أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حسين عجيب - الغضب رداء الجاهل














المزيد.....

الغضب رداء الجاهل


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4026 - 2013 / 3 / 9 - 11:53
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


الغضب رداء الجاهل

توقع ردود الأفعال الغاضبة تجاه العنوان, ومن مختلف توجهات الساسة, يجد تفسيره _ التوقع والغضب الناتج عن رد الفعل, في شيوع ثقافة الموت وسيادتها التي تدعو لليأس حتما.
هنا الموضوع ,بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف, في مركز حقل ممارسة الحياة_ التي تختلط في سياقها, التفاصيل والعناصر وأكثر الخلائط إثارة للدهشة والريبة معا: خلط التوجهات! لا خطأ في العبارة, كيف تختلط الاتجاهات؟
المثال الأبرز والأشمل على اختلاط الاتجاهات, سرعة تحول علاقات الحب والغرام إلى صراع صريح, بعدما تبرز التوجهات المتعددة والمتناقضة في الشخص الواحد, بعد العلاقة.
*
لا شيء اسمه الغضب.
هو مشتقّ_ نتيجة التحوّل في عواطف أولية( خوف, جهل, خيبة, غيظ) واختلاطها.
الغضب سلاح قاتل. لا شك في ذلك, يستخدمه كل البشر في فترة ما_ لكن قلّة نادرة منّا تكمل الطريق إلى النهاية, وتنظر بشكل فعلي إلى الوسائل عبر الغاية. بعدما نتجاوز حواجز الخوف والقرف والشفقة, يتكشّف الخوف في خطوطه وعناصره, يتكشف بؤس أبائنا وزعمائنا أخيرا.
النظرة من النهاية_ النتيجة بشكل عكسي وارتجاعي, تبرز بوضوح مساوئ الخوف والطمع.
هذه الصحوة دائما متأخرة.
*
أين جذور المشكلة؟ هل يمكنك المتابعة والكشف أكثر مع البقاء معلقا بين التجريد والصدفة؟
المشكلة _ تجربة شخصية
أعاني عمى الألوان, أرى كل شيء بالأبيض والأسود فقط.
طويلا أسأت الظن بالأهل والزملاء والمعلمين, وظننتهم يتآمرون ضدّي بالذات وشخصيا.
موقف الضدّ فظيع, أقصى الربح مع أقصى الخسارة في حزمة واحدة, لكنه متعب ويستنزف الطاقة بسرعة. بالأحلام والخيال المجنّح خبأت جهلي بما يراه الآخرون ويتفقون حوله.
بعدما تعالجت وشفيت, وصرت أرى ما هو خير لي وشر للآخرين وبالعكس, وأدركت فوائد الوقوف مع المنتصر, الجهر بالأخلاق الحميدة, المساعدة في الإجهاز على المرضى والضعفاء وبقية صفات الفرد الصالح لعشيرته وأهله....

دائما نعرف أنه كان الوقت المناسب بعد فوات الأوان
*
جوهر القضية النضج_ تفاوت درجات النضج ومستوياته في الشخص نفسه, وفي المجتمع.
عدا القوة الغضب ينسيك كل شيء الحكمة, التروي, البصيرة, النتائج البعيدة
_ كيف يستطيع شخص أن يتفهم فكرة لم يختبرها بنفسه
لقد عرفت الكثير من الغضب, والكثير الكثير من المشاعر المتقلبة_ وها أنا اليوم في عمر 53 سنة وأعرف بدقة ما اكتب عنه, لكنني خائف ومرتبك وأشعر بنقص ثقتي بنفسي, واعرف للمرة الألف وأكثر , الغرور على عكس الثقة بالنفس أما الغضب والخوف وجها عملة واحدة
*
لماذا الغضب....اليوم والبارحة وغدا وبعده, وحتى ينتهي العمر
تلك المشاعر المبهمة والمريعة أفسدت حياتي لنصف قرن. لقد عشت في قلب الجحيم.
أتعرف؟
لن أعيش لنصف ساعة من بقية حياتي تحت الخوف_ لن اسمح لتلك المشاعر المقززة أن تحكم حياتي ولو لنصف ساعة.
_ هذا وعد أم أمل أم حلم أم خطة حياة
بعد رؤية كم هي الحياة جميلة من موقف الحب_ يصعب, يتعذّر....العودة!
إنها تشبه عودة البالغين إلى عادة الزحف والدبيب بدل المشي_ لبقية حياتهم

_ كل موقف غاضب رسالتان: الأولى والأهم للداخل, إشارة نقص في النضج
*

التعود يتحول مع الزمن إلى تعلّق.
كل تعلّق يستنزف الطاقة الايجابية_ الاحتياطي الاستراتيجي للذات, وتجف الشخصية تحت جلدها في الغيظ والمرارة والغضب. لماذا؟
كل تعلّق يدمج عنصري الكراهية والحبّ على الأقل, بجانب الشك والقلق ونقص الثقة...
المثال الأبرز في التدخين
هل تحب التدخين؟
لا يمكن معرفة الجواب الصحيح إلا بعد التحرر من عادة التدخين
_ نعيش في الضباب ونزعم أننا نعرف, بعضنا يعتقد...ويصل اليقين إلى درجة القتل, للنفس أو الآخر . ولأن الحياة كلها بدون فرصة ثانية, ينكص البعض إلى الماضي الشخصي بلبوس الاجتماعي, ويهرب غيرهم إلى المستقبل البعيد والأوهام وكل ذلك_ كل ذلك للفكاك من ثقل الحاضر: الآن _هنا
نقتل الوقت. نضيّع الوقت. نتدبر الوقت. نمرر الوقت.....الوقت أليس نفسه العمر_ الحياة؟
*
مشتت وحزين لأعترف, سأعترف
لا خبرة لدي على الإطلاق كيف يكون الرجل الناضج, المحبّ, الشجاع, المتواضع.... الذي لا يؤثر على سلوكه ( قراراته وأفعاله وأفكاره) لا الخوف ولا الطمع أو الانفعال, بل ما يراه يتناسب مع العقل المتفتّح والحس السليم.
ولأكون صادقا: لم التقي هذا النموذج في الحياة السورية أبدا, لا في العائلة, ولا في القرية أو المدن التي تنقلت بينها ولا في المعارضة وبطبيعة الحال لا في السلطة.
وكلما تبادلت الكلام مع أحد, أو استمعت, أو قرأت
يغمرني الغضب
والآن ماذا يفهم من قراءة ما سبق؟
قلق والمزيد من القلق_ مع أن العنوان خادع, يعد بكشف الغضب وتبيان جذوره.
من عاش حياته متنقلا بين الغرف المؤجرة بدون يوم استقرار_ يفهم المشاعر وراء الكلمات والتعبيرات الواردة
كل غريب للغريب نسيب...
*
ربما أركب يوما طائرة
ربما أشاهد يوما المحيط
ربما أقرأ واكتب يوما بلغة جديدة
ربما أغادر يوما هذا الجحيم الذي اسمه سوريا_ بلا غضب أو ندم
*
كيف نصعد السلّم؟



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تعرف ين نفسك
- كتاب اليأس
- سؤال آخر
- الأجوبة ثانيا
- الأجوبة! لا تغير شيئا
- باقة زهر لوز لسوزان
- السوري الكاذب_نحليل ذاتي
- ثلاث اسئلة للأستاذ ميشيل كيلو
- لماذا سوف تفشل خطة الابراهيمي إلا بحدوث شبه معجزة
- 2011 سنة البوعزيزي_ نحن نتبادل الكلام
- 2011 سنة البوعزيزي11
- تكملة الشهر 10_ 2011 سنة البوعزيزي
- 2011 سنة البوعزيزي_2
- 2011 سنة البوعزيزي_3
- 2011سنة البوعزيزي_4
- 2011سنة البوعزيزي_5
- 2011سنة البوعزيزي_6
- 2011سنة البوعزيزي_7
- 2011سنة البوعزيزي_8
- 2011سنة البوعزيزي_9


المزيد.....




- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حسين عجيب - الغضب رداء الجاهل