أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - الديمقراطية العربية بين النظرية والواقع














المزيد.....

الديمقراطية العربية بين النظرية والواقع


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4023 - 2013 / 3 / 6 - 23:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الثورات العربية بين النظرية والواقع
***********************
ما يلفت النظر عادة ونحن نتابع حوارات بعض المثقفين حتى وان تولوا أعلى المناصب كالسيد المنصف المرزوقي رئيس تونس المؤقت ، هو هذه المسافة الضوئية التي تبعد بين النظرية والواقع في عالمنا العربي .
الجميع يهلل وينادي بالديمقراطية ، منذ أمد بعيد ، لكن كتابة أولى حروفها لم يتم بعد . وها نحن بعد مرور أكثر من سنتين على معظم الثورات العربية الزاهية ، نجدنا أمام مأزق حقيقي في تفعيل آليات الديمقراطية في بلداننا . والسؤال الذي يمكن أن يطرحه أي مثقف أو متابع لمفاعيل الديمقراطية في الوطن العربي هو : لماذا جميع الفرقاء السياسيين العرب غير ديمقراطيين ؟
فحين تلتفت الى سلوك الاسلامويين ، تجد معظمهم ذوي فكر منغلق واقصائي . وحين تتجه الى اليسار العلماني الذي لبس طويلا برنس الديمقراطية تلفيه بعيدا عن جذور الديمقراطية وأغصانها . وحين تستأنس بالليبراليين العرب فأنت لن تسمع الا رنين الربح المادي الفوري .
وهذا ما يجعلنا بوضوح أمام عجز مطلق في تطبيق أدبيات الديمقراطية باعتبارها منبرا للحوار ، ومنطلقا للازدهار ، ومشتلا لابداع الأفكار، ومدرسة للانصات ، ومصدرا للارادة القاهرة لكل ابتذال سلوكي .
فهذا الانسداد الجلي الذي وجدت نفسها فيه افرازات الثورات العربية ، ليس مرده تدخلات غربية وخارجية ، ومقاومة ما يسمى بالثورة المضادة ، بل هو يكمن أساسا في هذا الفقر المروع الذي يلحم النظرية وارادة تطبيق مخرجاتها على أرض الواقع . فالتدخلات الخارجية والغربية ، ومقاومة جيوب المقاومة المنهزمة ، هي من أحكام المعطيات البدهية ، ولا أظن أن أحدا ينفيها . لكن الأهم هو افتقاد المسؤولين الذين يتحاربون من أجل الحكم لأي ارادة صادقة للاحتكام الى مفاعيل الديمقراطية وحكامتها الانتخابية .
فكل الأطراف متمسكة برؤيتها الخاصة لحكم الواقع ، حتى وان لم تُمنح تفويضا شعبيا ، لأن الهدف هو الحكم وليس كيفية الحكم . كأن جرثومة الاستبداد والطغيان هي الهرمون الوحيد الذي يسري في دمائنا جميعا . لا أحد به شهوة التنازل عن قليل من مطالبه ، وكأنه المجتبى والمختار لقيادة مرحلة الثورة وما بعد الثورة . وهذا دليل على الفراغ ، فالذي لا يتنازل عن قليل مما يملك ، يستحيل أن يوزع ما لايملك من خيرات الوطن . والذي لا يستطيع تحوير أفكاره واغنائها لا يمكن أن يحور قدر وطن ومجتمع ما .
اننا أمام معطيات علمية ، وليست مجرد افكار فارغة ، فالذي يتنازل ويتحاور ، بامكانه أن يرتفع ويزدهر ، لكن الجامد الثابت يفتقد اصلا الى مبدأ التحول والتطور . وهذه هي خلاصة السنتين من الشد والجذب بين الفرقاء السياسيين العرب من جميع الأطياف .
نفس خطاب المستعمر الامبريالي والاشتراكي ، الذ أتحفتنا به أنظمة الاستقلال المفترى عليه ،وعد بالازدهار والتقدم ، وواقع لايعيش الا مزيدا من التخلف والتقهقر ، وها هو يأخذ طبعته الثالثة مع المستهزئين بروح الثورات الشعبية ، عبر هذا التطاحن الهجين الذي يجعلون حطبه من أجساد وحياة هذه الشعوب البريئة والساذجة .
انه احتفالنا بخيبتنا في جميع من جربناهم من حكام ، وكما قال وزير الداخلية المغربي السابق ادريس البصري ، "لولا تواطؤ المثقفين معنا ما أخضعنا هذا الشعب لسيطرتنا ".
يجب أن نعترف قبل أي خطوة نحو بناء وطن ديمقراطي ، أن شعوبنا تحتاج الى دورات مكثفة لمحو الأمية الديمقراطية ، كي تستطيع تبين الخيط الأبيض من الأسود والوقوف جبهة واحدة ومتراصة ضد كل من يتاجر بمستقبلها وبوجودها ، وما أكثرهم .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة الانتقالية وضرورة التجاوز
- أمطار الجحيم -26- رواية
- كلمة صادقة الى الشعب السوري الأبي-1-
- أين المواطن ؟
- هذا الوطن لنا
- هوامش التفكير -1- محاولة لخلخلة المفاهيم الثابتة عن مركزيةال ...
- للفراغ أن يخطو
- في انتظار الشمس
- أمطار الجحيم -25- رواية
- أمطار الجحيم -24- رواية
- حر أنا مني
- تسفيه العمل السياسي بالمغرب
- سامر العيساوي والقضية الفلسطينية
- في مفهوم التواضع-2-
- جلباب المخزن المخروم ، وعري المجتمع الفاضح
- أمهليني.....
- حركة 20 فبراير : المنزلقات الموضوعية
- عيد ميلاد ديكتاتور
- أبحث عن امرأة ثائرة
- محاولة محاصرة وقائع جناية


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - الديمقراطية العربية بين النظرية والواقع