|
الحوار النظيف .. مطلوب الان لوحدة وطنية مرجوة
خالد عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 1159 - 2005 / 4 / 6 - 12:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دردشة على فنجان قهوة قامت الحضارات .. كافة .. على الحوار ...! ودخلت الاديان الى القلوب عن طريق معرفة الله .. بحوار مع الذات .. اذ لااكراه في الدين .. وألعقل يرى الله .. والله لايرى بألعين .
وقد تميزت المعارضة العراقية .. بكثرة الحوارات .. وألمؤتمرات التداولية .. وتقاربت اوقاتها .. ثم بعد الاحتلال .. انتقل هذا الحوار الى عاصمة الرشيد .. بلد اشتهر في الحوار والاجتهاد الفكري وألتخريجات المذهبية والعلمانية .. كما هو معروف .. ان الحوار انواع :-
حوار وطني
حوار يخدم المحتل
وحوار يؤدي الى انصاف الضعيف من القوي
حوار تسلط وتهميش وأبعاد فئة يراد بها الابعاد
حوار علني وحوار وراء الكواليس وفي الدهاليز
وبرأيي .. ان كل حوار يجري بعمق السراديب حوار مريب .. اذ تكون قاعدته .. شراء الذمم وألمصالح وبيع الوطنية وألانتماء الى التربة .. والا لماذا ان يكون حوارا سريا في مؤتمرات علنية ..؟ كما حدث في مؤتمر لندن بأشراف مستشارون امريكيون .
لعب حزب المؤتمر .. برئاسة الجلبي .. ولعب مام جلال .. عن حزب الاتحاد الكوردستاني وبقية رموز .. ادوارا مهمة في تحالفات تصب في هيمنة الطائفتين الشيعية والكوردية .. لغرض تهميش السنة .. وبأسس مستوردة من البنتاغون .. هم انفسهم غير قانعين بها .. اذ في هذه التحالفات وضعت قاعدة : ان يرفع ثلاثة ملايين سني من الاكراد في حسابات التقسيم الطائفي وألمحاصصة في المراكز وألنفوذ .. ثم نفس الانسان الكوردي .. يعتبر عنصريا .. يعطى له .. بغض النظر عن المذهب .. حقوقا خاصة بعنصريته .. وأجتمع في ذلك الصيف وألشتاء على سطح واحد .. هذا التخريج الامريكي .. تخريج مخرب .. اذ شجع الهوس في اطراف التحالف على رأي غير مقدس وتحالف غير وطني لايجعل من الواقع مجالا بأستمرار فرضه على الساحة العراقية .. وهكذا نجد .. بما جاءت به الايام بعد هذه التحالفات اللآوطنية .. وهذا السيف الذي له حدين .. كيف ان اصطدم طرفي المعادلة بعضهم ببعض على المناصب السيادية وغير السيادية .. معتمدين على نفس النظرية الازدواجية واعطاء الكورد صفتين .. مرة كوردية عنصرية وأخرى سنية مذهبية .
الكل يعلم .. ان النظرية الفيزياوية .. اثبتت ان الاشياء الجامدة ذات الثلاث ابعاد .. لاتستطيع الاستمرار في الوقوف .. الا اذا كانت قاعدتها مسطحة ومستقيمة ..! وألسياسة ايضا تفرض .. ان كل ماتقربت الحالة الواقعية الى العدل وألنظرة المفتوحة .. كلما زاد واستمر وقت العمل بها .
اهناك عدل بتهميش السنة ولماذا ..؟
اينكر هؤلاء .. ان السنة قاطعوا الانتخابات وكانت مقاطعة المنتخبين ستة ملايين يمثلون السنة وثمانية ملايين من من اعطوا اصواتهم للشيعة بمباركة سيستانية .
ايكون هذا التحالف المصلحي مع الكورد .. يرتفع ويفضل على التعايش السلمي الوفاقي لمجتمع مثل العراق ..؟
بكل اسف نقول :- ان العراق وصل الى حالة الفوضى نتيجة الشد والجذب وألمناورات السياسية .. وفق تخيل انهم يطبقون فقرات قانون حكم الادارة المحلية التي كتبتها وأخرجتها ايادي سياسية اجنبية .. وفي هذا القانون كل جملة منه .. تملك ثلاث تفسيرات .. تسير بخط متوازي مع اربعة علامات استفهام ليشمل الغموض في الفحوى وألمحتوى لهذا القانون الرديء .
ان شعب العراق سيلعن من كتب هذا التشريع .. مرة .. وسيلعن من استغل هذا القانون لمصلحته الطائفية .. مرتين . . ان هذا الغموض في القانون وعدم وجود محكمة عليا دستورية لتفسير نصوصه .. والبت في الخلافات مع استغلال الحس الطائفي والمحاصصة وحب الذات وشهوة السلطة تؤدي الى حالة كارثية في الغموض السياسي .
ماهو مطلوب الان ..؟
المطلوب في هذه المرحلة .. هو العمل لتهيأة مؤتمر يجري فيه حوارا سياسيا يجمع كافة اطراف اللعبة الديمقراطية .. ومهما اختلف الرأي في المفردات وألتفاصيل .. ويكون هذا المؤتمر يتسم بما يلي :-
اولا: يكون المحاورون في قدرة على ترك الحس الطائفي وألعنصري ومبدأ المحاصصة وراء ظهورهم .. ويحملون نفسية الجلوس الى محاوريهم بحوار بناء يخدم القضية العراقية ويخدم الوحدة الوطنية بعيدا عن كل شيء يكدر ذلك .. وبروح نظيفة تساوي روح المؤمن الذي يريد اداء فريضة الحج .. روحا منزهة من كل شيء الا التقرب الى الله عز وجل .
ثانيا : يجب .. بعد تشكيل لجنة التنسيق .. ان يرتب جدول يدور الحوار حوله ولا يؤخذ دون طرح هذه النقاط ويجب ابعاد كل خجل او تردد في طرح هذه المواضيع المهمة . ثالثا : العمل على تشكيل لجنة تنسيق يقتصر دورها فقط على تهيأة المؤتمر التداولي للحوار الوطني .. وعند الاجتماع يملك الحاضرون حرية اختيار لجنة تقوم بمواصلة تطبيق النقاط التي نوقشت وصوت عليها من الحاضرين ويجب ان تكون هذه الجلسة علنية .. اذ ان هذا العلن والاعلام يؤدي الى توعية سياسية لكافة العراقيين المستمعين سواء كانوا في بريطانيا او في العراق .
حيث ان الحوار هو هاجس انساني وعامل حضاري كان ولازال مهم في تبديد سوء الفهم وعدم التوافق في الرؤيا لاجل رفع اي التباس او تضارب في الاراء او الحلول .. سواء كان على مستوى شخصي او عائلي او عشائري .. فهو يعتبر يمثابة جلسة تحكيم علنية .. وألتحكيم في القانون هو ان يعرض طرفي الخلاف لفكرة معينة قضيتهم علنية وبتجرد .. ويكون هناك مرجع لتقييم الوقائع والاحداث ليصار قرار وطنيا يخدم البلد .
العراق الان بحاجة ماسة الى ان يجلس عقلاء الناس الوطنيين الذين لا مثلبة فيهم عن الوطنية وحب العراق .. ليتحاوروا ويتناقشوا ويصلوا الى مسالك وحلول تؤدي الى المطاليب الرئيسية التي يطلبها الشعب التواق الى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وألامن السكاني .
اليس كل هذا مهم .. اليس كل هذا ما يجعل الناس يندفعون للقدوم الى لندن .. ويحضرون ويناقشون تحت قبة هذا المؤتمر .. بظاهرة سياسية صحية .. هي الخلاص الوحيد لما نحن فيه من مأزق .. وسيكون شيئا مهما في ان نحصل على دعما من قوى الخير والقوى المؤثرة وخاصة ادارة مجلس الامن .
#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا يتعمد البعض على تغييب الاثر السياسي المسيحي
-
لاشك .. ان الهاجس الوطني اسبغ على المعادلات الطائفية زخما كب
...
-
من يطلب ارجاع عقارب الساعة لنظام لم يسلم من آذاه وجرائمه ..
...
-
ماذا سيحدث بعظمة جيوشه بعدما يرحل الاحتلال وما مصير المتعاون
...
-
ما أصعب القيادة ما أصعب القيادة
-
ماهكذا تورد الابل ...!العدالة لها نبع واحد
-
قد يكون الدكتور علاوي فرس الرهان على استتباب الامن العراقي
-
في غياب العقاب القانوني الجسد الفلسطيني ملعبا للممارسات السا
...
-
يهود العراق .. لايحتاجون من يرحب بهم في الوطن .. العراق ولكن
-
بقعة سوداء في تاريخ العراق المعاصر اذا استمروا على تهجير الم
...
-
دهاليز السياسة تؤدي الى مخالفات لاتكون في مصلحة البلاد
-
يخطأ المطالبون بجعل الشريعة الاسلامية مصدرا وحيدا للدستور
-
العراق بنى قصورا من الرمال وجاء الاحتلال ليهدمها
-
دردشة على فنجان قهوة - كيف استطاع صدام حسين تجاوز واحتواء قد
...
-
الطريق الامثل في معاملة البعث في العراق
-
شروق أم غروب للحركة النقابية
-
صوت من أجل العدالة
المزيد.....
-
بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن
...
-
مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية
...
-
انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
-
أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ
...
-
الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو
...
-
-يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
-
عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم
...
-
فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ
...
-
لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|