|
مفارقة ...مسلم وعقلاني ....مسلم ومستنير
احمد داؤود
الحوار المتمدن-العدد: 4023 - 2013 / 3 / 6 - 12:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بين الاسلام كدين يزعم مؤسسه بانه منزل من اله الكون .وبين العقلانية والاستنارة كمذهبان بون شاسع .ولا يمكن الجمع بينهما في ان واحد .اي بمعني اخر لايمكن ان نقول لشخص ما بانه مسلم وعقلاني مستنير في ذات الوقت .فاما ان يكون مسلما او مستنيرا عقلانيا . ومحاولة الجمع بين الاسلام والعقلانية كالجمع بين "البيض والحجر " او "الضبع والحمل " ولا يستطيع كائنا من كان ان يربط بينهما .بل ويدعي بان الاسلام عقلاني او ان المسلم مستنير. من حين لاخر ..تنهال علي الدعوات التي تطالبني بعدم الخلط بين تعاليم الاسلام وممارسات المسلمين .كما انها تحثني لعدم تعميم تلك الممارسات علي كافة المسلمين باعتبار ان هنالك مسلمين عقلانين ومستنرين . وغالبا مايطلق لفظ مستنير علي ذاك المسلم الذي تشبع بالقيم والمفاهيم والافكار الحديثة والمتجاوز في ذات الوقت لبعض تعاليم الاسلام التي يصعب تطبيقها في العصر الراهن او التي اثبتت العلم عدم صحتها . محمود محمد طه الذي طبق عليه حد الردة في عهد الدكتاتور السوداني جعفر النميري يعتبر في نظر الكثير من المسلمين عقلانيا ومستنيرا .لانه دعا الي تجاوز الكثير من التعاليم المحمدية .اما اسامة بن لادن فهو يعتبر عند ذات الاشخاص اصوليا ومتشددا .والسبب انه التزم بتطبيق كلما جاء به محمد . العقلانية تعني علي سبيل المثال "الاعتماد علي العقل كمعيار لقياس صحة قضية ما " اما الاسلام فهو يعني التسليم المطلق بصحة ماجاء في القران حتي لو كان ضد العقل والمنطق . مثلا الاسلام يحدثنا بان الارض مسطحة .ويعلن "الم تر الي الارض كيف سطحت " وفي نص اخر يشير الي انها ممدة ويؤكد "ومددنا الارض مدا "كما انه يقول لنا بان هنالك سبع سموات ومن الارض مثلهن . واقعيا اثبت التجارب العلمية والعقلية بان الارض مدورة كما انها واحدة فقط . الانسان الذي يؤمن بالاسلام ومهما بلغ من العلم والوعي فانه مجبرا للايمان بما تؤكده ديانته وليس ما اثبته العقل .ومثل هذا الانسان لايمكن ان نطلق عليه صفة العقلاني .لماذا لانه يقبل التسليم بما اثبت العقل عدم صحته . الاسلام كدين يقوم علي الايمان والذي يعني بدوره التسليم بصحة قضية ما دون محاكمتها عقليا .فالمسلم مثلا يؤمن بفكرة ان هنالك "شيطان ..جن ..عفريت " رغم انه لايدرك صحتها او لايستطيع اثباتها او حتي محاكمتها عقليا .فقط يؤمن بها لانه يعتقد ان الله هو من اتي بتلك الفكرة .ومثل هذا الامر يتناقض كثيرا مع العقلانية التي ترفض التسليم بما هو ضد العقل والمنطق. ان تكن عقلانيا يعني ان تؤمن بما يذهب اليه العقل .اما ان تكن مسلما فهو يعني ان تؤمن بما هو ضد العقل .وشتان ما بين الاثنين .فاما ان تكن مسلما او عقلانيا .ان تكن عقلانيا يعني ان تكفر بكلما يدعو اليه الاسلام .بينما ان تكن مسلما فهو ان تكفر بكل ما اثبت العقل صحته . والمسلم مهما تدثر بثوب الاستنارة او العقلانية سيظل مسلما . والعقلاني مهما ادعي الاسلام سيظل عقلانيا . لايمكن ان نطلق صفة العقلاني علي شخص يؤمن بفكرة ان هنالك سبع سموات ومن الارض مثلهن .كما اننا لايمكن ان نطلق صفة المسلم علي شخص يؤمن بان الارض واحدة وانها مدورة .لماذا ؟ لان الاسلام يقول خلاف ذلك فان كان يؤمن بالاسلام حسب ما يزعم لما امن بما هو مخالف لتعاليمه وافكاره . ************************************* الاستنارة والعقلانية نقيضا الاسلام .وهما مثلما اشرت سابقا "كالبيضة والحجر " انتشار العقلانية والاستنارة يعني تدهور الاسلام وفنائه .والعكس صحيح . في المجتمعات الاسلامية ادي غياب العقل الي توطين الاسلام وهمينته .اما في المجتمعات التي يحتكم افرادها للعقل والمنطق اندثر الاسلام.واذا ما سالت اي شخص عن ماهية الاسباب التي ساعدت علي انتشار الاسلام سيقول لك الجهل وغياب العقلية المفكرة والناقدة . في كل البلدان التي يعتنق شعوبها الاسلام تجد حكوماتها الاسلامية تقوم بالتحكم في الوسائل الاعلامية والمؤسسات التعلمية .فالمنهج الدراسي علي سبيل المثال لايحتوي علي مواد تشجع علي العقلانية او التفكير الحر.بل ان كلما يشجع علي ذلك يعتبر من المحرمات التي يجب استئصالها . في السعودية مثلا يواجه موسس احدي المواقع التي تشجع للعقل والتفكير الحر يواجه حكما بالاعدام . اما في مصر فقد اغتالت بعض الجماعات الاسلامية المفكر فرج فودة لانه كشف النقاب عما ظل غائبا عن المسلمين لما يقارب الاربعة عشر قرنا من الزمان . وفي السودان حكم علي محمود محمد طه بالردة حينما دعا الي محكامة بعض تعاليم القران عقليا . وحسب ماتشير بعض الاحصائيات فان الدول الاسلامية هي الاكثر انتهاكا لحق الانسان في التعبير والتفكير .فمئات الكتب تصادر .ويغتال عشرات المفكرين بحجة انهم ملحدين وكفار. "الانسان هو ابن بيئته " ومثل هذه البيئة المعروفة بالقمع والارهاب لايمكن باي شكل من الاشكال ان تنتج انسان عقلاني او مستنير ..بل مسلم متزمت ومتشدد ورجعي واصولي. ******************************************************** ان يكن المسلم عقلانيا فهذا يعني ان يتجاوز بعض التعاليم الاسلامية . وفي هذه الحالة لايمكن ان نعتبره مسلما .لان الاسلام يصنف كل من "يؤمن ببعض الكتاب ويكفر بالبعض الاخر" يصنفه في خانة الملحدين والكفار . فالمسلم الحقيقي هو من يؤمن بكل ماجاء به الاسلام .اما غير ذلك فهو غير مسلم . صديقي "ح" يناهض التعاليم الاسلامية السالبة مثل حد الردة "من بدل دينه فاقلتلوه " او فكرة الاعتداء علي الاخرين وفرض الجزية عليهم "قاتلوا ...حتي يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " و حد السرقة " السارق والسارقة فاقطعوا ايديهما " و حد الحرابة "انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ان تقطع ايديهم.."و حد الزنا " والزاني والزانية فاجلدوا كلما منهما مائة جلدة ..." وفكرة الاعتماد علي الغنائم كمصدر للرزق "كلوا مما غنتم حلالا طيبا ".
مثل هذا الشخص لايمكن ان يعتبر مسلما حقيقا حسب مايشير الاسلام . وانما هو "متاسلم" اي fمعني اخر يدعي الاسلام اما لخوفه من القتل او لان الاسلام هو الوسيلة الناجعة للحصول علي المكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية . وخير من اشار الي تلك النقطة هو الفيلسوف البريطاني رسل عندما قال" الغالبية الساحقة من الاذكياء والمثقفين لا يؤمنون بالدين .ولكنهم يخفون ذلك من الجمهور ذلك لانهم خائفين علي مصدر رزقهم " ************************************************* كثير من المسلمين يعتقد بان الاسلام رديف العقلانية .بل ويؤكدون باستمرار ان الاسلام احترم العقل .ومنح الانسان الحق في التفكير .ولكن اذا ماتاملنا في القران الذي هو المصدر الاول للاسلام نجد ان العقلانية لا مكان لها في ذات الدين .فالاسلام يريد من اتباعه ان يؤمنوا بما يقوله لهم دون ان يحاكموه عقليا .ويرفض في ذات الوقت التفكير الحر او العقلاني الذي قد يودي الي الكفر .ويعلن " لاتسالوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم "كما ان هنالك نصوص اخري تعلن بان الله "يحزركم نفسه ". واذا ما تتبعنا سيرة محمد مؤسس تلك الديانة نجده يتهرب كثيرا من الاسئلة التي تjطلب تدعيمها بالادلة والبراهين .فهويؤكد بان الذي ارسله هو من خلق هذا الكون كما انه لاينطق عن الهوي .وحينما يطلب منه اثبات ذلك بصورة عقلية يلجأ الي اثارة عواطف اتباعه ضد من يفعل ذلك بل يحرضهم لقتالهم واستئصال ارواحهم. ابي لهب علي سبيل المثال كان من مناهضي محمد .فبدلا من يقوم هذا الاخير بدحض ما يقوله لجا الي تجريمه وتاثيمه وتاليف سورة كاملة تتحدث عنه وتبشره بالنار والعذاب العليم .
كما ان فقهاء المسلمين يصنفون الفلسفة والعلوم العقلية في خانة الاشياء المحرمة والداعية الي الشرك والالحاد .لذلك ظل الفلافسة والعقلانين مضطهدين في كافة الدول لتي يعتنق شعوبها الاسلام . ************************************************************* في القران قصص واحداث لايصدقها طفل .ناهيك من ان يؤمن بها شخص عقلاني ومستنير.في قصة سليمان مثلا نجد ان النملة تتكلم كما ان العفاريت ايضا يفعلون ذلك .وفي قصة اخري يمكث النبي يونس داخل بطن الحوت لسنين طويلة دون توفر ادني مقومات الحياة لديه .وفي نصوص اخري من القران نجد ان الله يامر بقتل طفلا لا لسبب سوي انه سيرهقهما طغيانا وكفرا. هذا من جانب ..اما من الجانب الاخر نجد بان هنالك تناقضا كبير في بعض النصوص القرانية .مثلا هنالك نصوص تزعم بان الله خلق السموات والارض في ستة ايام بيد ان هنالك نصوص اخري تذهب خلاف ذلك . كما ان هنالك نصوص اخري تقسم الناس حسب الاعراق والثقاقات والمعقتدات وتفضل بعضهم علي بعض . اذا ما افترضنا بان الاسلام احترم العقل كما ان المسلم عقلاني .فكيف يقبل انسان اخلاقي بفكرة ان هنالك نملة تتكلم او ان هنالك كائنات خرافية تعرف بالجن والعفاريت او ان هنالك شخصا ما يمكث داخل بطن الحوت لاكثر من سنة ؟.
يقول المنطق بان اكثر الناس تشبثا بشي ما هم الاكثر افتقار لذاك الشي ...والمسلمين تجدهم من اكثر المجتمعات تشبثا بفكرة ان الاسلام دين عقلاني كما انهم مستنيرين .والسبب في ذلك يعود في المقام الاول الي افتقارهم للعقلانية والتفكير النقدي او الحر. واذا ما كانوا عقلانين ومستنرين حسب ما يزعمون لما احتاجوا لكل هذا الزعيق .بل لاثبتوا ذلك بصورة عملية .
ونحن لا نستيطع ان نقول لشخص يؤمن بما هو مخالف للعقل لانستطيع ان نقول بانه عقلاني او مستنير وانما هو رجعي واصولي ومتشدد ومنكفئ . واي فكرة تسعي الي اثبات ان المسلم عقلاني او مستنير ماهي الا محاولة لتجميل صورة الاسلام المهترئة وتقديمها بصورة اخري مخالفة للصورة التي اشتهر بها .
#احمد_داؤود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الله ...لست ملزما للايمان بك
-
رجال الدين ..الوجه الاخر للشيطان
-
ماذا منحكم الاسلام حتي تدافعوا عنه؟
-
الاسلام والمسلمون يتفنُون في مصادرة الحقوق والحريات
-
لاحياة دون تسامح وتقبل الاخرين
-
احترموا حرمة اماكنكم المقدسة
-
الفكرة قبل القوة
-
محمد والتعامل بسياسة ردود الافعال
-
نرغب في ديمقراطية حقيقية وليست شكلية
-
الي ماذا يدل استدلال المفسرين بالشعر؟
-
لا خوف علي العروبة والاسلام
-
فلنتفق قبل ان نسقط النظام
-
-الله- بري من محمد
-
عذرا ايها المسلم..لا نسعي الي استئصالك
-
نحتاج وطنا ..لا حكومة تدخلنا الجنة
-
السودان..النضال المسلح..ضرورة فرضها الواقع
-
هل يخاطب الاله عباده بمبهم الكلام؟
-
محمد في التوراة والانجيل
-
يطلبون الاحترام ولايحترمون الاخر
-
الشخصية الحقيقية للمسلم
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|