سليمان يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1158 - 2005 / 4 / 5 - 10:10
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
مع إطلالة أول ايام شهر نيسان، احتفل الآشوريون في كل انحاء العالم، ببداية العام الآشوري الجديد (6755)، حيث تنبعث في هذا اليوم الحياة من جديد في الطبيعة.
وفي سوريا، من دمشق الى حلب، من الخابور الآشوري الى القامشلي ، من القحطانية الى المالكية، أحيا عشرات الألوف من الآشوريين، من مختلف طوائفهم ومذاهبهم وأطيافهم السياسية وفعالياتهم الثقافية والاجتماعية، يوم الجمعة الماضي،احتفالات نيسان هذا العام في يوم جميل في رحاب الطبيعة الخلابة بجمالها، حيث قدمت الفرق (الآشورية) وعلى إيقاعات صوت الطبل والمزمار الآشوري، عروض فنية جميلة سحرت الحضور بجمالها وأدائها الرائع، من أغاني شعبية ولوحات فنية استعراضية مستمدة من وحي المناسبة ومن الفن الآشوري العريق، يفوح منها عبق التراث السرياني الأصيل.
وقد امتزجت ألوان الطبيعة الجميلة، مع ألوان الزي الفلكلوري الآشوري الجميل الذي تزين به الفتيات والفتيان الآشوريين وهم يطوفون في رحاب الطبيعة ويخترقون الحشود الجماهيرية الكبيرة والزغاريد تنطلق من حناجر النساء، ارتعش لها الكون، وهي تعلو في الفضاء، لتوقظ آلهة السماء من غفوتها لتقوم وتشارك الآشوريين احتفالاتهم، وعلً أن تحسس ضمير آلهة الأرض(الحكام) اللذين يغتالون فرحة العيد ويخطفون البسمة من وجوه الأطفال.
كانت، احتفالات الأول من نيسان قديماً، تقام في معابد الآلهة( آشور ومردوخ وعشتار وتموز و....) لتقديم الشكر والقاربين تكريماً لها. حيث كان الأول من نيسان، وبما يحمله من دلالات ( دينية وفلسفية) ملحمة أكادية وأسطورة بابلية تلخصان قصة (الخلق والتكوين). لكن، اليوم، وبما تنطوي عليه هذه المناسبة، من قيم حضارية وخصوصية تاريخية واجتماعية وثقافية آشورية، باتت بالنسبة للآشوريين منا سبة قومية وسياسية يرتلون فيها أنشودة (الحياة والحرية والوجود) وهم يتأملون خرائب بابل ونينوى وأطلال الرها وباقي معالم حضارة آشور و سومر، يشكو الآلهة من بطش التاريخ وغدر الإنسان.
لا شك، أن هذه الاحتفالات هي خير دليل على اللحمة القومية بين ابناء الشعب الآشوري من سريان وكلدان، ولا أبالغ القول أن الاحتفالات الآشورية بالشكل والطريقة والظروف السياسية والأمنية التي تتم فيها داخل الوطن، هي وقفة قومية وصرخة سياسية، تخترق جدار الصمت الذي أحيطت به (القضية الآشورية) في هذا الزمن الرديء، تبقى مهمة أحزابنا وتنظيماتنا الآشورية/الكلدانية السريانية/الآرامية, في هذه المرحلة هي دعم هذه الوقفة القومية وتقوية بعدها السياسي.
هذا، وقد قدمت بعثة من التلفزيون السوري(برنامج الدليل السياحي)، من دمشق الى القامشلي، خصيصاً لتغطية احتفالات الآشوريين بهذه المناسبة، كما قدمت وفود رسمية وحزبية وشعبية الى مراكز الاحتفالات، مثلت مختلف الطيف السياسي والقومي والاجتماعي في سوريا، لتقديم التهاني الى المنظمة الآثورية الديمقراطية والشعب الآشوري بهذا العيد، وقد أكد الجميع في سياق حديثهم على أهمية أن يتمتع الجميع في سوريا بالحرية والحقوق وأن تكون سوريا وطناً لكل السوريين دون تفضيل أو تميز بينهم على اساس قومي أو ديني أو سياسي
#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟