أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مصطفى اسماعيل - الذهنية الاقصائية - خرافة الايديولوجيا القومية الحديثة -ياسين الحافظ وبروسيا العرب














المزيد.....

الذهنية الاقصائية - خرافة الايديولوجيا القومية الحديثة -ياسين الحافظ وبروسيا العرب


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 1158 - 2005 / 4 / 5 - 08:38
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الأمانة تقتضي منا قراءة منفتحة وديمقراطية للمتون , لا ابتسارها إلى مجرد أطروحات , ومقولات متعالية , تؤكد وجهات نظرنا أو آراءنا وأحكامنا القبلية . ولا ننسى أننا أكدنا في المقالة السابقة على تناقضات متكررة في فكر / ياسين الحافظ / .
يعتبر / ياسين الحافظ / أن الأيديولوجيات الضمنية أو الصريحة للأقليات هي من عوائق تقدم المشروع الوحدوي العربي . وكما رأينا فانه ينعت هذه الأيديولوجيات بأنها لا منتمية إلى تلكم الأقليات وأنها زائفة ومعادية ..الخ ما هنالك من كيل الاتهامات وإيراد النعوت السالبة المتحاملة التي يذخر بها قاموس عقدة المؤامرة العربي .
وليؤكد / الحافظ / على آرائه فانه يضمن هوامش كتابه ( في المسألة القومية الديمقراطية ) شروحات مستفيضة منتصرا لرأيه ومغلقا كل الأبواب والنوافذ أمام الردود والقراءات الأخرى واحتمال رجوعه عن مواقفه المعلنة .
فالاطلاقية التي يقارب بها الثيمة تحكم على كتاباته بالرؤية الابتسارية , المنغلقة , الراديكالية.
وهو كغيره من الأقلام العربية من أقصى اليمين العربي إلى أقصى يساره مراهن على انتصار الحلم الوحدوي العربي عبر إدراكه المضحك لتشرذم الأقليات الداخلي وتشتتها ولعبه بالتالي كغيره من الأقلام العروبية على التناقضات الداخلية لدى الآخر الداخلي أو الخارجي إن وجدت.
وهي ادراكات ومقولات غير صائبة ينسف أساساتها الواهية ما يجري في الواقع السياسي العربي .
لقد تم تحرير العراق على يد قوات التحالف الدولي من هيمنة النظام البعثي الشمولي القبلي الرعوي , وكان كل القومجيين العرب من كتاب ومثقفين ( قسم لا بأس به منهم كان مأجورا من النظام الديكتاتوري ) يتوقعون كردستان مستقلة وانفصالا كرديا مدويا . ماذا حدث على أرض الواقع ؟. أثبتت وقائع الأشهر التالية لعملية التحرير حرص الأكراد على جغرافية العراق ووحدته الوطنية بأعراقه المختلفة ونبذهم أية محاولة انفصالية . وتقلدوا بعد التحرير والى تاريخ اليوم أرفع المناصب في عراقهم الديمقراطي والموحد .
إذن , ممن كان يحرم الأكراد وغيرهم من الوطنيين الشرفاء في العراق من حقهم الشرعي في ممارسة المواطنة على أرضهم غير العقليات العروبية المتشنجة والمتآكلة ؟.
إن آراء ومواقف الساسة الأكراد والأحزاب الكردية العديدة في العراق لم تختلف في المرحلتين ( قبل وبعد التحرير ) .
والسؤال هو : من يثير القلاقل في العراق ومن يسبب الفوضى العرمرم هناك اليوم ؟.
كان على / ياسين الحافظ / وغيره من القوميين الكلاسيكيين الفلكلوريين أن يبقوا على قيد الحياة ليشهدوا عقم فكرة القومية العربية واندحارها النهائي وفشل كل محاولاتها في إقامة دولة حديثة على أسس قومية متطرفة تختزل كل القوميات الأخرى المتواجدة في إطار الدولة إلى مادة أثرية , أو مادة للمقابر الجماعية , أو مادة للتهجير القسري ومحاولات التعريب والصهر والإذابة . لا بل أية خيبة تلك التي كانت ستصيبه في الصميم وهو يشهد تماثيل رمز القومية !! وأحد أدعياءها تتهاوى على يد الجماهير التي مهما سكتت فلن تغفر للطغاة تجبرهم الصارخ. ألم يك / الحافظ / وغيره في السبعينات يهتفون للعراق البعثي الدموي على أنه > ويراهنون على حصان خاسر ليحقق لهم أمانيهم القومية العزيزة ؟.
في الهامش من كتابه الآنف الذكر ( صـ45 ) يقول :
>.
على أنه يجب ألا يغرب عن أذهاننا مدى سذاجة اصطلاح مثل << الأيدولوجيا القومية الحديثة >> وتفضيلها على << الأيدولوجيا التقليدية الأقلوية >> . فأية إيديولوجيا قومية حديثة في عالمنا الراهن والعصر عصرنا يشهد اندحار القوميات من كل الألوان لحساب تكتلات عابرة للقوميات لها هوية اقتصادية فقط .
ثم لماذا إغداق صفة الوهم على << الأيدولوجيا التقليدية الأقلوية >> . وخصها بالأوهام بينما تبقى الأغلبية بأيديولوجياها القومية أكثر حداثة وفاعلية ؟. ثم أننا لا نفهم ماهية هذه الأسباب التاريخية التي تجعل الأقليات نابذة للنزوع الوحدوي . ولا ندري ماهية تلك الوصفة السحرية التي تنقل العناصر الطليعية في أقلية ما إلى لاعب أساسي في ملعب الوحدة . كنا نحتاج إلى بعض الأمثلة على ذلك لنقتنع من المؤلف بجدوى أفكاره .
ولو افترضنا أنه يتحدث مثلا عن / جورج حبش / و / ميشيل عفلق / و / قسطنطين زريق / وهي أمثلة يوجد في مقابلها الكثير من الأسماء الأخرى التي لم ترتهن في عالم السياسة العملية الى الفكر القومي العربي , يمكننا الاستشهاد بـ / جورج غارنغ / وبالكثير من الكتاب والمثقفين المصريين والمغاربة والعراقيين. على أننا سنخفف من وطأة القول على / الحافظ/ رحمه الله ومن لفّ لفّه. فتلكم الكتابات تنتمي إلى فترة حالمة في الوعي العربي تعرض فيها الفكر القومي العربي إلى ضربات قاصمة ونكسات كبا بعدها مفسحا المجال لأفكار وسياقات فكرية أخرى بالبروز ( اللافكر السلفي الجهادي مثلا ) . لذا كان بديهيا أن ينتج الحافظ وآخرون ما أنتجوه كصخب طيور مقدمة على شتاءات عمياء . وهذه الكتابات تصنف في خانة المكابرة القومية المنزاحة إلى اللارجعة بفعل مناخات السياسة العالمية والتحولات العميقة التي جرت وتجري على الخارطة في مناطق عديدة من العالم .
إن العالم يشهد دأبا حثيثا يرمي إلى التخلص من الأيدولوجيا بكل طبعاتها , واستبدالها بالسياسات العملية . ولكن من يستوعب , بعقلانية المنجز الإنساني الجديد ؟...



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذهنية الاقصائية - ياسين الحافظ ومسألة الأقليات
- الذهنية الاقصائية في الخطاب الثقافي العربي-مسألة الأقليات
- الذهنية الاقصائية في الخطاب الثقافي العربي - مركزية العرب وه ...
- مدخل الىالذهنية الاقصائية في الخطاب الثقافي العربي
- عن الأفق الديمقراطي
- ( العقل الدونكيشوتي والعقل الالكتروني (تحية الى موقع سيدا ال ...
- حلبجة.. أوشفيتز..والعرب


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مصطفى اسماعيل - الذهنية الاقصائية - خرافة الايديولوجيا القومية الحديثة -ياسين الحافظ وبروسيا العرب