النضال الجماهيري سبيلنا للتحرر والديموقراطية

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1158 - 2005 / 4 / 5 - 10:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

نداءات اصبحت اكثر حيوية بعد سنتين من اطلاقها وتجاهلها
دلتنا كل تجارب الماضي على ان اعداء شعبنا من امبرياليين وانظمة رجعية ودكتاتورية لايمكن ان تفي بوعودها ولاسيما وعود الادارة الامريكية للبشرية عموما ولشعبنا خصوصا فقد قدمت لشعبنا الحرية بقتلها لالاف المواطنين الابرياء باحدث الاسلحة الفتاكة وتهديم منجزات اجيال، والديموقراطية بالاف المجرمين المعدين والمدربين على اعمال القتل والنهب وما ينتظر شعبنا الافضع من جرائم العرب الافغان وامثالهم الذين تدربهم معاهد متخصصة في الولايات المتحدة كما يحدث في الجزائر. فلماذا الانتظار ؟ ومتى واين دخلت القوات الامريكية بلدا وخرجت منه؟ فالعالم يدرك والصحافة تكشف يوميا دور القوات الامريكية في كل ما يجري من فوضى واعمال سلب ونهب وما ترمي الادارة الامريكية منها من تبرير لاحتلالها للعراق وهيمنتها على شعبنا وثرواته..
ان شعبنا يدرك بان الامبريالية الامريكية والبريطانية منذ ثورة 14/تموز وحتى يومنا هذا تعد الخطط لتركيع شعبنا الذي تجرأ على حرمانها من الاستئثار بثرواته النفطية وعلى اجلاء اخر جندي بريطاني دنس ارض الوطن وقضى على حلف بغداد العدواني . فدبرت كل الانقلابات العسكرية حتى حققت النظام الدكتاتوري الفاشي وخططت لكل حروبه العدوانية وقصفت شعبنا باحدث واخطر اسلحة الدمار الشامل وفرضت اقسى حصار اقتصادي، كل ذلك اعدادا لهذا الهدف وهو الاحتلال المباشر للعراق. ونظمت حماية رأس النظام الذي قدم لها كل تلك الخدمات كما حمت لحد الان ابن لادن .
لاشك ان المهمة صعبة فقد عانت الاحزاب السياسية ولاسيما الحزب الشيوعي، ضربات موجعة لعقود عدة ولكن اصالة شعبنا وتجارب حزبنا فضلا عن اسناد كل القوى الخيرة في العالم وبعض الدول الكبرى التي بدأت تخشى من الهيمنة الامريكية ، ودول العالم الثالث، تعزز ثقتنا على قدرة شعبنا على دحر الاحتلال واقامة البديل الديموقراطي.
ويثبت شعبنا في كل محنة وكل انعطاف بانه جدير بحقه في تقرير مصيره فمنذ الاطاحة بالنظام الدكتاتوري ورغم كل الصعوبات والعراقيل التي تضعها قوات الاحتلال وفلول النظام المقبور، تندفع الجماهير لاقامة النظام الديموقراطي الذي يقوم على تأسيس مختلف اشكال المنظمات الديموقراطية والمهنية وعلى انتخاب مسؤوليها ديموقراطيا . فانطلقت الحركة النقابية الديموقراطية والحركة الفلاحية وكذلك الحركة النسوية وعمل الاطباء والمحامين والمعلمين على تشكيل نقاباتهم وانطلقت الاحزاب السياسية والصحافة ونظمت الجماهير مئات الوفود وعشرات المظاهرات .
وفي هذا الجو الغامر بالطموح المشروع لبناء العراق الحر الديموقراطي تصعد قوات الاحتلال وفلول النظام الدكتاتوري من وسائل ارعاب الجماهير باشاعة القتل والنهب والخطف والاغتصاب، ومواجهة التظاهرات السلمية بالرصاص واصدار عشرات القرارات المقيدة للحريات. ولجأت الى اسلحتها المجربة لتمزيق الصفوف على اسس قومية وطائفية، ولشل نصف المجتمع عن طريق تشجيع اعمال الخطف والقتل والاغتصاب ضد المرأة واصدار الفتاوى التي ترسخ عبودية المرأة والتستر بشعار انصاف المرأة.
واذ نهضت الجماهير العراقية في هذا المنعطف الخطر في تاريخ شعبنا بمهام رائدة، فعلى الاحزاب السياسية اللحاق بالجماهير واستئناف دورها كطلائع لهذه الجماهير والعمل على تعزيزوتطوير تنظيماتها وتعبئتها في النضال من اجل صيانة امنها وحماية ممتلكاتها، وتدريبها على ممارسة الديموقراطية في ادارة شؤونها. فهذه مهمات اساسية وآنية مرافقة وداعمة لوحدة القوى الوطنية وللنضال بمختلف اشكاله من اجل التحرر والديموقراطية، وتتطلب تنسيق النضالات اليوميا لجميع المنظمات الجماهيرية والربط بين اهداف منتسبيها والاهداف الرئيسية لشعبنا وفي مقدمتها جلاء قوات الاحتلال، وابعادها عن الانغلاق السياسي او القومي او الطائفي، او الهيمنة عليها، وتعزيز ثقتها بقدرتها من خلال نضالها على تحقيق اهدافها. وتطوير وسائل واساليب كفاحها وفقا لمتطلبات العصر ودعم صلاتها بمثيلاتها عالميا ففي عصرنا يشتد الترابط بين القضايا الوطنية والعالمية ويشكل التضامن والدعم العالمي عنصرا فعالا، وتطوير المبادرات الجماهيرية لضمان تحقيق اهدافها وتقديم الطلبات والشكاوى ليس لقوات الاحتلال فقط وانما الى المنظمات الدولية والانسانية واللجوء الى المحافل الدولية لتحقيق اهداف شعبنا والحيلولة دون استفراد قوات الاحتلال بمصير شعبنا.ان احفاد ثورة العشرين وابناء ثورة 14/تموز اهلا لقيادة هذه المهمة الجبارة، فالى النضال لتوحيد جميع قوى شعبنا الخيرة من اجل التحرر من الاحتلال وتنظيم امن وقوت الشعب، على الطريق نحو تحقيق وطن حر وشعب سعيد.
سعاد خيري في 20/6/2003

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات