إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1158 - 2005 / 4 / 5 - 10:16
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
من يعفو عن من ؟
إبراهيم اليوسف
ثمة كثيرون من أهلنا الكرد يهولون لموضوع الإعفاء الذي تم بحق المعتقلين
السياسيين الكرد الذين زج بهم وراء قضبان السجون السورية بعيد أحداث 12آذار ،
لدرجة أن الحماس دفع بعضهم لاعتقاد ما تم عطاء للكرد،ناسين مسألة مهمة أن
كلمة (العفو) بحدّ ذاتها هي بمثابة عقوبة أخرى لهؤلاء الشباب الشجعان الذين
اعتقلوا ظلماً ،وعدواناً.....
ومن هنا تماماً،فإن أي حديث عن" إعفاء" هؤلاء لا يأتي في سياقه الصحيح، ويعتبر
امتداداً لموجة العاطفة التي امتلكتنا جميعاً،ونحن نحبس دموعنا ونستقبل
أخوتنا،وأبناءنا الذين دفعوا ضريبة خطأ غيرهم وبرأيي ،أن هؤلاء المعتقلين
الذين أطلق سراحهم من حقهم أن يصدروا أولا يصدروا (قرار عفو) عمن اعتقلهم ، وعمن صمت،أو بارك
،أو سوغ هذا الاعتقال( ولا أتحدث هنا عن دماء الشهداء والجرحى ) ناهيك عن أن حقوق الكرد السوريين لا تنحصر البتة في ما
يتوهمه بعضهم مختصراً في رفع الإحصاء الجائر وما نجم عنه ، فحسب ، أو حفنة تربيتات على الأكتاف
لإغراقها في الخيلاء والحلم والتنويم
ومن هنا تماماً،فعلينا أن نقول الآن ونحن نقرأ الجراحات التي تركت في نفوس
أسر كردية اعتقل أبناؤها ،بل وضريبة – سنة كاملة – على اعتقالهم العسفي –
ناهيك عن دماء الشهداء الكرد،والتي آمل ألا ينساها أحد ونحن في غمرة – الفرح
الأولي – أجل أطلق صوتي عالياً:
من يعفو يا سادة ......عن......من....؟.مع أن هناك من شبابنا الكرد وشبابنا
السوريين ممن أمضى سنوات ضوئية وراء القضبان بناء على تقرير كيدي أو سوى ذلك
....
فتعالوا نفتح صفحات الماضي ، نقرؤها بدقة ،كي نؤسس لغد ومستقبل مهمين...
لا أن نجلد" الضحية" ونكافئ" ......المجرمين" أمثال "كبول" ومن لف.....لفه.....في
غمرة التصفيق....والنشوة.
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟