أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - ملامح الامارة الحمساوية في قطاع غزة














المزيد.....

ملامح الامارة الحمساوية في قطاع غزة


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4023 - 2013 / 3 / 6 - 08:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يوماً بعد يوم تتكشف وتتعمق ملامح الامارة الحمساوية في قطاع غزة المستنسخة عن ممارسات وافكار ومنهج وتجربة حكومة طالبان في افغانستان . فمنذ ان اعتلت حركة "حماس" سدة الحكم في غزة هاشم واحكمت قبضتها وسيطرتها وسيادتها عليها تحاول جاهدة ، بكل الوسائل المتاحة واساليب الترهيب والترغيب والممارسات الغوغائية الاقصائية اسلمة المجتمع الفلسطيني ، وذلك باملاء اجندة اسلامية ،وتبني انماط حياة وقواعد وسلوكيات اسلامية باعتماد الزي الاسلامي واطلاق اللحى والتحجب والاحتشام، وتكثيف الدروس الدينية في المدارس لغسل عقول وادمغة الطلاب والشباب،واستغلال منابر المساجد للتحريض على الفصائل الفلسطينية الاخرى، ونشر فكرها وتذويت مشروعها وثقافتها الاسلاموية الطالبانية .
ومن ملامح ومعالم امارة "حماس " منع الاعراس الا بتصريح مسبق منها ،وتحريم مسابقات الغناء، وفرض اللباس الشرعي على النساء في الشوارع والمدارس والمحاكم ومنعهن من الخروج بلباس غير محتشم، وحظر الاستحمام المختلط واستحمام الرجال في البحر دون ارتداء القمصان ، ومنع اصحاب محلات بيع الملابس من وضع الدمى النسائية في واجهات محلاتهم وازالة الملصقات التي تظهر عارضات الازياء الداخلية . كذلك منع المعلمين من التدريس في مدارس البنات واستبدالهم بمعلمات ، وفرض الحجاب على المحاميات حتى لو كن مسيحيات، والزامهن بارتداء الزي الشرعي المخصص لهن اثناء مثولهن في المحاكم . ناهيك عن استهداف الحريات الجامعية والاكاديمية والشخصية بالزام طالبات جامعة الاقصى بارتداء الحجاب والنقاب والجلبلب والبرقع ، هذا بالاضافة الى منع نساء غزة المشاركة في ماراتون الاونروا. وغدا ستمنع حماس المرأة الغزية الخروج من بيتها وابقاءها فيه لأن في ذلك فتنة كبيرة وتدمير للمجتمع الفلسطيني الاسلامي !
مما لا شك فيه ان هذه الاجراءات القمعية الصارمة والممارسات السوداء الظلامية ، التي تقوم بها امارة "حماس" تمثل اعتداءً على جوهر الحقوق وتدخلاً سافراً في الحريات الشخصية، وتقييداً للحريات العامة، وانتهاكاً لحقوق الانسان الاساسية والخاصة ، ولها مدلولات اجتماعية وسياسية وعقيدية خطيرة على مكونات المجتمع الفلسطيني والمنظومة القيمية المجتمعية وحقوق الانسان ، وغايتها اسباغ طابع اسلامي طالباني على القطاع .
اما على صعيد الانتهاكات الصارخة التي ترتكبها الاجهزة الامنية التابعة لـ"حماس"بحق حرية الفكر والكلمة والابداع،وضد الحريات الاعلامية فحدث ولا حرج . فهذه الاجهزة تمنع وصول الصحافة الفلسطينية الصادرة في الضفة الغربية من الوصول الى القطاع، وتقتحم المكاتب الصحفية وتعتدي على الصحفيين بالضرب والشتائم .وقد اعتقلت واستجوبت العديد من الصحفيين والكتاب والمثقفين بسبب كتاباتهم ومقالاتهم ، التي لا تتماشى مع الفكر الحمساوي ، ومنعت وصول العديد من الكتب الفكرية والايديولوجية ذات التوجهات التنويرية التقدمية العقلانية ، وصادرت واعدمت كتاب "قول يا طير " لمؤلفيه ابراهيم مهوي وشريف كناعنة ، الذي اعتبرته كتاباً يخدش الحياء العام ويحتوي على الفاظ وتعابير جنسية وفاحشة .
وهذه الممارسات القامعة للحرية تأتي في اطار اخفاء وتغييب الحقيقة، وتكميم الافواه، واخراس الاقلام، ومنع الصحفيين من اداء واجبهم المهني . وهي نتاج حالة الانقسام الخطير الذي يسود الشارع الفلسطيني منذ فترة طويلة بين طرفي النزاع "حماس" و"فتح"، ولا تخدم حالة الصمود الفلسطيني والمقاومة وجهود استعادة الوحدة الوطنية وانهاء التشرذم والانقسام المدمر ، وانما تساهم في توتير الاجواء وتصعيدها وتسعير التناقضات الفلسطينية الداخلية ، وتشكل صفعة قوية في خاصرة الوحدة الوطنية والنضال التحرري الفلسطيني .
ومن نافلة القول ، ان "حماس" بممارساتها واجراءاتها القمعية وخطابها تثبت ،بما لا يدع مجالاً للشك، انها عازمة،بحق وحقيق، اسلمة المجتمع الفلسطيني بما يتماشى ويتلاقح مع مفاهيم طالبان ، وان فرض الزي والفكر والتوجه الحمساوي بالاكراه والقوة والعنف، هو امر مخالف لتعاليم ديننا الاسلامي الحنيف ، الذي ارسى الديمقراطية ، ونادى بحرية الفكر والرأي ، ونهى عن الاكراه ، واستوعب تعددية الديانات والفلسفات والحضارات .وهذه السلوكيات لا تصب في صالح الدولة الفلسطينية العتيدة ، الدولة الديمقراطية الحضارية التعددية المدنية ، التي تؤمن بحقوق الانسان وتنصف المرأة ، التي نصبو ونحلم بها ونتوق اليها.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياسين بقوش : الرحيل الموجع..!
- عن العنف مرة اخرى..!
- التنوير في مواجهة الظللامية الدينية..!
- الشاعر الشعبي الفلسطيني ابو بسام الجلماوي في حضرة الموت
- المطلوب لجنة تحقيق دولية في ملابسات استشهاد الاسير الفلسطيني ...
- قلبي على العراق..!
- اعتداء ظلامي آخر على تمثال عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين
- اين نحن من مكارم الاخلاق..؟!
- بغداد عاصمة الثقافة العربية للعام 2013
- ارفعوا ايديكم عن الكاتب والناشط السياسي الاردني انيس الخصاون ...
- فيلسوف المعرة يتحدى التكفيريين ..!
- تحية للكاتب الفلسطيني محمد علي طه الحائز على وسام الاستحقاق
- الدور القطري التآمري المشبوه في المنطقة العربية ..!
- الحرية للاسير الفلسطيني سامر العيساوي
- من اغتال المعارض التونسي شكري بلعيد..؟!
- راشد حسين يصرخ في قبره: كفى لهذا الحب..!
- فؤاد حداد شاعر الغلابى والمسحوقين
- المفكر الاسلامي جمال البنا .. ما احوجنا الى امثاله في هذا ال ...
- مؤيد العتيلي ، مبدع آخر يودع الحياة ويرحل..!
- من عباب الذاكرة : عندما احترق راشد حسين ..!


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - ملامح الامارة الحمساوية في قطاع غزة