علاء الصفار
الحوار المتمدن-العدد: 4024 - 2013 / 3 / 7 - 14:04
المحور:
ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي
يوم المرأة العالمي
ضلال الاعتداء الجنسي ضد المرأة
(ليس من الممكن تغيير وضع المرأة تغييرا جذريا إلا إذا تم تغيير جميع الشروط الاجتماعية والعائلة و الحياة المنزلية, تروتسكي, النساء و العائلة، ص 45).
كما أشار ماركس إلى ميل الرأسمالية إلى تحقيق أرباح فاحشة من خلال استغلال النساء والأطفال, بكتابه الرأسمال:
...شكل عمل النساء والأطفال، بالتالي، أول شيء بحث عنه الرأسماليون الذين استخدموا الآلات. هذه البدائل الجبارة للعمل والعمال تحولت فورا إلى وسائل من أجل زيادة عدد العمال الأجراء من خلال إدماج جميع أعضاء أسرة العامل، تحت السيطرة المباشرة للرأسمال، دون أي تمييز من حيث السن أو الجنس. لقد اغتصب العمل الإجباري لصالح الرأسمال المكان، ليس فقط من لعب الأطفال، بل أيضا من العمل الحر في المنزل ضمن حدود معتدلة لدعم الأسرة.” (كارل ماركس، الرأسمال، م 1، ص 394-395).
أرى لابد من التطرق إلى شكل العلاقات الإنتاجية وشكل العمل و العلاقات الاجتماعية في بلداننا العربية عند التطرق إلى قضية المرأة فشعوبنا لم تخطو بعد نحو مجتمع الدولة البرجوازية الوطنية, أي ليس كما سارت الأمور في الدول الغربية حيث تطور شكل الاستغلال للمرأة بعد أن زُج فيها في ميدان العمل و الاستغلال الرأسمالي. و لتبدأ المرأة نضالها ضد العمل المأجور جنبنا لجنب مع الرجل في الصراع الطبقي ضمن جيش الطبقة العاملة لانتزاع حقوقها المشروعة في مسيرة كفاح مريرة ضد استغلال الإنسان للإنسان. في بلداننا لا زالت مخلفات قيم الإقطاع و العشيرة باقية, إذ الإنتاج الاقتصادي المتخلف هو السائد و مع قيم البداوة, و شكل مشوه لبرجوازية الطفيلية عسكرية رجعية عميلة لأمريكا, مع حفنة أمارات خليج بترودولار رجعية سلفية.
لا بد إلى إشارة خاطفة لكفاح المرأة التاريخي العالمي, حيث انطلقت شرارته من انتفاضة نساء شيكاغو, لينطلق حديث المرأة و نضالها و يومها ( 8 آذار ) الذي صار رمز عالميا حيث حددته هيئة الأمم المتحدة من أكثر من قرن و نصف. فيذكر نؤام تشومسكي أيضا أن احد أسباب انحيازه إلى اليسار و الفكر الماركسي, انه تأثر لمظاهر العنف ضد المرأة و هو طفلاً, حين شاهدة الملابس الممزقة على أجساد النساء مع دماء المُضربات في صراعهنً و كفاح الشوارع لمواجهة رجال الشرطة الأمريكية.
من كتاب (كيف تعمل الماركسية؟) ل كريس هارمان 13 ـ الماركسية و النسوية.
يختلف الماركسيون الثوريون عن بقية من ينادون بتحرر المرأة من ناحية هامة. نحن لا نؤمن أن اضطهاد المرأة قد وجد على الدوام سواء بسبب الاختلافات البيولوجية بين الجنسين أو بسبب شيء متأصل في نفسية الرجل. ونرى أن اضطهاد المرأة قد ظهر في مرحلة محددة من التاريخ، هي مرحلة بداية ظهور الطبقية في المجتمع.
و عن كتاب (تحرر المرأة العاملة) ألكسندرا كولنتاي 3 ـ تطور الحركة الاشتراكية للنساء العاملات
ألكسندرا كولونتاي هي من أبرز نساء الحركة الشيوعية الروسية. إذ أن مكسيم غوركي يروي على لسان مارتوف قوله: (يوجد في روسيا شيوعيان اثنان فقط: لينين ومدام كولونتاي)!
أقدم هذه المقتطفات التي تبين دور المرأة التاريخي و قدرتها على التعاطي في النضال الثوري, لا بل و الإبداع وعلى جميع الأصعدة سواء بالخروج إلى سوق العمل أو إلى سوح الكفاح الثوري أم بالفهم السياسي العميق, لتتحاور و تُنُظر في أمر النضال و مع عباقرة و القادة أحرار في المجتمع, فروزا لكسمبورك و ألكساندرا كونتاي و كلارا زتكين و جميلة بوحيرد و جاندارك و زنوبيا و الخنساء أمثلة قليلة تشهد على جسارة المرأة و أمكان تبوئها أعلى منزلة في المجتمع و التاريخ.
وعن منظمة الاشتراكيين الثوريين
و قصة أول مايو: حكاية ولدت بنضال العمال!
“سوف يأتي اليوم الذي سيكون فيه صمتنا اقوي من ضجيج كل الأصوات التي تقمعنا اليوم.” هذه كانت أخر الكلمات التي نطق بها أوجست سبايس يوم 11 نوفمبر 1887، بينما كنت رقبته تدلى من حبل المشنقة يوم إعدامه، اليوم الذي قتل فيه مع ثلاثة من رفاقه العمال بواسطة الطبقة الحاكمة الأمريكية. كل الجرم الذي ارتكبه هؤلاء العمال هو دورهم في قيادة وتنظيم الطبقة العاملة في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة من أجل يوم عمل لا تزيد ساعاته عن 8 ساعات.
فهذه المعلومة تثبت تشابك نضال العمال مع نضال المرأة فبعد انتفاضة المرأة صار إعدام المناضل أوجست سبايس
الذي يجسد شكل الصراع الطبقي على الصعيد العالمي, و في مجتمعاتنا اليوم و خاصة في مصر و تونس حيث الاضطهاد البربري للرجل, لتخرج المرأة و لتعاضد الرجل الذي بدأ بصرخة أرحل, ليتضح لنا صدق مقولة الماركسيين أن اضطهاد المرأة ظهر للوجود مع ظهور الاستغلال الطبقي, أي من زمن سقوط مجتمع المشاعية البدائية و بدايات زمن العبودية و من ثم ظهور الدولة الصناعية الرأسمالية!
لقد بات معلوما تاريخ و ماهية النضال الطبقي و السجل العالمي لكفاح المرأة و بمعية كل الأحرار التقدميين في العالم. فاليوم العالمي للمرأة يصادف يوم 8 آذار من كل عام, رغم أني أرى ينبغي جعله مهرجان و أسبوع المرأة العالمي. فالمعلوم أن هذا اليوم يخلد نضال عاملات النسيج اللاتي خرجن إلى الشوارع النضال لمواجهة آلة القهر الطبقي و الجنسي في مدينة شيكاغو الأمريكية سنة 1857, مع المطالبة بيوم عمل ل 8 ساعات بالمساواة في الأجر و الحقوق مع رفاقهن العمال.
و بعد أن حاول النظام الرأسمالي تشويه احتجاج المرأة الأمريكي حيث قدما صورا رائعة من الصمود و التضحية. فإجلالا لمواقف المرأة الأمريكية الثورية, جرى في مؤتمر النساء الاشتراكيات المنعقد سنة 1910 بكوبنهاغ و بجهود المناضلة الشيوعية الألمانية الشهيرة كلارا زتكين تم جعل يوم 8 مارس, يوم عالمي للمرأة. ليس ليكون رمزا فقط بل ليُبَرَز هذا التاريخ, و ليكون نبراسا في أمر تنظيم النساء و العمل لتدارس أوضاعهن و رص صفوفهن من أجل نيل حقوقهن و نحو تحقيق تحررهن التام من العبودية. و هكذا تحوّل يوم 8 مارس إلى مناسبة عالمية للاحتجاج ورفع راية نضال و المعارك ضد الحيف بحق المرأة في مختلف أنحاء العالم.
لقد عملت قوى اليسار و الشيوعية في الوطن العربي على نقل هذا التاريخ الثوري للمرأة و نشاطها عبر التثقيف و الزج بالمرأة في منظمات نسويه و جذبها أيضا للعمل النقابي و الحزبي السياسي, و خاصة بعد انتصار حركات التحرر الوطني في خمسينات القرن الماضي, و كان في طليعة اليسار هو الأحزاب الشيوعية التي أولت اهتمام كبير في تنظيم المرأة في صفوف الحزب الشيوعي و العمل على تطويرها و خلق منها كوادر حزبية و نقابية لتساهم في المعترك السياسي.
لكن بعد أن تدهور الأوضاع عبر انتصار قوى الثورة المضادة و الردة و صعود الأنظمة الدكتاتورية للبرجوازية الطفيلية الرجعية, جرى العد العكسي, بضرب أحزاب اليسار و تصفية الأحزاب الشيوعية, صار أمر منظمات المرأة في خبر كان, إذ تم العمل على الاستهتار التام بكل الانجازات التي سعى اليسار لزج المرأة في النضال الحقيقي, إذ عملت أنظمة البرجوازية الطفيلية, على ترسيخ قيم الإقطاع و القبيلة و العشيرة, و الأخطر كان تهشيم و تشويه و حرف التنظيمات النسائية. فإذا كان الفهم الإقطاعي و حُكمه على المرأة هو جعلها سجينة الجدران الأربعة, فعملت الأنظمة البرجوازية الطفيلية على جعل المرأة مكبلة بأسوار العقلية البرجوازية الرجعية.
عملت الأحزاب البرجوازية على جعل المرأة مجرد واجه براقة في الأناقة و الميوعة و حتى سلعة مبتذلة, أي تماما كما الفكر العشائري الرجعي, الذي يرى المرأة خادمة و مالكة للمفاتن لمتعة الرجل و متطلباته, لذا عملت الأحزاب البرجوازية الطفيلية على أن تكون المرأة مجرد شكل ممتع مثير, دون ثقافة و لا تنظيمات نسائية ثورية تساهم في بناء المجتمع, بهذا تحررت المرأة فقط من أسوار البيت لتقع في براثن الفهم و النظرة البرجوازية, أي حولها النظام الدكتاتوري لمجرد قطة جميلة للمتعة الجنسية و الاستغلال بأبشع صوره. لا أريد أن أطيل في التحليل و الشرح ولكي أضعكم في صور حيه للدولة البرجوازية الطفيلية العربية. فأمثلة من سلطة عراق البعث تعكس الاستهتار بكرامة وحرية الإنسان و المرأة خصوصا.
على مدى عمر سلطة البعث الصدامي في العراق جرت أبشع العمليات القذرة على يد رجالات السلطة بدءا من رئيس العصابة صدام حسين و ابنه عدي إلى أسفل درك في تنظيماتهم الحزبية. فمن زواج صدام حسين الثاني نرى شكل العسف تجاه المرأة. إذ تم زواجه ببربرية تامة! رأى صدام امرأة جميلة في نادي الصيد و سأل الحماية من تكون هذه الحلوة؟ فقالوا أنها زوجة رفيق فلان! ليتم الاتفاق على أن تطلق و بهذا استحوذ صدام على زوجة رفيقه. أما عدي ابنه فحضوره يكون مرعب في أي كلية كان يدخلها إذ الدولة العراقية شركة أهلية, فأي فتات رفيقة تعجبه كان عدي يشير إلى الحماية لتكون أحدى ضحاياه الجنسية. أما الصراعات الحزبية زمن الحرب الإيرانية, كانت تنتهي أحيانا إلى بعث رفيق البعث إلى الجبهة, لينفرد الرفيق الخصم بزوجة رفيقه الشهيد.
فإلى فضيحة منال يونس و فيطو التكريتي, رئيس نادي الصيد, حيث طلب فيطو من منال يونس أن تعمل على جلب رفيقات حزبيات من العوائل المنفتحة ( المتفسخة ) إلى نادي الصيد لأحياء حفل معد للضباط المجازين في بداية الحرب على إيران, لتكون حفلة استهتار للرفاق الضباط, فهكذا كان رفاق البعث قوامون على الرفيقات.
و لا أتحدث كثيرا على معمر القذافي و أمر الخيمة و حمايته فقط من النساء, ثم غزواته الحمراء في ايطاليا مع برليسكوني. أما دول الخليجية و الدولة السعودية و أمرائها فاختصاصها مونتيكارلو و غرف المقامرة في الماخور و بيوت اللهو حيث يحيط بالأمير مجموعة من النساء و ليكون حسابه في الليلة رقم خيالي ربع مليون نصف مليون و هكذا ملايين. فهذا هو شكل الدولة البرجوازية الطفيلية العربية ونظرتها و ممارساتها تجاه المرأة و على مدى 30_40 عام.
اليوم و مع سقوط الأنظمة الدكتاتورية القمعية, و بدءا من تونس و مصر و ليبيا نرى تركة رهيب, لتزكمنا الرائحة النتنة للأنظمة الدكتاتورية, و خاصة في أمر الحرية و المرأة. لقد عملت, الدكتاتورية جميعها إذ كانت من نخبة و طراز برجوازي رقيع, على ضرب القوى اليسارية و الأحزاب التقدمية و الشيوعية, إذ كانت هذه الأحزاب نقيض أصيل و خصم عنيد يجب تصفيته. فبهذا تضافرت جهود الغرب و الامبريالية الأمريكية و الصهيونية العالمية لمساعدة الدكتاتور في ضربه لليسار, مع ترك الأخوان و السلفية في منأى و كاحتياطي رجعي في المنطقة, بل عمل أنور السادات بإطلاق سراح الأخوان ليسهل سحق يسار مصر في الشارع. كل الأنظمة العميلة عملت على هذا المنوال إذ العراب ( أمريكا ) واحد و نصائحها قانون لجميع الأنظمة و لكل دكتاتور عربي, من المحيط إلى الخليج.
أن شكل التسلط و العنف للسلطة البرجوازية لم يسحق فقط اليساريين و الأحزاب الشيوعية بل عمل على تشويه القيم الاجتماعية و السياسية و الأخلاقية على مدى تلك العقود, فأزمة الديمقراطية التي نراها, و بدأ من العراق حيث وعد جورج بوش الابن بتحقيقها, فكانت أكذوبة أخرى بعد أكذوبة أسلحة الدمار ألشامل. و هكذا بعد الانتفاض الذي حدث في تونس و مصر قفز الاحتياطي الرجعي الأخوانجي السلفي الذي خلفه الدكتاتور, و ليتفاهم سريعا مع أوباما و هالري كلنتون و الغرب و الناتو و القاعدة, فتاريخ الأخوان هو العمالة للانكليز و اليوم أمريكا من يمتلك الزمام, أي أن النهج سيتمر لضرب الحرية و قمع الشعوب و المرأة.
لقد هز خروج المرأة مع الرجل في تونس و مصر, و ليتقلص الجسد الرجعي المتهرئ في السعودية و قطر وكل الخليج, و ليتحرك البترودولار, و بإيعاز أمريكا و الناتو و جحافل القاعدة المتواجدة في السعودية لتقوم بعمليات التفجير أولا في العراق, و بشكل سريع تتحرك اليوم قوى الدشداشة القصير و اللحية الطويلة إلى مصر و تونس و ليبيا مع بربرية رهيبة في سوريا. فالضحية الأولى في ظل هذه الظروف تكون النساء و بكل جوانبها المُعقدة, إذ الخوف و رعب الحرب و ما صاحبه من دمار للبنا التحتية الاقتصادية ( ركيزة أي تطوراجتماعي حضاري) و مع عمليات خطف و اغتصاب النساء, ثم التفجير و القتل اليومي و انعدام فرص العمل, مع تصاعد الفكر الديني السلفي المبرمج, ليعمل على قهر و تكبيل المرأة بشكل وحشي.
مع ثقافة و موروث منحط للسلطة الدكتاتورية التي نزلت قيمها إلى الشارع و خاصة النظرة الرجعية و الدونية للمرأة, عبر أحزاب سلطة الدكتاتور, من خلال التلفاز و المذياع و الصحافة الصفراء و الممارسات الحزبية القذرة و على مدى 30 _ 35 عام. يقال أن الشعب هو نسيج السلطة, فقائد الضرورة كان رمز بائس و جيل كامل كان محروم من أي ثقافة مغايرة, عبر التعتيم الإعلامي و القهر السياسي لكل شكل المعارضة, مع ضخ ثقافة بدوية عشائرية بائسة من اجل تسطيح الشعب للسيطرة علية, لذا دمرت كل حركة المرأة بالمجتمع لتكون نكرة في ظل دكتاتورية حربية. و اليوم يحاول الأخوان و السلفية إلى تحويل المرأة إلى أسوء درك, فالشريعة الوهابية ألف بائها أن المرأة عورة. أي تحويل نصف المجتمع من نكرة غير ثورية إلى عورة عبر الوهابية و القاعدة و الامبريالية الأمريكية و الغرب المتحضر الديمقراطي!!!
الوحشية بدأت سريعا تجاه النساء, فهنا ينعكس مركب التعقيد و النقص للإخوان و السلفية إذ هي قوى رجعية سلفية تضمر الكراهية لليسار و الشيوعيين و التقدم الاجتماعي للحركة النسائية. فخروج المرأة في المظاهرات بات يستفزها, فهي دائما ضد المرأة. فكره خروج المرأة للعمل كان بحجة الفساد الذي تمارسه الدولة البرجوازية الطفيلية, باسم حرية المرأة إذ لم تكن هناك حرية للمرأة أبدا بل كان ابتزاز طبقي حط جنسي من قيمة المرأة. فأساسا المجتمع كله كان يرزح تحت القمع السياسي والظلم الطبقي, لتكون ظروف المرأة جدا قاهرة و بأجور عمل جدا بخسة مع احتمال انتهاك حريتها الشخصية و الجنسية في كل لحظة و على مدى كل تاريخ السلطة المنحطة للبرجوازية العربية العميلة لأمريكا .
اليوم نرى أبشع الممارسات تجري في مصر حيث يقوم رجال الأخوان بعمليات إرهابية منظمة تجاه المرأة ( و ما صاحبه من اعتداء جنسي من محاولة لفصلها عن العملية الثورية الاجتماعية, رغم أن الدور كان كبير و واضح للمرأة و هي من ساهم في أزاحت الدكتاتور حسني مبارك, فصرخات نساء و فتيات مصر كانت عالية تدوي مع شباب التحرير, أرحل.. أرحل. في الوقت الذي كان الأخوان يساوم سلطة العسكر الفاسدة, و ليتصاعد و يتوعد حقد الأخوان و السلفية على خروج المرأة الجديد, اقصد خروج المرأة الثوري, و ليست وجود المرأة السلعة المتميعة في نسيج السلطة البرجوازية الطفيلية.
فالسلفية لا تطيق حضور المرأة و لا تطيق الديمقراطية و لا لأي حداثة بالمجتمع بل هي ردة للماضوية و الشريعة المزيفة بأسوء أشكلها, ألا و هي شريعة الغاب أو بالأحرى شريعة بدو الربع الخالي الجافة في مكة لآل و هاب. لذا نرى اليوم فرق الأخوان و بعملها المبرمج ضد المرأة للاعتداء الجنسي في الشوارع. و هذي في نطاق الثورة المضادة, لعزل و فصل المرأة عن نضال الرجل الطبقي (خبز و كرامة و حرية), أي إسكات نصف المجتمع إذ خروج المرأة يحمل في طياته معاني بروز تنظيم نسائي تقدمي في المجتمع يصعد الصراع الطبقي ضد الاستغلال و أخطرها تحقيق الديمقراطية الأصيلة, لا بشكلها الانتخابي الشكلي المزيف بل بالممارسة النضالية الثوري للعموم الشعب و بحضور أصيل للمرأة.
يخطط الأخوان اليوم إلى جعل النساء رقيق, بلا عمل و لا دراسة جدية للمرأة و أكيد بلا تنظيمات نسويه, فلا نشاط نقابي أو حزبي أو سياسي, فإذا البرجوازية العسكرية أتاحت للمرأة الحضور في العمل و الدراسة, بشرط أن لا تكون مناضلة بل متميعة و فقط للهو و المتعة مع رفاق الحزب و الثورة, يريد الأخوان و السلفية الردة بالمرأة إلى أسوار البيت لتكون خادمة زوجها و سلوته في الفرش و مصنع تفريخ العيال فقط , و بشكله الأصيل لتطبيقات لآل وهاب, الرجال قوامون على النساء القادم من العقل الرجعي.
فالحل الوحيد أما هذه الهجمة الشرسة للسلفية و الأخوان يقع على عاتق اليسار و الأحرار و الأحزاب الشيوعية, بالعمل على كسب العنصر النسائية و العمل على تطويرها و أعدادها, و كما حدث في زمن البدايات. في زمن الثورة التحررية, فقد استطاعت القوى الثوري و الأحزاب اليسارية و الشيوعية على صقل الكثير من النساء و جعلهن قوة ثورية و كوادر نضالية بارزة لتشارك في النضال الوطني و الكفاح النقابي و الحزبي, إذ أن قضية المرأة لا يمكن عزلها عن حال و وضع اليسار و الأحزاب الشيوعية, فقوة اليسار و الأحزاب الشيوعية معناه تحضير الحاضنة الضرورية لتنظيمات المرأة. أن وجود الاستغلال الطبقي في مجتمع ما, يحتم بالضرورة أن يكون شكل اضطهاد الواقع على المرأة أضعاف مضاعفة, و لنذكر نساء شيكاغو و لنحترم تجربتهم و لنقف أجلالا لضحاياهن التي أشارت لشكل و طريق نضال المرأة في العالم.
لقد استطاع اليسار و الأحزاب الشيوعية على إظهار قابلية المرأة في خوض النضال التحرري , لتعطينا امرأة دخلت التاريخ الحديث من أوسع أبوابة, ليدوي اسم و صدى المرأة المناضلة جميلة بوحيرد, من المحيط إلى الخليج, و التي اشتهرت باسم جميلة الجزائرية التي قدمت حياتها من اجل تحرير بلدها الجزائر!
و في الزمن القريب ( في عام 80 من القرن الماضي) عمل أول فصيل مبكر من نساء العراق إلى التوجه إلى الكفاح المسلح ضد النظام الدكتاتوري الدموي لزمرة نظام صدام حسين في العراق و ليستشهد الكثير من الرفيقات الأحرار مع رجال الثورة في جبال كردستان, أرض الكفاح الثوري للأنصار و في زمن أعتا بربرية فاشية حيث الأسلحة الفتاكة و الكيميائية, و ليلتقي هناك كل نساء المنطقة الأحرار حيث التقت النساء العراقيات بالإيرانيات و التركيات المناضلات, من اجل أزاحت الدكتاتورية و أقامة الديمقراطية و دولة الكرامة الإنسانية.
فقط بتطوير منظمات المرأة و تعاضد اليسار و الأحزاب الشيوعية معها, يمكن أن تتحقق الانجازات الثورية التي تصون كرامة الإنسان و الحرية الشخصية و الجنسية, مع احترام عمل الإنسان رجل أم امرأة كان, و من هنا أكيد سينتهي أمر التحرش الجنسي الذي يثير ضجة كبيرة اليوم على صفحات الحوار المتمدن. رغم احترامنا لهذا الجهد المناصر للمرأة إلا أن كلمة تحرش جنسي ليست كافية اليوم, إذ أنها عملية وحشية منظمة تقودها قوى الثورة المضادة المتمثلة بالإخوان المدعومة من أل وهاب و القاعدة و بمباركة الامبريالية الأمريكية و الحركة الصهيونية العالمية . أن النضال نحو إلغاء الفوارق الطبقية و الجنسية في المجتمع يكون خطوة جبارة لصيانة حرية الإنسان عامة و حرية المرأة خاصة.
المصادر: أو بالأحرى فقط مقولات الأحرار في العالم الذين كتبوا الكثير من اجل حرية المرأة موجودة في المقال, مع قراءة سابقة حول عيد المرأة و نضالها و احتفالات اليوم العالمي للمرأة, فأحلى الأماني لكل نساء الكون في نضالهن من اجل انتصار الحرية و الجمال و المحبة و الاحترام للمرأة!
#علاء_الصفار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟