدرت عن القيادات العليا لأحزاب الجبهة الكردستانية وفي مقدمتهم السيد جلال الطالباني والسيد مسعود البرزاني رسائل تعبر عن الترحيب بتأسيس التيار الديمقراطي العراقي والتأكيد على أهمية وجوده في العملية السياسية ، الا أن إنعكاس هذه التصريحات لم يرقى الى مستوى الفعل للعمل والتنسيق المشترك لتحقيق ما يطمح إليه شعبنا العراقي بكل مكوناته في اقامة العراق الديمقراطي الإتحادي ، لا بل لم نجد لهذه المواقف ما نطمح اليه من تفاعل لدى المؤسسات الرسمية والحزبية في المحافظات والمناطق المختلفة التي تقع تحت تأثيرها أو إدارتها والتي ينشط فيها التيار الديمقراطي. ولكننا في هذا الصدد لابد لنا أن ننظر للعلاقة بين القيادة الكردية والحركة الديمقراطية من جوانبها المختلفة ومهمة كل أطرافها في تحمل المسؤولية الكاملة والتصدي لهذا الخلل من خلال إتخاذ المواقف المبدئية في تشخيص النواقص والأخطاء والممارسات السلبية ألتي ترافق عمل أطراف الحركة ألوطنية وألديمقراطية بما فيها أطراف الجبهة الكردستانية وإنعكاس ذلك على مزاج وأحاسيس الجماهير الشعبية التي نمثلها ونعمل من أجل الدفاع عن حقوقها . إن التغاضي عن ذلك ، لأي سبب كان ، سيسيئ قبل كل شيئ الى أطراف الحركة الوطنية والديمقراطية على المديين القريب والبعيد . وهنا لابد أن نتناول مسؤولية التيار الديمقراطي بأطرافه ومكوناته المختلفة ألذي كان انعقاد مؤتمره الأول وتأسيسه قبل أكثر من سنتين تعبيرا عن القناعة الراسخة لأهمية وحدة القوى والشخصيات الديمقراطية ، مستندا الى تجارب الماضي والحاضر القريب، إذ نذكر جميعا الجهد الكبير الذي بذله المؤتمر التأسيسي لوضع برنامج التيار الديمقراطي ونظامه الداخلي بصيغة تعزز وحدة مكوناته ورآها تجاه مختلف المهام الوطنية ، بإعتبار ذلك حجر الزاوية في تعزيزعلاقته مع جماهير الشعب والقوى الوطنية التي يطمح التيار الديمقراطي للتنسيق والتعاون معها. ان أي خلل في موقف التيار الديمقراطي في هذا المجال لن يولد غير مشاعر الإحباط والفشل وخطر العودة به الى الوراء . إن التأكيد على هذا الموقف إنعكس مثلا على دور التيار الديمقراطي في محافظة نينوى وما أنجزه خلال السنتين الماضيتين في تعزيز قاعدته وعلاقاته الواسعة مع جماهير المحافظة والقوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني الناشطة في مركزها واطرافها ، حيث توجه التيار الديمقراطي إنطلاقا من ذلك لدخول الإنتخابات المحلية المقبلة بهمة عالية للتحالف مع كل القوى والشخصيات الوطنية التي يلتقي معها في الهدف الرئيسي بالعمل لإقامة الدولة المدنية الديمقراطية الإتحادية وتحقيق العدالة الإجتماعية ـ وبالرغم من إن التيار الديمقراطي لم يتمكن من الوصول الى تحالفات مع كل القوى التي يطمح للتحالف معها كالجبهة الكردستانية والحركة الأشتراكية العربية لأسباب لا تتعلق بالتيار الديمقراطي ،الا أن التيار قد نجح في التحالف مع جبهة العمل والإنقاذ الوطني والتجمع الأيزيدي الحر للدخول في قائمة انتخابية موحدة لولا أن أحد مكونات التيار الديمقراطي قد إعتذر في اللحظة الأخيرة عن الإشتراك في القائمة الإنتخابية للتيار الديمقراطي لإلتزامه بالتصويت لمرشح أو مجموعة مرشحين في القائمة الكردستانية في وقت لم يكن التيار قادرا على معالجة نتائج هذا القرار بشكل سريع مما أدى الى عدم مشاركته في الإنتخابات المحلية لمحافظة نينوى ،حيث يدرس التيار موقفه الإنتخابي ومشاركته في التصويت من منطلقات أخلاقية ووطنية تجاه من تحالفوا معه. ان تطرقنا الى هذا النموذج في العمل الوطني للتيار الديمقراطي يأتي من الحرص على وحدة التيار الديمقراطي والإلتزام ببرنامجه الوطني ونظامه الداخلي التي لا نعتقد انها قابلة للتأويل والأجتهاد بصيغة تتعارض مع هذه الوحدة مع التأكيد على احترام إستقلالية مكونات التيار الديمقراطي ضمن هذا المفهوم، الى جانب ما نتج عن ذلك من احباط شديد لدى العاملين في التيار الديمقراطي وجماهيره ومؤيديه ، كما ان مثل هذه المواقف لن تجعل التيار الديمقراطي العراقي قادرا على معالجة ما نجده سلبيا في سياسة القوى الوطنية الأخرى في موقفها منه ما دامت بعض مكوناته تستجيب لمواقفها التي نراى انها إنعزالية لا تخدم وحدة القوى الوطنية والديمقراطية ، وهو ما ينسجم مع ما تناولته صحيفة التيار ألديمقراطي في علاقة القيادة الكردية بالتيار الديمقراطي ومسؤولية الجميع في الإرتقاء بها الى مستوى التنسيق والعمل المشترك في كافة المجالات الوطنية . - نينوى 1-2-2013
* ارسل الموضوع الى صحيفة التيار الديمقراطي في بغداد لغرض النشر بعد عرضه على لجنة التيار الديمقرطي في محافظة نينوى واعتباره يمثل وجهة نظرها ، الا ان الصحيفة رفضت نشره بتوجيه من المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي وهو ما يؤشر الى موقف خطير تجاه حرية الراي التي نعتبرها في التيار الديمقراطي من المهام الرئيسية التي نتبنا احترامها والدفاع عنها حتى وإن اختلفنا معها ، فكيف بنا ونحن نتعامل مع وجهة نظراحدى لجان فرع هام من لجان التيار الديمقراطي ساهم في تأسيسه وتعزيز موقعه عبرالسنتن المنصرمتين. إن هذا الموقف لا يمكن إلا أن يسيئ الى مصداقيتنا في احترام حرية الرأي والألتزام بميثاق التيارالديمقراطي ونظامه الداخلي ، وهو ما سنتصدى له ونعمل من اجل الألتزام به والدفاع عنه.
#حسام_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة في كتاب ( هذا ما حدث ) - عدنان عباس
-
وحدة الشيوعيين العراقيين أم وحدة حركة اليسار ألديمقراطي ألعر
...
-
طارق عزيز- ألحمل ألصدامي ألوديع!
-
ليرتفع شعار ألدفاع عن ألوطن ورفض ألاحتلال فوق كل ألشعارات أل
...
المزيد.....
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|