أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - الرأسمالياتُ الحكوميةُ والربيعُ الدامي














المزيد.....

الرأسمالياتُ الحكوميةُ والربيعُ الدامي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4023 - 2013 / 3 / 6 - 08:00
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



لم تستطعْ الشعوبُ في الشرق أن تتحررَ من الرأسماليات الحكومية الشمولية بسهولة، لكن لم تزل الرأسمالياتُ الكبرى قويةً وتدافع عن خنادقها التي تحاصرُهَا الشعوب.
معركةُ الشعب السوري هي بؤرةُ المشهدِ الحادة الرهيبة.
كانت السيطراتُ على الطبقات العاملة خلال عقود هي العمودُ الفقري لتشكيل رأسماليات غير ديمقراطية ذات ثقافة استبدادية بأشكالٍ ماركسية وإسلامية زائفة.
ووجدت الطبقاتُ العاملةُ نفسَها بلا قيادات، والفئاتُ الصغيرة والفلاحية الكثيفة غير المتمركزة إنتاجاً وتخطيطاً وعقلاً في سوريا لم تبدأ النضالَ الديمقراطي الطويل الدائب، فلم تَحدث تراكماتٌ تمنع هذه المذبحة.
الشكلُ الديني الذي تغلغل في عظام الكادحين هو مضمونُ التيهِ الذي تكوّن في نضال هؤلاء الناس الذين فقدوا بوصلةَ الرؤية الموضوعية، فحين تظهر أشكالُ الوعي الديني الضبابية تكون الجماهيرُ تائهة، تقودها فئات انتهازية تسخرُ المقدسَ لما هو وضيع، وتغدو الأهدافُ ملتبسة، ويلبس الحراميةُ ملابسَ الثوار، ويتم تضييع العلاقات الموضوعية الطبقية التي يمكن تغييرها إلى دخان لغوي، فالقوى الصغيرة الاجتماعية الانتهازية الكثيفة لا تريد للطبقات العاملة أن تتوحد وتؤثر وتصنع تيارات ديمقراطيةً صلبة.
هذا ما فعله الحراميةُ في الثورات الكبرى، حين خدعوا الطبقات العاملة بأن نصرهم وشيك، وانهم هم الحكامُ وموزعو الثروة على أنفسهم، ولكن الإدارات البيروقراطية والعسكرية تنامت وأمسكتْ الخزائن ومفاتيحَ القطاعات العامة.
هذا ما يقرأهُ حراميةُ الثورات المغدورة في روسيا وإيران والصين يخافون من تصاعدِ نمطٍ آخر في الثورات العربية، بأن يظهر الشكلُ الديمقراطي التعددي الحر، وأن تكون القطاعات العامة مراقبة وموجهة من قبل برلمانات منتخبة حقيقية.
ولتضييعِ وعي الطبقات العاملة لابد من استثمار الوعي الديني الضبابي الانتهازي بين جماعة النصرة التي تجعلُ الناسَ ترفضُ الثورة، وتكرِّهَهم في الدين، وبين جماعة الإخوان التي يُمهد لها عبر تزيين وجودهم ونموذجهم من خلال خلق التناقض الحاد بينهم وبين النصرة هذا الشكل الشرس من القتل المماثل للعدو.
جماعاتُ الثوراتِ المغدورة تقومُ بتضييع الوعي الثمين الذي تكوّن، وهو الوعي الديمقراطي العلماني العقلاني، زهرةُ النضالِ المتوجة في تُربِ المذابح.
وهم في مناوراتِهم وحفاظهم على الخزائن المسروقة من الشعوب يوسعون دوائرَ الحرائق، لتمضي النار من بلد إلى آخر.
التشدد في دول الثورات المسروقة خلافاً للدول التي عاشتْ بأشكالِ تطورٍ عادية غير حادة، هو نتاجُ الخوف من الثورات، حيث جرت فيها الثوراتُ الانقلاباتُ بأشكالٍ كاسحة دموية، ولهذا فالناسُ غير قادرين فيها على التعبير والتنظيم والاحتجاج، وهم يكبتون مشاعرهم رغم الظروف السيئة في الاقتصاد والأجور والمساكن والبطالة وارتفاع الأسعار وتدهور العملات ولهذا تخاف الطبقاتُ العليا من انفجارات مماثلة فلم تكون بيئةً سياسية عقلانية.
لكن لديهم قواهم الاستخباراتية التي تراقبُ وتقيس مقاديرَ الحرارة المتصاعدة في الشعوب.
ولهذا يتعاونون على الشعب السوري البطل، وبطبيعة الحال لا يتركون الشعوبَ الأخرى في مساراتِها المستقلة من أجل الترويجِ لنموذجهم الفاشل، أو لعدم وقوف البشر مع الشعب السوري.
تصعيد القوى الدينية المتذبذبة المسيطر عليها هو أمرٌ خطر لأن الوعي الديني المحافظ خداعٌ ومرواغ، وقد تمّ التلاعب بالمقدس فيه، ومن هنا لا حرامَ لديه.
ظهور التيارات العقلانية الديمقراطية العلمانية أمرٌ ممكن وهو أمرٌ حتمي كذلك، لأنها البوصلة في تحديد الطرق الاجتماعية المأمونة، وهي التي تمثل كذلك جذور الأديان والتيارات الإنسانية أيضاً، عبر تلاقي مختلف الطبقات وصراعها السلمي الحضاري التعاوني وحفاظها على ملكياتها العامة والخاصة وعدم إستخدام آراء فوق الواقع وتجارب دموية شمولية تم تجاوزها.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمون في مفترقِ طرقٍ
- تسلقُ البرجوازية الصغيرةِ الديني
- بلزاك: الرواية والثورة(6-6)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (5 - 6)
- الحريقُ الطائفي ينتشر
- طفوليةُ الكلمةِ الحارقة
- اليمن والخليج بين المبادرةِ والمغامرةِ
- بين ضفتي الخليج
- الديمقراطيةُ البرجوازيةُ العماليةُ
- الحزبُ الديني ورأسُ المالِ الوطني
- التجربتان العراقية والإيرانية: تبادلُ أدوارٍ
- المَلكيةُ والجمهوريةُ وتناقضاتُ الوضعِ العربي
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (4 -4)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (3 - 4)
- الفاشيةُ الإيرانيةُ وذيولُها
- هل يمكنُ إصلاحُ رأسمالية الدولة؟!
- شكري بلعيد.. اغتيالٌ يكشفُ أزمة (2-2)
- شكري بلعيد اغتيالٌ يكشفُ أزمة (1-2)
- تركي الحمد والقراءةُ التقليديةُ
- مرحلةٌ جديدةٌ من التغيير


المزيد.....




- اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأورغواي خلال الجولة الثا ...
- حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع ...
- صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - الرأسمالياتُ الحكوميةُ والربيعُ الدامي