أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي - أسماء بنعدادة - 8 مارس، هل هو يوم للاحتفال؟















المزيد.....

8 مارس، هل هو يوم للاحتفال؟


أسماء بنعدادة

الحوار المتمدن-العدد: 4025 - 2013 / 3 / 8 - 17:02
المحور: ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي
    


8مـــارس، هل هو يـــــوم للاحتفــــال؟

يوم عالمي للمرأة، تختلف الآراء في تحديد بداياته، هناك من يرجعها إلى 1908 لما خرجت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر في شوارع نيويورك احتجاجا على الظروف اللاإنسانية التي كن يعشنها، وهناك من يرجع أول احتفال بهذا اليوم إلى أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي الذي عقد في باريس عام 1945 ، غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمي للمرأة لم يتم إلا سنوات طويلة بعد ذلك لما وافقت منظمة الأمم المتحدة على تبني تلك المناسبة سنة 1977، فتحول ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن المتفق عليها، أصبح 8 مارس يوما لتخليد نضالات النساء العاملات واحتجاجهن عن اللامساواة والقهر والمطالبة بتحقيق المزيد من المطالب.
تشييء المرأة
نلاحظ في السنوات الأخيرة أن تخليد هذا اليوم أصبح يأخذ صيغا متعددة، إذ يمتزج فيه العمل النضالي المطلبي الاحتجاجي بالصيغة الاحتفالية، فبدأت وساءل الإعلام والتواصل الاجتماعي تركز على الجانب الثاني. وتشجع على اعتباره يوما للاحتفال وتبادل التهاني والمجاملات الطيبة ..بدأنا نلاحظ أن الكثير من الشركات والمؤسسات الاقتصادية توظف هذا اليوم لتمرير خطابات استهلاكية الغاية منها يالزيادة في بيع المنتوج، على سبيل المثال مؤسسات الاتصال الهاتفي أو شركات التأمين التي تخصص بالمناسبة صيغة للتأمين خاصة بالنساء، أو مراكز تجارية تضع تخفيضات لمواد التجميل أو التنظيف أو التجهيز المنزلي، بعض دور السينما تمنح للنساء إمكانية الدخول بالمجان في نفس اليوم، كل هذه الإعلانات تتم باسم الاحتفالا بالنساء.. هليمكن تصور يوم عالمي للمرأة في غياب التساؤل حول أشكال اللامساواة بين الجنسين وأسباب استمرار العنف والإقصاء والتهميش في صفوف النساء.

النساء العربيات بعد الحركات الاحتجاجية

هذه السنة وبعد مرور أزيد من سنتين على بداية الحركات الاحتجاجية في أقطارنا العربية، بأية صيغة يمكننا نحن النساء العربيات أن نحتفل باليوم العالمي للمرأة؟ وهل يجوز أن نستعمل كلمة احتفال ؟ ما الذي يعنيه لنا اليوم العالمي للنساء اليوم؟
الربيع العربي، كلمة أصبحت تتكرر على مسامعنا منذ أن باغتنا الشاب التونسي محمد البوعزيزي بإحراق نفسه احتجاجا على الظلم الاجتماعي .. بعد أيام قليلة من انتفاضة الشعب التونسي برجاله ونسائه سقط بن علي، فلم نكد نصدق الخبر ،، ومع سقوطه بدأت الشعوب العربية تجدد علاقتها بذواتها وتكسر حواجز الصمت والخوف، فخرجت للشارع مقتدية بالانتفاضة التونسية السلمية. رجالا ونساء صرخوا في وجه الأنظمة الديكتاتورية وطالبوا بإسقاطها، سقط البعض منهم تباعا، فكبر الحلم في التغيير وبناء مجتمعات ديموقراطية تتحقق فيها المساوة والعدالة الاجتماعية..
سنتين ونصف بعد الحدث وجدت الأقطار التي حققت حلم الإسقاط أنها لم تسقط سوى أسماء رؤسائها وأنها أمام مد سلفي يريد الرجوع بها عقودا للوراء. يستوقفنا في هذا اليوم وضع المرأة العربية، بعد ما سمي بالربيع العربي وصعود الإسلام السياسي للسلطة في أكثر من بلد، وتركيزه على النيل من حقوق المرأة ومحاولة الرجوع بها لعهد الحريم وثقافة حور العين. وضع يجعلنا نطرح أكثر من سؤال عن مستقبل النساء، ألا يحق لنا أن نتخوف حتى من فقدان بعض المكتسبات التي راكمناها عبر نضالات جادة في العقود الأخيرة ؟
أتذكر بكامل الأسى أول خطاب للسيد عبد الجليل بعد سقوط القدافي، بعد البسملة وصلاة ركعتين أمام الحشود الواقفة أمامه، استهل خطابه بالتأكيد على أن المجلس الوطني لن يحرم ما حلل الله ولن يحلل ما حرم الله وأن الرجوع لتعدد الزوجات أمر وارد.. كان العالم ينتظر ما سيقوله رئيس المجلس الوطني بعد سقوط أحد طغاة القرن العشرين، فلم يجد رئيس المجلس أحسن من الدعوة لتعدد الزوجات كموضوع وكقضية وكأن الشعب الليبي و ما تكبده من خسارات ليس له من قضية يعالجها سوى رغبة بعض الرجال في الزواج من أكثر من امرأة واحدة ..
لم تتردد حركة النهضة في تونس بعد وصولها للسلطة من محاولة التراجع عن الحقوق التي كانت النساء يتمتعن بها أزيد من خمسة عقود، وكمحاولة لضرب مبدإ المساواة بين الجنسين طالبت بأن تنص في الدستور الجديد على أن المرأة مكملة للرجل وليست مساوية له..
لا تختلف مصر كثيرا عن تونس، لن ننسى قضية فحوصات العذرية التي ازدهرت بعد سقوط مبارك، ومحاولة تسييج المرأة في خيام سوداء يسمونها حجاب العفة وتجاهل حقوقها بالكامل ،،
في المغرب، وضعت النساء انتظارات كبيرة بعد تعديل الدستور 2011 الذي نص على المناصفة والمساواة بين الجنسين، فإذا بالحكومة الجديدة تقزم عدد الوزيرات وتطالعنا من حين لآخر بخطاب تراجعي يمس مكتسبات النساء..
لم أرى أبدا في وصول النساء لمراكز القرار السياسي سوى واحدة من بين العديد من الواجهات التي يمكن أن نقيس بها وضعية النساء في مجتمع ما.

النساء عبر العالم

لما فتحت هذا الصباح صفحتي على الفايس وجدتها مغرقة بباقات الورد وعبارات التهنئة، جميل أن تتلقى كل امرأة هذا اليوم عبارات جميلة واعترافات بالمجهودات الجبارة التي تقوم بها، لكن في تقديري ليس على حساب الدور الأساسي الذي من أجله أعلن عن هذا اليوم، أي رصد الواقع المعاش للنساء، كل النساء، في كل بقاع العالم، ومن مختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية، من كل الأعمار ومن كل المواقع.. الدلالة التاريخية والاجتماعية لليوم العالمي للمرأة هي الوقوف عند مكتسبات النساء في الحقوق المدنية والاجتماعية والسياسية، لكنه في نفس الوقت مناسبة للوقوف عند ما لم يتحقق بعد، عند واقع ملايين النساء عبر العالم اللواتي لا زلن قابعات تحت براثين القهر والعنف والتهميش والقتل ..
أتذكر هنا نساء من السودان يرجمن حتى الموت بدعوى الخروج عن الأعراف، أتذكر نساء من الباكستان يعشن بعاهات دائمة خاصة في الوجه من جراء تعرضهن للحرق بالأسيد من طرف أزواجهن أو أحد أفراد العائلة، أتذكر هنا نساء من الأردن وتركيا وفلسطين يقتلن قهرا وبدون أية حماية لا عائلية ولا قانونية كضحايا لما يعرف بجرائم الشرف، أتذكر هنا نساء أوروبا الشرقية ضحايا العبودية الجديدة، يبعن من طرف عصابات وشبكات الدعارة العالمية والمتاجرة بالجنس، أتذكر نساء مريضات من أفغانستان يمتن قهرا لأن أزواجهن يرفضن أن يعالجن من طرف طبيب رجل، أتذكر نساء الهند المصنفات عالميا بالنساء الأكثر تعرضا للإساءة من طرف الرجال من ضرب مبرح من طرف أفراد العائلة، وشبح الاغتصاب الذي يهددهن في كل دقيقة وعدم الشعور بالأمن، أتذكر النساء الفلسطينيات الأسيرات في السجون الإسرائلية ومعاناتهن الدائمة بسبب الاحتلال من جهة واستمرار الهيمنة الذكورية من جهة ثانية، أتذكر النساء السرلانكيات والفلبينيات والإفريقيات والماليزيات اللواتي يعملن كخادمات بيوت في دول الخليج ولبنان وحرمانهن من أبسط الحقوق من سلب جوازات السفر إلى الحرمان من أوقات الراحة والتعرض للاغتصاب،، أتذكر هنا فتيات من اليمن يزوجن قبل سن العاشرة ويمكن أن يصبحن أمهات مطلقات قبل أن يكملن 15سنة، أتذكر عشرات الآلاف من الفتيات الإفريقيات اللواتي يتعرضن إلى تشويه الأعضاء التناسلية بسبب عملية الختان، بحيث تتعرض لهذه العادة الخطيرة والبغيضة فتاة كل 15 ثانية في مناطق مختلفة من العالم، والعواقب الوخيمة على صحة المرأة الجسدية والنفسية والعقلية، أتذكر ملايين النساء اللواتي يتعرضن كل دقيقة للعنف بشتى أشكاله الجسدي والنفسي والاقتصادي ومن الآثار السلبية التي يتركها. أتذكر النساء ضحايا السيدا المنبودات اجتماعيا، أتذكر اللاجئات السوريات وهن يتركن بيوتهن هروبا من القتل المجاني ،،
أتذكر نساء بلادي، السلاليت اللواتي يحرمن من حقهن في الإرث باسم الأعراف، أتذكر الطفلات خادمات البيوت المحرومات من طفولتهن، أتذكر معاناة النساء القرويات والمجهودات الشاقة التي يبدلنها يوميا من أجل الأسرة بدون أدنى اعتراف أو مكافئة، أتذكر آلاف النساء المكافحات لصد آفة الفقر وعدم السقوط في الضياع المطلق..
وأخير لن أنس عشرات النساء المتعلمات والمثقفات ضحايا التمييز والأحكام المسبقة التي تعترض طرقهن وتعيق تقدمهن في جل الفضاءات الأسرة، العمل، الشارع، المؤسسة الحزبية....
لكل هذه الأسباب وغيرها كثير جدا أعتبر أن 8 مارس لا زال يوما للنضال أكثر منه يوما للاحتفال..
لكل النساء أقول، من حقنا أن نحلم بغد تسوده قيم الحق والمساواة ورفع كل أشكال التمييز..



#أسماء_بنعدادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي - أسماء بنعدادة - 8 مارس، هل هو يوم للاحتفال؟