أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم السيد - يوم اقرار الموازنه يوم له مابعده وليس له ماقبله















المزيد.....

يوم اقرار الموازنه يوم له مابعده وليس له ماقبله


قاسم السيد

الحوار المتمدن-العدد: 4025 - 2013 / 3 / 8 - 15:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يقال يثاب المرء رغم انفه وايضا يقال رب صدفه خير من الف ميعاد وازيد في الطنبور نغمه حيث قالوا ايضا رب ضارة نافعه مثل هكذا امثلة تضرب لمن لايملك زمام قيادة اموره ويترك سفينته تتقاذفها الأمواج وهو ما اجده حاضرا بأبهى صوره في واقعنا السياسي المحلي حيث وجدت من حدثين وقعا بتوافق لايملك اي احد من السياسين مهما بلغ به الأدعاء والتباهي ان ينسبهما لنفسه سواء كان شخصا رأى في نفسه قائدا رمزا او حركة سياسية وجدت نفسها تتغول فجأة لتصبح محركة للأحداث ومتصدية لها .
هذان الحدثان جعلا العملية الديمقراطيه في العراق تقف على قدميها بعد الكساح والعقم الذي عانت منه على مدى سنوات عمرها العشره التي اعقبت التغيير الذي تلا سقوط نظام الحكم السابق اول هذان الحدثان هو مظاهرات المناطق الغربيه خصوصا محافظة الأنبار وثانيهما هي عملية اقرار الموازنه الأتحادية والذي كان شكل اقرارها هذه المرة علامة فارقة رغم الحجم المتميز لتخيصيصاتها الترليونيه الذي لايعني شيئا ازاء طريقة التصويت عليها في االمظاهرات ظهرت قوة المعارضه وفعاليتها وفي تصويت الموازنه برزت الموالاة وسطوتها .
وبالرغم من الدور الواضح لبعض القوى السياسيه وبالخصوص بعض الأطراف من القائمة العراقيه التي ساهمت بفعالية مشهود لها في اثارت تظاهرات المناطق الغربيه الا ان خلو وفاض هذه القوى من اي مشروع سياسي واضح المعالم تطرحه للشارع تبرر به تحشيده واثارته جعلها تفقد بسرعة السيطرة على حراك هذا الشارع لأنها بالأساس لم تكن مخلصه ولامعنيه بحاجات هذا الشارع وانما ارادت استغلاله لمساومة السلطة بطريقة ابتزازيه خدمة لمصالحها هي لاخدمة لمصالح جمهورها رغم انها شريك مهم لهذه السلطة الا ان هذا لايمنع من القول من ان هذه التظاهرات لعبت دورا مركبا فهي من جهة استطاعت ان تثبت للسلطة ثقل الشارع وقيمته سياسيا حيث كشفت المعالجات التي جاءت من قبلها كنوع من الأستجابة للمطالبات الشعبيه الكثير من الممارسات المخطوئه للأجهزة التنفيذيه خصوصا الأمنيه منها وثانيا النفس الطويل والصبور و المعالجة الماهرة من قبل السلطة لهذه التظاهرات والتي اثبتت فيها تبنيا وانحيازا للأسلوب الديمقراطي جاء في بعض الأحيان بشكل طبيعي وفي احيان اخرى متكلفا تحت وطأت ضغط الأحداث الا ان ذلك لايمنع من ان هذا التعامل ساهم في تجذير السلوك الديمقراطي في محيط اقليمي يفتقر تماما لهكذا تعامل مع مثل هذه التظاهرات .
كانت القائمه العراقيه تعد اكثر القوائم اسهما في مجلس النواب حيث تجاوز عدد اعضاءها المائة عضو بعد عدد من التحالفات رغم بعض الأنسحابات مما جعل هذه القائمه تلعب دورا محوريا لايقل عن دور التحالف الوطني الذي يقود السلطة التنفيذيه الا ان تظاهرات المناطق الغربيه اثبتت ان نواب هذه القائمه لاقيمة لهم وسط شارعهم بحيث تسيد قيادة هذه التظاهرات عدد من القوى المتقاطعه فمن السلفيه التي ترتبط بالقاعده والتمويل الخليجي الى بعض القوى الوطنيه المتبنيه للهموم التي يعاني منها شارعها والتي لاتربطها بالقائمة العراقيه اي رابطه اضافة للدور العشائري الذي اثبت انه دور مفصلي ومهم حيث عكس هذا الدور فداحة ضمور النمو الأجتماعي في العراق فهو يعد بحق احد ابرز المفارقات الملفته للنظر ونحن نتكلم عن الممارسة الديمقراطية التي تعتبر اخر ابتكارات العقل البشري في تداول الحكم بينما العشيرة او القبيلة التي تعد احدى التشكيلات البدائيه للظهور الأجتماعي لاتزال تملك نفس القوة والتأثير في عصر العولمة والديمقراطية وثورة المعلومات .
لقد جاء اقرار الموازنه ليبعث رسالة ثانيه الى قوة سياسية اخرى لاتقل حضورا وتأثيرا في المشهد السياسي المحلي عن القائمة العراقية الا وهو التحالف الكردستاني الذي كان يلعب كما يقولون دور بيضة القبان في التجاذبات السياسية والذي كان يراهن كثيرا على هذا الدور في انتزاع اكثر من اربعة مليارات دولار من الموازنه لتغطية نفقات الشركات النفطية الأجنبيه العاملة في مناطق الأقليم على اساس المشاركة دون اي مقابل حقيقي للدولة الأتحاديه وانحسار دور هذا الأتحاد بهذه الدراماتيكيه سينعكس سريعا على بنائه السياسي الذي كان يراهن اساسا على حاجة التحالف الوطني الماسه اليه في تمرير بعض القوانين بينما جاء اقرار الموازنه ليثبت لهذا التحالف عن انتفاء الحاجة اليه وانه لم يعد بتلك الأهميه ومثل هذا الأمر سينعكس بالتأكيد على الوضع في الأقليم فمثل هكذا اوضاع ستحجم بدورها قيادة الأقليم لكي لا تذهب بعيدا في تعاطيها مع المركز لكي يكون هذا التعاطي موافقا للدستور .
كما ان اقرار الموازنه عن طريق الأغلبيه اسقط للأبد وبالضربة القاضية عملية التوافقات والمحاصصه الطائفيه والسياسية وبالتالي سيجبر كل الفرقاء السياسين بعد اليوم الى اعادة ترتيب اوراقهم ومراجعة برامجهم لكي تتوائم مع الواقع الذي افرزه تصويت الموازنه والذي أحيا الآمل من جديد بتجربة العراق الديمقراطية ليس بالنسبة للعراقيين وحدهم فقط بل لبقية شعوب المنطقة التي انطلقت في ربيعها العارم الذي هز المنطقة من اقصاها الى اقصاها وعينها ترنو لديمقراطية العراق التي لم يسعف نموذجها المتعثر والمتلكأ تلك الثورات بل انه كان مساهما اساسيا في نكوص ثورات الربيع العربي ومصادرتها من قبل القوى الرجعيه والسلفيه لأن التقزم الذي افرزته المحاصصة والتوافقات الحق بالتجربه العراقيه ضررا فاداحا ولم يرقى بالديمقراطية العراقيه لمستوى ان تكون قدوه يحتذى بها .
بعد اليوم سيشهد المشهد السياسي تحولات ضخمه في تركيب القوى السياسيه ومشاريعها رغم علو نبرة الصراخ الطائفي الذي حاول البعض الوصول به الى ابعد مدى داعما صراخه هذا ببعض العمليات الأرهابيه الدمويه ليعكس تصويت الموزنه على اصطفاف سياسي يملك من الثبات والأستمرار يحول وبين ان يكمل المتطرفون مشروعهم الهادف الى ايقاد الحريق الطائفي الذي ان تمكنوا من ايقاده هذه المرة فإنه لن يبقي ولايذر فذكريات التراشق الطائفي الدموي في اواسط العقد الماضي لاتزال حيه في الأذهان وما نراه حاصلا الآن في المشهد السوري يشكل نموذجا يساهم هو الأخر في إحياء تلك الذكريات الأليمه ويساهم في تعويق هؤلاء الصارخون دون ان يصلوا الى مايبتغون فالجميع ايقن ان اي اقتتال طائفي أخر لن يخرج اي فريق منه ظافرا وستلحق الخسائر بالجميع وبقاء الوضع على ماهو من سوء هو اهون الشرين .
لقد كان التصويت على الموازنه اشبه بالمعجزه ولااغالي ان شبهته بعصا موسى فإفرازته ستنعكس على عموم الوضع السياسي العراقي وكما نوهت فهي المرة الأولى التي تستطيع فيه الديمقراطية العراقية ان تقف على قدميها ولكي يكون هذا الوقوف مستمرا ودائما ولايكون للمرة الأولى والأخيرة فإن على المتصدين في قمرة صناعة القرار ان يحسنوا الأمساك بهذه العصا فإنها الفرصة الأخيرة لإعادة عربة الديمقراطية العراقية الى السكه وبدون هذه الديمقراطية فلاضمان لأي قوة سياسية مهما كان موقعها الحالي في هرم السلطه .



#قاسم_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يتصاغر المسؤول ولايكون بحجم منصبه
- شعارات المواكب الحسينية تعيد لثورة الحسين هويتها
- الغاء البطاقة التموينية ... الخطوة الناقصة
- غياب قوى اليسار واثره على حراك الشارع العربي
- سقوط برلين علامة فارقة في تاريخ البشرية المعاصر
- التاسع من نيسان يوم يستحق الأحتفال به لا الخجل منه
- عندما يكون لفضائية الجزيرة اكثر من شرف
- الربيع العربي الذي اوشك ان ينقلب خريفا
- السوريون يحتاجون اعادة انتاج قضية حسنه ملص ولكن بملامح سوريه
- فوبيا التظاهر
- عندما تذبح الديمقراطية العراقية على اعتاب القمة العربيه
- نشرة الأخبار اعظم انجازات قطاع الكهرباء في العراق
- امراء ولكن ..!! بالأنتخاب وليس بالوراثة
- ايتها البهية ... عيدك هو العيد
- فلم انفصال علامة فارقة في تاريخ السينما والثقافة الأيرانية
- عندما تتحول ميزانية الدولة الى أعطيات من بيت المال
- كوتا التمثيل النيابي للمرأة التي تحولت عبئا على العملية السي ...
- وماذا بعد هذه الأنتفاضات
- تظاهرات الخامس والعشرين من شباط في الميزان
- كيف حال البعثييون دون قيام المظاهرات المنتظرة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم السيد - يوم اقرار الموازنه يوم له مابعده وليس له ماقبله