أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - ثورة في المملكة الأسدية














المزيد.....


ثورة في المملكة الأسدية


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4026 - 2013 / 3 / 9 - 21:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يحكم بشار الأسد سورية منذ نحو 13 عاما. ورث الحكم عن أبيه الذي كان حكم البلد بالقوة 30 عاما. الأب كان وصل إلى الحكم بانقلاب عسكري عام 1970، حبس العديد من رفاقه حتى موت أبرزهم بعد أكثر من عقدين في سجنهم.
كان الأب يعد ابنه الأكبر باسل لوراثته. لكن هذا مات في حادث سيارة عام 1994. فكان أن استدعي فورا الابن الثاني الذي كان يكمل اختصاصه في طب العيون في انكلترا. أقدم جمهورية في العالم العربي كانت الأولى في الانقلاب إلى حكم ملكي سلالي. كان مقدرا لمثل ذلك أن يجري في مصر وليبيا وتونس واليمن، البلدان العربية التي تفجرت فيها ثورات أطاحت بحكامها المزمنين.
متنافسا مع نفسه، فاز بشار الأسد في أول استفتاء على رئاسته للجمهورية الملكية بنسبة97.29% من أصوات السوريين البالغين. وبعد سبع سنوات تحسنت شعبيته، ففاز على لا أحد بنسبة 97.62% من الأصوات. ربما يقاس الفارق الانفتاحي بين طبيب العيون الذي درس نحو عامين في لندن وأبيه الجنرال الذي كان وزير دفاع سورية في حرب 1967 قبل أن يكافئ نفسه على أدائه المشين في تلك المواجهة برئاسة البلد في أن الأب كان يفوز بنحو 99.9% من الأصوات.
بهذا المعدل من تراجع شعبية رجال السلالة الأسدية جيلا وراء جيل ربما يلزم 500 عام قبل أن نصل إلى الأسد السادس عشر أو السابع عشر الذي يفوز فقط بنصف أصوات السوريين.
الأب الذي لم ينتحر بسبب عاره سينحر عشرات ألوف السوريين بعد سنوات. سيمسي العار وطنيا. ينبغي أن يكون جميع السوريين أذلاء لا كرامة لهم لإنقاذ كرامة رجل خسر كرامته.
المخابرات كانت مؤسسة الإذلال العام.
في جولة كبيرة أولى من المقاومات الاجتماعية والسياسية في أواخر سبعينات القرن تصرف النظام كقوة مستعمرة، وسحق المجتمع السوري كله، التنظيمات السياسية التي كان أنهكها نحو عقدين من الحكم البعثي، والحياة الثقافية والجامعات. وقعت العديد من المذابح في مناطق حلب وإدلب وغيرها، لكن من أبرزها مذبحة في سجن تدمر في صيف 1980، قتل فيها نجو 1000 من المعتقلين الإسلاميين إثر محاولة اغتيال لحافظ الأسد. وبلغ الذروة في مذبحة حماة في شهر شباط عام 1982، حيث يعتقد أن نحو 30 ألفا قد قتلوا.
وينسب إلى رفعت الأسد، شقيق حافظ وعم بشار، وكان بطل المذبحة، أنه قال إن حارسا ليليا يمكنه الآن أن يحكم المدينة التي اشتهرت بتمردها على الحكم البعثي منذ بدياته عام 1963. هذه الصورة، حارس ليلي يحكم مدينة، هي الحلم الذي تطلع إليه نظام حافظ الأسد بخصوص سورية كلها.
لم يبلغه.
في ثمانينات القرن العشرين وتسعيناته كان هناك عشرات ألوف السوريين في السجون والمقرات الأمنية المنتشرة بالمئات في أرجاء البلد.
في السجن مطلع عام 1985، بلغ من وقاحة النظام أن جلب صندوق اقتراع كي نصوت، نحن المسجونين سياسيا منذ سنوات حينها دون تهمة ودون محاكمة، لسجاننا الأكبر. رفضنا بأكثرية ساحقة. وتهيأنا للأسوأ الذي تجنبناه في النهاية بمزيج من المقاومة والحظ.
في عام 1992، لم يأتوا بالصندوق.
دين الحكم الأسدي هو البقاء إلى الأبد في السلطة. هذه هي عقيدته المقدسة الوحيدة. كل شيء آخر ينتمي إلى عالم الأدوات. طوال عقدين منذ الثمانينات كان الطلاب في مدارسهم والجنود في ثكناتهم يهتفون كل صباح: إلى الأبد، إلى الأبد يا حافظ الأسد! بدا أن الأبد انتهى عام 2000 بموته، لكن توريث الحكم كان دفاعا ناجحا عن الأبد في وجه التاريخ.
إلى حين.
الثورة التي بدأت في آذار 2011 كفاح مستميت ضد الأبد ومن أجل عودة التاريخ والعودة إلى التاريخ.
ومحاولة لغسل عار التوريث، على ما قال صادق جلال العظم قبل حين.
رفع الثائرون في وقت مبكر شعارا يقول: ما في للأبد، ما في للأبد/ عاشت سورية ويسقط الأسد!
شعار شبيحة النظام بالمقابل هو: الأسد أو لا أحد! أو في صيغة ثانية: الأسد أو نحرق البلد!
وهذا بالفعل هو البرنامج السياسي لحكم السيد بشار الأسد



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة أشكال للعنف في الثورة
- من مجتمع القضية الكبرى إلى مجتمع المشكلات الصغيرة
- -من بدل دينه فاقتلوه-!
- ثلاثة أشكال للنزعة السلمية في الثورة السورية
- استحضار كربلاء في -قلعة العلمانية-!
- عمر عزيز
- قطع رأس أبي العلاء
- عن الانتقال الديمقراطي والثورة الديمقراطية...
- ثورة أكثر، سياسة أكثر
- سورية الفلسطينية... -النظام- الإسرائيلي
- ... ولكن أين هو -الحل السياسي-؟
- هل هناك عرب في سورية؟
- تحطيم متعدد الأشكال للمجتمع السوري
- اقتراح معاذ الخطيب: خطأ إجرائي وصح سياسي!
- ما هي مشكلتنا مع -جبهة النصرة-؟
- المرحلة الأخطر في الثورة السورية
- الأسد أو لا أحد/ الأسد أو نحرق البلد: نظام العدمية السياسية
- المراقب المثالي والصراع السوري
- المنسى السوري... المنساة السورية
- في شأن -جبهة النصرة- والسياسة الملائمة حيالها


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - ثورة في المملكة الأسدية