أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - النظرية العلاوية في السياسة















المزيد.....

النظرية العلاوية في السياسة


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1158 - 2005 / 4 / 5 - 10:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


البعثي يختلف عن الصدامي!؟ يريد علاوي أن يقنع العراقيين بهذا الهراء!!! فالبعثي شريف، والمقاومة البعثية شريفة، أما المجرميين هم فقط الصداميين!!!!
حقا إنه العجب العجاب!!!!!!
لقد ابتلع العراقيون الطعم الذي أعده لهم علاوي كما ابتلعوه من قبل بأنه الرجل القوي الذي ينفع لهذه المرحلة فمنحه الكثير من المغفلين بالإضافة للبعثيين أصواتهم الانتخابية، واليوم نسمع إن الشارع العراقي يكاد أن يكون فارغا من المارة بين الساعة التاسعة والعاشرة، ليروا تلك الوحوش الكاسرة التي تقتل بدم بارد والاستماع للاعترافات على شاشات التلفزيون، وبالفعل قد حقق علاوي بذلك نجاحا كبيرا كما حقق البعثيون ذات النجاح يوما ما حين اخترعوا تمثيلية أبو طبر الدموية في العراق ومرروا من خلالها أبشع الجرائم، حيث كان وقتها العراقي يحكم إغلاق بابه وتتناوب العائلات على الحراسات الليلية لمنع أبو طبر من اقتحام منزلهم، وكان يوم القبض عليه يوما عظيما في العراق، وإذا بأبي طبر بعثيا من المخابرات العراقية، وإن الأمر برمته ما هو إلا كذبة كبرى من أجل جر انتباه الناس عما هو أخطر من الجرائم التي كان يرتكبها البعث وهو يمهد لدولته الدكتاتورية التي صمدت بعد ذلك مدة خمسة وثلاثين عاما، ولو لم تسقط بأيد الصانعين، أو الآباء الشرعيين لها، لبقيت لحد الآن، بل ألف عام أخرى. كانت هذه المقاربة قد رصدها الدكتور عبد الإله الصائغ في مقالة ما أن تقرأ الكلمة الأولى منها حتى تجد إن المقالة قد انتهت لعذوبة لغة الشعراء، وهو منهم في الصميم، ولكن وجدت إن بيتا من الشعر كان لابد له أن يضاف، ولا أعد هذا تطاولا، بل شرحا لمعلقة.
الجميع كانوا من المرتزقة وسقط المتاع، بل حثالة المجتمع، وحتى ألائك الذين ربوا اللحى كانوا لوطيون بامتياز مساءا وفي النهار يطلقون فتاوى الموت للجميع، ويدعون إنهم يؤمنون بأن الله غفور رحيم، ربما كان الجميع من غير المتعلمين، ولو أردنا انصافهم، فإن البعض منهم كانوا من أنصاف المتعلمين، لكن المثير حقا في المسألة هو ان النماذج التي قدمت كانت بالكامل تدعي بأنهم اجبروا على الانخراط في صفوف الارهابيين، إما تحت تهديد السلاح المباشر أو تهديدهم بقتل أهاليهم، وهذا أسلوب بعثي بإمتياز، بالرغم من أن البرنامج لم يشر إلى ذلك صراحة، فقد كان صدام ومن قبله كل البعثيين منذ أن دخل هذا السرطان للعراق يستعملون هذه الأدات الفعالة فعل السحر لما تحمله من قدر كبير من النذالة والسقوط الأخلاقي والخروج عن كل قيم المجتمعات الانسانية منذ أن وضع حمورابي مسلته ولحد الآن. جميع الخلايا من أبناء مدينة واحدة أو حي واحد في مناطق آمنة لشراذم لا تعرف معنى للانسانية مكرسة كل ما عرفته للقتل ولا شيء غير القتل، وهذا السلوب بعثيا أيضا. الاعترافات تركز على العناصر العربية والدور العربي أو الدور الإسلاموي ولم يقدم اعتراف لحد الآن من أن الذين يقومون بهذه الأعمال هو البعث، وهذا ما يريد البرنامج أن يوصله للمشاهد، فهم إذا أبرياء، في حين نعرف تماما إنه القتلة ومن ويقف ورائهم بعثيين، فقد لاحظ ذلك الكثير من الكتاب والمحللين السياسيين وعلى رأسهم د حامد الحمداني.
البرنامج مخطط له بإحكام من قبل اعلاميين متمرسين، فهم يقدمون الحقائق دون التطرق للأب الشرعي لهذه العمليات وكأنها من صنع عابثين وحسب، أو في أحسن الأحوال إن من يفعل ذلك من هو خارج الحدود، سواء كان بعثيا أو دولة مجاورة، حتى إنهم لم ينسوا الشعر الشعبي المؤثر في النفس العراقية، هذا فضلا عن خطاب المحققين، ذلك الخطاب العروبي البعثي الذي لا ينسى التركيز على أحقية قتال الأمريكان بشكل غير مباشر حتى وإن كان الامريكان باقون برغبة من الحكومة والشعب، فحين يتحدث المجرم منهم عن قتله للأمريكان لم نسمع تعليقا من المحقق وكأن قتل الأمريكان واجب شرعي تقرأه من خلال جميع التحقيقات التي جرت، فالبرنامج لم يغطي على المجرم الحقيقي فقط بل ويتبنى فكرة أن المقاومة للمحتل مشروعة بالرغم من أن القوات المتعددة الجنسية هي أصلا باقية في العراق من أجل كبح جماح فلول البعث ومنع تدخل دول الجوار لصالح البعثين بشكل مباشر في العراق.
وهكذا نستطيع أن نقرأ من هذه الاعترافات على أنها وصفة تبعد التهمة عن البعثيين من أجل تأكيد نظرية علاوي من أن البعثيين شرفاء، وإن من قام بالمجازر يوما ما ومن يقوم بكل هذه الأعمال هم الصداميين الذين يقبعون خارج العراق حاليا، بالرغم من أن علاوي على اتصال دائم بهم من أجل تنسيق محكم.
يجب أن لا ننسى إن رئيس الوزراء ومسؤول الملف الأمني برمته هو علاوي، كما إنه يمسك بزمام الملف الإعلامي على تواضعه دون منافس، فهل يعقل أن يقدم لنا ما يدحض نظريته المضحكة هذه؟
إصرار علاوي على تولي الملف الأمني أو تأخير العملية السياسية يؤكد كل ما ذهبنا إليه، والذي لا يخفى على المتابع الفطن أن الإعلام العراقي في زمن علاوي مكرس لمثل هذه الأطروحات، حتى إن الفضائية العراقية لم تستحي من الشعب العراقي حين تقدم وزير الدفاع متحدثا ويسمي هذه الحثالات من البشر بالمقاومة الشريفة!!!!! وهو بذلك يؤكد ما ذهبنا إليه من أن النظرية العلاوية الشعلانية ذات عمق ولها برنامج سياسي واضح المعالم لتنفيذها من خلال التكرار، عسى ولعل، ان تجد لها استجابة بين الناس المستهدفين دائما من البعثيين سواء كانوا صداميين أم بعثيين، هذا إذا قبلنا أن هناك فرقا بالفعل بينهما، أو إنهما فعلا فئتين مختلفتين، بهذا التصريح الذي يعتبر أول تصريح لمسئول رسمي عراقي بعد سقوط النظام البعثي الهمجي البهيمي يتحدث عن المقاومة بهذه الطريقة، وذلك بعد أن وضعوا ارجلهم على عتبة المعارضة حين يكتمل تشكيل الحكومة الجديدة.
الشعلان، بهذا التصريح، يريد لهذه الزبالة أن تشارك بحكم العراق، بل أول استفزاز رسمي للشعب العراقي بهذا الحجم من مسؤول عراقي في العهد الجديد، ولم يكتفي العلاويون بذلك، فإنهم راحوا هذه الأيام يبشرون بنظريتهم الجديدة البائسة بمناسبة أو دون مناسبة، وحتى أن شروط علاوي للمشاركة بالسلطة هو الغاء قانون اجتثاث البعث والابقاء على عناصره، أي البعثيين، يمسكون بالجيش والقوات المسلحة بالكامل.
لقد لاحظنا كما لاحظ كل أبناء العراق وحتى الأعداء، إن علاوي يقول ذلك في الوقت الذي يعيد به شذاذ الآفاق من القتلة البعثيين ليمسكوا بالمناصب العليا في العراق سواء كانوا مجرمين أم أبرياء، هذا إذا كان هناك بريئا منهم، فالقوات المسلحة مخترقة بالكامل من قبل البعث وهذا يفسر أيضا سبب إصرار واجهات البعث في المناطق التي تعتبر معاقل لهم على أن يكون الجيش والقوات المسلحة من أبناء مدنهم، وراحوا اليوم يحضوا على شرعية الانتماء لهذه القوات بعد أن كانت هذه الجهات بالأمس فقط تعتبر من الجرائم الكبرى بالنسبة لهم.
إذا فقد أتت النظرية العلاوية أوكلها في المنطقة التي يتواجد البعثيين فيها بلا أدنى ريب، ولكن بقي أمامه العقبة الكأداء وهم اهالي الضحايا عبر خمسة وأربعين سنة من جرائم البعث المتواصلة.
كما كان الجيش والقوات المسلحة مستهدفة من قبل علاوي، لم تسلم هيئة الإعلام العراقية من ضغوط علاوي ليحولها خلال فترة قصيرة جدا إلى بؤرة بعثية بإمتياز بعد أن أبعد الماشطة عنها. لذا يجب توخي الحذر من الإعلام العلاوي بكل أشكاله، حيث أخر ما استطعنا أن نعرفه هو أن مكتب علاوي قد تحول إلى بعثيين (شرفاء!!!!؟؟؟؟) حال تولي ناطقه الرسمي ثائر النقيب مسؤولية المكتب، فقد تم ابعاد جميع الشرفاء (كما نعرف الشرف نحن وليس حسب القاموس البعثي) أبعدهم عن مناصبهم من المكتب ليحل محلهم زبانيته البعث.
من هنا نستطيع أن نقول إن الجانب الإعلامي مهم جدا لتسويق هذه النظرية الكوميدية وهو اللاعب الأساسي بها، من هنا تأتي خطورته وضرورة رصد مفرداته حاليا.
علاوي كان قد حقق هذه الحالة خلال فترة قصير جدا، لا أستطيع أن أحدد كم نحتاج من الوقت لهدم ما قام به علاوي وزبانيته، فربما نحتاج لفترة أقل بكثير من الوقت الذي احتاجه علاوي لتشكيل هذه البنية فيما لو تصرفنا بذات الصلف الذي تصرفت به حكومة علاوي، إذ يجب ان نضع نهاية لكل ما فعل خلال السنتين الماضيتين لكي لا يبقى هناك تهديد حقيقي من هذه العصابات المارقة قبل أن نكتب الدستور، والذي يجب أن يتضمن ضرورة اجتثاث البعث واعتبار اعتناق فكر البعث جريمة كبرى أكبر من أية جريمة اخرى.
أما إذا أرادوا أن يشاركوا في العملية السياسية، فعلى الشرفاء منهم حقا أن يعتذروا للشعب، وأن يقدموا اعترافات كاملة عن جرائم البعث ومجرميه، وأن يحاسب المجرمين بلا شفقة أو رحمة، آن ذاك يمكن أن يقبل النفر الشريف منهم في العراق الجديد، وهذا يجب أن لا يتم إلا بعد أن يأخذ الوقت والجهد الكافي له.
ويبقى السؤال قائما أن كيف نستطيع أن نمييز بين البعثي الصدامي أو البعثي المجرم؟ وإذا كان علاوي نفسه لم يستطع التمييز بين الإثنين، فقد كان قد استوزر واحدا كان من عملاء المخابرات الصدامية، حسب آخر تقرير لهذه المخابرات عن لنشاطها في أوربا قبل سقو نظامهم بثلاثة أشهر فقط، فكيف نستطيع أن نعرف نحن من هو الصدامي ومن هو ""البعثي الشريف"" على حد قول عميل المخابرات الصدامية والوزير الشعلان في حكومة علاوي؟ وإذا كان علاوي يولي المسؤلية الأمنية للقصر الجمهوري لقائد عمليات المقاومة ""الشريفة"" في الضلوعية بذات الوقت؟ فإذا كان علاوي والشعلان لا يستطيعان التمييز بين البعثي الشريف البعثي الصدامي فكيف يستطيع من يسكن في الهور أن يميز بينهم؟ بالرغم من أن الذي يسكن الهور سيكون من أول المستهدفين فيما لو استتب الأمر لهم.
ولنا مع البعث والنظرية العلاوية الشعلانية حديث آخر.



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على ذمة المنجمين، غرة ربيع الأول آخر موعد لتشكيل الحكومة
- حارث الضاري يضع البرنامج الأمني للمرحلة القادمة
- أغلال الحرية والديمقراطية في العراق
- هل ستمضي العملية السياسية كما أريد لها؟
- كان على الجميع أن يتوقعوا تأخير تشكيل الحكومة
- مازق الدكتور الجعفري بتشكيل الوزارة
- الثورة اللبنانية بقيادة منظمات المجتمع المدني
- القوات المسلحة هي كلمة السر لتحالفات الفترة الانتقالية
- مشاهد الانتخابات ليست مجرد مشاهد رومانسية
- نصائح كسينجر وشولتز الجديدة للإدارة الأمريكية
- المأزق الحقيقي بعد الانتخابات
- الديمقراطية عدوهم اللدود
- لم لا نحلم معا أيها الصديق؟
- نتائج أولية للانتخابات العراقية
- خارطة المواقف من الانتخابات وهذيان الشعلان
- المسافة بين استئصال البعث إعادة تأهيل البعثي
- تأجيل الانتخابات مقابل إجتثاث البعث
- حق التمثيل في العراق يشوبه التشويه
- حل القوات المسلحة الصدامية لم يكن خطأ، بل أصح قرار
- الانتخابات العراقية، قائمة إتحاد الشعب


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - النظرية العلاوية في السياسة