أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد عطشان هاشم - خرافة التسامح الديني














المزيد.....

خرافة التسامح الديني


عبد عطشان هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 4024 - 2013 / 3 / 7 - 17:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ماهو التسامح الديني؟
تعرف الويكيبديا التسامح الديني بأنه : مصطلح يُقصد منه التسامح بين أتباع الأديان حيث يتم احترام الحرية الشخصية لكل شخص يؤدي شعائره وطقوسه الدينية. والمعنى السائد للتسامح الديني يقوم على مبدأ قبول الآخر باختلافه وتباينه.ونضيف الى ذلك التعريف بان التسامح المذكور لايجب ان يقتصر على اتباع الديانات سواءا كانت سماوية او غير ذلك ، بل يشمل التسامح بين جماعات وطوائف وفرق الدين الواحد ذاته والتي يكون الصراع بينها اشد حدة من الصراع مع بقية الاديان كما هو حاصل بين السنة والشيعة على سبيل المثال.
ومن نافلة القول التأكيد هنا ان الاديان السائدة باطيافها المختلفة في المنطقة العربية وهي : الاسلام والمسيحية واليهودية ، لها جذور تسامحية مزروعة في نصوصها المقدسة فالاسلام مثلا يحمل عشرات النصوص القرانية والاحاديث النبوية التي تدعو الى التسامح والعيش المشترك مع اهل الكتاب وعلى سيبل المثال نورد النصوص القرانية التالية :
( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) ]البقرة : 256[ ، ( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ )[هود : 118] ، ﴿ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات : 13]. {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ}[يونس:99] ، {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}[الحج:17] وهناك وافر من الاحاديث النبوية التي تتسق مع النصوص القرانية المتقدمة. اما في الجانب المسيحي فنقرأ في الكتاب المقدس مايلي : ( لقد قيل لكم من قبل أن السنّ بالسنّ والأنف بالأنف، وأنا أقول لكم : لا تقاوموا الشرّ بالشرّ بل من ضرب خدّك الأيمن فحوّل إليه الخد الأيسر،ومن أخذ رداءك فأعطه ازارك،ومن سخّرك لتسير معه ميلاً فسر معه ميلين ). ( من استغفر لمن ظلمه فقد هزم الشيطان ). ( عاشروا الناس معاشرة إن عشتم حنّوا إليكم، وإن متّم بكوا عليكم ). في الدين اليهودي هناك : وصايا موسى في التوراة:
- كل ما تكرهُ أن يفعلهُ غيرك بك فإياك أن تفعلهُ أنت بغيرك .
- اغتسلوا وتطهّروا وأزيلوا شرَّ أفكاركم وكفّوا عن الإساءة.
- تعلّموا الإحسان والتمسوا الإنصاف.
وهكذا رغم هذه النصوص ووضوحها في الدعوة الى التسامح والمحبة ، لكنها تحولت الى كراهية مغموسة بالدم على مدى حقب تاريخية كاملة ولازالت فرغم ان المجتمعات المسيحية الحالية هي مجتمعات متسامحة ، الى حد ان البابا اعتذر بنفسه عن بعض اساءات الكنيسة الكاثوليكية ، لكنها لم تصبح هكذا انطلاقا من فهم داخلي خاص بالعقلية الدينية المسيحية بل ان هذا التطور في موقف الكنيسة جاء بفعل تحول المجتمعات تلك الى مجتمعات مدنية علمانية وضعت الكنيسة في اطارها الروحي فقط دون اية سلطة سياسية او فكرية.
اما في الجانب الاسلامي ، فقد تحول لفظ (اهل الكتاب) الى (الكفار المسيحين) او (الكفار اليهود) ايذانا ببدء حقبة مظلمة من الصراع العلني والمستتر، وصار الدعاة يتحدثون علنا عن التسامح الديني في الوقت الذي يغذون الكراهية ضد اتباع الاديان الاخرى بل ضد اتباع المذاهب الاخرى وحتى ضد من يخالفونه الرأي .
لقد تحولت الدعوة الى التسامح الديني الى دعوة شكلية بروتوكولية تخدم رجال الدين انفسهم ، وعانت الاقليات الدينية في المنطقة العربية من التشدد والتطرف والاقصاء بشتى اشكاله ، فلا يمكن توقع التسامح الديني كقيمة اخلاقية عليا من رجال دين متعصبين منغلقي التفكير يعيشون عند تخوم القرن الاول الهجري ، بل ان التسامح الحقيقي لايتحقق الابوجود سلطة مدنية علمانية تنقل المجتمع من ثقافة الرعية الى ثقافة المواطنة ، تحترم كافة الاديان والمعتقدات وتتيح لها حرية التفكير والممارسة وتجعل المناصب الادارية العليا في الدولة متاحة للجميع وفقا للشروط الفنية فقط الخاصة بكل منصب اداري دون اشتراط الانتماء الى دين او مذهب او جماعة دينية بعينها.
وليس ذلك فحسب بل يجب تطوير البيئة التعليمية والمناهج التعليمة لتشيع ثقافة التعدد والتنوع واحترام الاخر والابتعاد عن القوالب النمطية ذات الجذر التاريخي في فهم الاخر ، فالجاهل لايمكن ان يتحاور ولايمكن ان يتسامح . ويجب ان ندرك ان
التسامح طريق مزدوج الاتجاهات، فعلينا أن نتسامح نحن أيضاً إذا كنا نريد من الآخرين أن يتسامحوا معنا.



#عبد_عطشان_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد عطشان هاشم - خرافة التسامح الديني