أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الناموس في عالم السياسة..















المزيد.....

الناموس في عالم السياسة..


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 281 - 2002 / 10 / 19 - 01:50
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



18-10-2002

الناموس تعني ناموس الرجل:أي صاحب سره الذي يطلعه على باطن الأمور وما يستره عن غيره. وهو مشتق من نمس بالكلام إذا أخفاه. وهي أشد من همس. ويقال : نمس الصائد إذا اختفى وأهل الكتاب يسمون جبريل عليه السلام بالناموس الأكبر لأنه يخفي حنين يلقيه إلى الرسل عن الحاضرين فلا يسمعوه. والناموس : حشرة صغيرة ومزعجة.

أما الناموس السياسي فهو من أخطر أنواع النواميس الصغيرة والكبيرة المفرحة والمزعجة التي وصلت لما وصلت أليه بفضل سمسرتها لأهل الحكم ووضع نفسها في خدمة الحاكم لخدمته خدمة لنفسها وللنواميس الأخرى التي تكاثرت بفضل تفاعلها الإيجابي مع سلام الشجعان العجائبي,السلام الذي جاء بها والذي سيأخذها معه حين يتم استبداله بالسلام الحقيقي والواقعي والمشرف والعادل والشامل والكامل المتكامل, الذي ستفرضه الانتفاضة الشعبية الفلسطينية بمقاومتها وتضحياتها وصمودها عاجلا أم آجلا.  

كنت أود الكتابة عن جائزة نوبل وكيف أنها تمنح عنوة وعن سابق إصرار للكتاب الذين كتبوا أو لازالوا يكتبون عن أشياء لها علاقة بالمحرقة وبما فعلته النازية باليهود الأوروبيين وبالأوروبيين أنفسهم وأن كانت الويلات تلك توزعت على الجميع لكن بتفاوت.

ولقد أحسن الصديق رشاد أبو شاور فعلا حين كتب مقالة كاملة وحامية " في فصل المقال العدد الحالي" عن هذا الموضوع الذي طالما ظل حكرا على مجموعة من الناس الذين تمرسوا في البحث عن الكتاب والأدباء من أصول يهودية لكي يمنحوهم تلك الجائزة بكافة فروعها وبالأخص الفرعين السياسي والأدبي.والأجندة التي مازلت تضم تلك الأسماء الفائزة أو التي منحت الجائزة تكفي وتوفي بالغرض,فإذا لم يكن الفائز يهوديا فهو صهيوني بالفكر أو متصهين بالكتابة والموضوع,ألا في حالات فريدة ومتفرقة لم يخل فيها الأمر من رائحة سياسية لها علاقة باليهود والصهيونية وأمريكا والمحرقة والعداء للشيوعية سابقا وللإسلام لاحقا.وهذه أصبحت ثابتة من الثوابت التي تحكم اختيار الفائز أو الأديب الذي يتم اختياره من قبل أصدقاء إسرائيل في لجان نوبل التي تسيء باختياراتها لمعنى الجائزة ومعاني السلام.

لقد تم منح الجائزة للأديب اليهودي الأمريكي المتعجرف ألي فيرزل وكذلك للكاتب التورنيدادي البريطاني المتصهين نايبول والآن للمجري اليهودي ايمري كيريتش الذي قضى عمره يكتب عن المحرقة,حيث توقفت عقارب حياته هناك ولم تتقدم إلى الأمام ألا بدفعات صهيونية كانت ولازالت تدفع به وبأمثاله للكتابة عن الماضي اليهودي وعذابا ته من أجل التغطية على الحاضر اليهودي وأجراما ته المتمثلة بأعمال وأفعال إسرائيل الصهيونية,الوطن الروحي لكل يهود العالم كما يدعون.وجائزة نوبل ألفريد للسلام لا تختلف كثيرا عن جائزة الفريد نوبل للآداب,فكل جوائز نوبل كانت تمنح للذين يعادون المعسكر الاشتراكي سابقا,مثل ليخ فاليسا قائد نقابات عمال بولندا المعروفة باسم التضامن" سوليدارنوش" وغيره من أمثال غورباتشوف المسؤول الأول عن هدم المعسكر الأشتراكي من أجل حفنة من الدولارات. هذه الجائزة مخصصة لكل الذين يعملون من أجل عالم على الطريقة الأمريكية والصهيونية. حيث الفكر الأمريكي هو الفيصل والروح الصهيونية هي الجوهر. وهل هناك بشاعة في الحياة أكبر من أن يحصل مجرم دولي وقاتل إرهابي كما مناحيم بيغين" مجزرة دير ياسين وغيرها من المذابح"على جائزة نوبل للسلام, مناصفة مع الرئيس المصري المقتول أنور السادات الذي كان حاكما مستبدا وأرعنا, تفرد بالسلطة ووضع الحياة النيابية والديمقراطية جانبا وفرض سياساته بالقوة والقمع و سمح لقواته بتجويع الناس واعتقالها وزج بها في السجون لأنها تظاهرت رفضا لسياساته التي لا تخدم القضية العربية ولا الأمن القومي المصري ولا تجلب سلاما سوى لأعداء مصر. ثم توالت الجوائز فتم منحها لرابين مكسر عظام أطفال الانتفاضة الفلسطينية ولبيريز الأب الروحي لنظام التسليح النووي الصهيوني,وبطل مذبحة قانا الشهيرة في جنوب لبنان مناصفة مع الرئيس عرفات عرفانا وشكرا له على مشاركته في سلام أوسلو الذي سماه هو نفسه بسلام الشجعان ومازال يتمسك بهذه التسمية رغم كل ما تخض عنه.

أيها السياسي أينما كنت عليك اجتياز امتحانات الولاء لبيت الطاعة الأمريكي والصهيوني أولا ومن ثم العمل لما فيه خدمة ذاك البيت اللعين حتى تستطيع أن تترشح من ضمن الذين يتم ترشيحهم من قبل لجان نوبل لنيل الجائزة. وهذه اللجان هي بطبيعة الحال لجان تهيمن عليها الأوساط والشخصيات الأوروبية المعروفة بولائها الشديد لإسرائيل ظالمة أو مظلومة.

والآن نعود من صقيع اسكندنافيا ولعنات نوبل ومعهده الذي أمر من قربه على الأقل مرة أو مرتين في الأسبوع,إما بالسيارة الخاصة أو بالأوتوبيس أو بالترام, ومنذ حوالي السنتين أصبحنا نراه ونمر من قربه كلما تظاهرنا احتجاجا على ممارسات ومجازر إسرائيل ومواقف أمريكا, لأن السفارتين الأمريكية والإسرائيلية موجودتين في نفس المنطقة تقريبا. حتى مركز نوبل في أوسلو أصبح محاطا بسفارتي أمريكا وإسرائيل,كأن ما فيه من متصهينين لا يكفيه. 

موضوع الناموس لازال كالكابوس. قبل أيام قال مسؤول أمني فلسطيني رفيع أنه استقال من منصبه لأنه يختلف في أسلوب العمل والرؤية مع رئيسه الذي كان له وحده الفضل في جعل هذا المسؤول مسؤولا وفي توليه عدة مناصب أمنية وسياسية جلبت لشعبنا المزيد من الأزلام والمماليك والآلام. هذا المسؤول الرفيع والذي هو من معسكر النواميس المزعجة التي كانت صغيرة وكبرت حتى صارت نواميس كبيرة الحجم وكثيرة الإزعاج وقليلة العمل وطويلة اللسان.الناموس هذا قرر أن يلتحق بالنواميس الأخرى التي تركت سيدها محاصرا وفضلت الابتعاد عنه والضغط عليه مع كل الضاغطين لدفعه على القبول بأملاءات أعداء الانتفاضة.  وهذه النواميس السياسية ترفض التنحي جانبا وفقا لرأي الجماهير وعملا بما فيه خدمة القضية والوطن, لأنها بهذا سوف تخسر امتيازاتها الكثيرة وستعود لأحجامها الطبيعة الصغيرة.

 الآن أريد أن أترككم تقارنون ما بين موقف هذا المسؤول الفلسطيني وموقف السفير الأسباني في بغداد السيد فرناندو فارديلما, الذي قدم استقالته من منصبه احتجاجا على موقف حكومة بلاده المؤيد للحرب الأمريكية على العراق وشدد السفير المستقيل على أن قراره بالاستقالة نابع من منطلقات أخلاقية ومهنية. تصوروا مدى وضوح كلماته وكبر معانيها وكذلك مدى وفاء السفير فرناندو للبلد الذي عمل فيه ولأخلاقيات المهنة ولروحه الإنسانية الحية والعالية. أنه الناموس الذي يحفظ سره ويحمي أسراره من تفاهات الاختباء وراء شعارات وكلمات سياسية ودبلوماسية كاذبة ومنافقة ومخادعة.أنه الوفاء لبعض من السنوات التي عمل خلالها هذا الرجل سفيرا لبلاده في بلد محاصر بالحرب وبحالة عداء واستعلاء ورياء أمريكي تدعو للتقزز والقرف من أمريكا وكل من يدور في فلكها من الصعاليك والمماليك. هكذا هم الرجال وتظهر رجولتهم وقت الشدة وفي الأزمات ووقت تحتاجهم الحقيقة. أما كلمة الحق التي فقدها عالمنا العربي بسبب عجز حكوماته عن قولها والتفوه بها أو حتى محاولة نطقها.وكلمات القادة العرب أحيانا تكون كاللكمات,لأنها أي النواميس العربية الصغيرة جدا والمزعجة جدا, نواميس لا ترى بالعين المجردة, بل على المرء أن يستعمل ميكروسكوب حتى يستطيع رؤيتها. والى أن تزول النواميس هنا وهناك علينا البحث عن سبل الخروج من أزماتنا بقناعتنا وبعيدا عن تدخلات الأغراب والأعداء.           [n1]

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 16 أكتوبر يوم لنصر لبناني جديد
- جنازة الكندري والهاجري تختصر كل شيىء ..
- سفير بريطانيا يجرأ على الكلام
- رحلة أخرى على شاطئ قرطاج - الجزء الثاني
- رحلة أخرى على شاطئ قرطاج - الجزء الأول
- الإرهاب في كلام الإرهابيين من قادة إسرائيل الإرهابية
- السابع من أكتوبر تاريخ فلسطيني جديد
- نابلس 106 أيام من منع التجوال والحبل على الجرار..
- الى الطفل الشهيد محمد الدرة في يومه المشهود, يوم الطفل العرب ...
- هل أصبح العرب أكثر شعوب العالم عجزا؟
- تظاهرة في أوسلو
- الإرهاب الصهيوأمريكي لازال مستمرا
- الانتفاضة الثانية تسير واثقة الخطى
- شعب فلسطين أكبر من أن يهان..
- رابين كان إرهابيا محترفا ومات هكذا..
- من مجزرة إلى مجزرة ,إلى متى ؟
- العراك لأجل العراق
- 11 أيلول يوم الضحية والجلاد..
- الوزير اليحيى وعقاب الرجم بحجارة فلسطين..
- إلى الشهيد المجهول عفيف الحنفي


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الناموس في عالم السياسة..