أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مروان هائل عبدالمولى - الفكر الديني ومحدودية التطور والحركه















المزيد.....

الفكر الديني ومحدودية التطور والحركه


مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)


الحوار المتمدن-العدد: 4023 - 2013 / 3 / 6 - 18:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بينما كنت واقفا اتحدث مع احد الاصدقاء شد انتباهي قيام احدى الشباب المتدينين بعملية تعليق وتسليك لبعض السماعات الصوتيه التي تم تثبيتها على اعمدة الكهرباء القريبه منا ولاحظت ان السماعات منتشره حتى على جدران بعض المطاعم والمنازل و وبكثافه وكان الصوت الخارج من تلك السماعات هو لأحد شيوخ الدين يلقي خطبه عن الموت وعذاب القبر وكان يتحدث وكأنه مات وشاهد عذاب القبر وعاد للحياة ليقص علينا ماشاهده وبصوت باكي وبنبرات متنوعه بين الهادئه والعاليه وكان مصدر تلك الخطبه هو احد دور التسجيلات الدينيه التابعه لاحد مساجد المنطقه التي تبيع الكتب والاشرطه الدينيه.
الغريب هو لماذا هذه السماعات خارج دور العباده وهناك الكثيرمن المساجد مع مكبرات الصوت تُلقى عبرها الاذان والخطب الدينيه اضافه الى ذلك الواعظين والمراقبين الدينيين في الشوارع وظاهرة الفتاوي الدينيه بين الاصدقاء عن طريق التلفون الذي يجمعهم بشيخ يُرجع اليه في اي وقت وعلى مدار الساعه , واكثرما شدنا لكتابة هذا المقال هو صراع الفكر والممارسه في حياتنا بعد بعد ثورات مايسمى بالربيع العربي وبروز فئه من الذئاب البشريه من فئة رجال الدين لا شغل لها سوى غسل ادمغة الشباب وتعليمهم التشدد.
كنت شاهدا على حادثه حصلت امامي عندما كنت اشتري الخضار في احد اسواق عدن وكانت تقف بجانبي امرأه تقريبا في نهاية العقد الخمسيني وليس ببعيد عنها يقف شاب اخر وكانت المرأه تلبس العبايه وغطاء الرأس كاشفه الوجه تشتري ايضا الخضار فإذا بشاب اخر ملتحي يقترب منها ويقول لها تستري ياحرمه فاجابته بصوت عالي وهل تراني عاريه واذا بالشاب الذي كان يقف ليس ببعيد عن المرأه يسألها ماذا قال لك يااماه وماهي الا لحظات حتى انقض على ذلك الشاب الملتحي واوسعه ضربا , السؤال هو ماالذي دفع بالشاب الملتحي لقول تلك العباره الجارحه لأمرأه في سن والدته وهي تلبس العبايه ومغطاة الرأس اليست هي الافكار السوداء القادمه من مدارس الجهل والتشدد الديني .
أن أقوى سلاح ذو حدين هو سلاح الدين والتاريخ يشهد كيف استطاع رجال الدين بدفع الناس مبتسمين الى الموت بصوره المتعدده اللانسانيه حتى ضد المدنيين العزل من نفس المذهب او حتى ضد الشقيق المسلم الذي يختلف معه في المذهب تحت اوهام مختلفه الشهاده والاخره والجنه مثل حرب العراق وايران ومفاتيح الجنه الخمينيه وحرب اليمن بعد الوحده اي حرب شمال اليمن ضد جنوبه ودور رجال الدين في الحرب مثل فتوى الشيخ الديلمي بقتل الجنوبيين لانهم كفره ومرتدين وتحريض الشيخ الزنداني لتجميع شباب القبائل باسم الاسلام والشريعه الاسلاميه لمساندة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في شمال اليمن و حربه الاجراميه ضد ابناء الجنوب كما ان بن لادن وجهاده ضد الشيوعيين السوفيت واتهامهم بالكفر كان تحت ضغط التأثير الديني السلبي الكاذب لشيوخ دين وغض البصر عن الصراع الحقيقي وخفايا الحرب البارده بين الانظمه الكبرى في تلك الفتره وكذلك مشايخ الفضائيات الذين يقودون تشويه ممنهج ومضر لصورة الإسلام واحكامه ويسيرون عبر الفتاوي حياة وسلوك الفرد في تنافر واضح مع مفهوم علم الاخلاق الذي تتفق عليه اغلب امم الكره الارضيه الذي يُفسر فيه ان ليس لفرد أن يحدد السلوك الفاضل ليفرزه عن السلوك الرذيل غير الفاضل و الشرير بالضرورة ، مهما بلغت مكانة هذا الفرد إنما المجتمع هو الذي يضع التعريفات و المواصفات و التفاصيل و يفرز بين نوعي السلوك وليس الفرد , مثلما هو الحال في مجتمعاتنا الذي يتربع على بقية الامم بكثرة الواعظين ومعلمي الاخلاق من الشيوخ الجهله الذين يشقون المجتمع الاسلامي باحاديث واراء شخصيه ادت الى الفتنه والقتل وتدمير لاقتصاديات الدول المسلمه و في النهايه المال الذي يحارب به المسلم اخيه المسلم هو مال اسلامي والدماء التي تتقاطر هي دماء مسلمه والتخلف ايضا يظل جاثما في على الارض المسلمه بسبب دمار الاقتصاد وانغلاق الفكر وحصره في ايدي بعض من جهله شيوخ الدين شيوخ بعقلية وافكار من القرون الوسطى.
في الوقت الحاضر يحتاج المجتمع العربي الى سنوات كثيره لكي ينتقل إلى الديمقراطية
وبناء دولة القانون في ظل سقوط الانظمه الديكتاتوريه وبزوغ ضوء الانظمه الاسلاميه التي وصلت الى السلطه بمشاركة اطراف اسلاميه متطرفه شاركت في القتال والمظاهرات لانجاح ثورات الربيع العربي ونحتاج ايضا إلى سنوات عديدة للتخلص من الثقافة التقليدية والثقافة الطائفية والقبلية والثقافة الديانيه السلبيه لانها لازالت هي السائدة بوعي المواطن العربي ومن ثم التخلص من تبريرات الفتاوى الشرعية القديمه التي يتحدث عنها كثير من الفقهاء مثل الفتاوي المسحوبة من القرن الثامن هجري بأنه ستين سنة في ظل أمام جائر خير من ليلة بلا سلطان، او مثل مايرددون من احاديث للرسول (صلعم ) (( اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين)) للتقرب عاطفيا ثم فكريا الى عقل الفرد لان المواطن العربي افرازات العاطفه لديه اكثر بكثير من افرازات العقل وهم في الاصل هولاء الفقهاء والشيوخ لاعلاقه لهم بحالة المسكين باي صله بل انهم سكاكين تقطع كل اواصل التطور الانساني باسم الدين .
هذا الاعمال لاتحدث الا نتيجه لعدم تطور المجتمعات ومواكبة التغيرات التي تدور في العالم ولا تُقبل إلا من قبل اناس لاتؤمن بتعددية الثقافه وتريد ان تنشر ماتراه وتفكر به هي فقط , وإن قام احد افراد المجتمع بالتنفس والتعبير عن رأي مخالف سلطت عليه سلاح الكفر واستباحة الدم لان هم فقط يفكرون ويقرأون بطريقه صحيحه ويتواصلون روحانيا مع السماء ويعرفون الاجوبه على كل الاسئله ولايوجد على الارض بشر ولا افكار مثل ماعندهم ولهذا ازدادت ظاهرة المرجعيات والمشيخه الدينيه بالانتشار بعد ثورات الربيع العربي في ظل حالة من التخبط الفكري وكماشة القوى الدينيه الكبرى على نشر مدارسها ومبادئها على حياة المواطن العربي الممزق اجتماعيا وروحانيا وثقافيا بين مدارس وفكر الانظمه السابقه وبين فكر بعض شيوخ المرحله الجديده شيوخ المغارات والكهوف الذين افلسوا الثورات والدين من مبادئها واهدافها الحقيقيه فهم لا يعرفوا ان الدين الاسلامي الحقيقي هو ثورة على الظـــلم و الظـــالمين دين علم وتسامح ورحمه وتواصل مع الاخرين، و دين الشيوخ الجدد ثورة ضد المظلومين وفكرهم والكارثه انهم ويرددون في كتاباتهم حديث حذيفة ــ رضي الله عنه ــ لما سأل رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ عما يقع من فتن بعده وما يجب على المسلم أن يفعله حينئذ قال له النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ: ((يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس )) قال: قلت: كيف أصنع يارسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: ((تسمع وتطيع للأمير, وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع)) , وقد انتهز شيوخ التخلف الجدد بعد التغيرات والثورات في المنطقه كلام الرسول (صلعم) وحرفوا مفهوميته ونشروه على ان نساق مثل البهائم من قبلهم نُضرب وتثبت الافكار بمسامير التخلف ثم تصلب في ادمغتنا وتتبرمج حياتنا على ضربهم لنا من الظهر وعدم الكلام إلا بامرتهم وتوجوهاتهم والسير تحت عماماتهم .
أن السبب الرئيسي لقيام الثورة الفرنسية كان تسلط الكنيسة وتدخلها في حياة الناس ، بل ومحاربتها للعلوم وربطها لها بالشعوذة و كان نتيجة هذا الربط هو إعدام العالم الفلكي الكبير في ذلك الوقت جاليليو جاليلي من قبل الكنيسة التي وصفته بالسحر والهرطقة لمعارضته بعض معتقداتها مثل كروية الأرض وغيرها ومااشبه اليوم بالبارحه ولكن مسرح التخلف والشعوذه هو الارض العربيه وليست اوروبا والزمان هو القرن الواحد والعشرين والضحيه هو المسلم الذي أصبح مشلول القدرات والتفكير لعدم استخدام عقله ورجال الشعوذه هم بعض رجال الدين يعتبرون انفسهم القاضي والحكم والجلاد وفوق الجميع وفوق الدوله .




#مروان_هائل_عبدالمولى (هاشتاغ)       Marwan_Hayel_Abdulmoula#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرش الجنسي بين الاسباب والحلول
- الطفلة المشتهاة و البيدوفيليا الحلال
- القضيه الجنوبيه مواقف واقلام
- العمليات الانتحاريه بين التاريخ والمعاصره
- العلاقات الدوليه وثلاثية التغير
- الثعلب في ثياب الواعظين
- خيار الانفصال ليس جنوبيا
- كارثه اسمها اليمن
- وحيده في الذاكره
- ايتها الساحره
- اجمل قدر
- الايام ونُخب من الماضي
- الوراثه السياسيه في السعيده
- اليمن تحديات قديمه وجديده
- دنيا جديده
- القات والضعف الجنسي والاقتصادي
- الدبلوماسيه اليمنيه ازمة ثقه وهيبه
- حاله خاصه جدا
- كناري في بستاني
- مجنون وافتخر


المزيد.....




- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مروان هائل عبدالمولى - الفكر الديني ومحدودية التطور والحركه