أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد البشيتي - القصة الحقيقية ل -العجز في الموازنة-!














المزيد.....


القصة الحقيقية ل -العجز في الموازنة-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4022 - 2013 / 3 / 5 - 21:51
المحور: الادارة و الاقتصاد
    



قصة "العجز في الموازنة"، ولجهة أساليب وطرائق ووسائل الحكومة للتغلُّب عليه، إنَّما هي عندنا قصة "الدولة الفاشلة"، و"الحكومات الفاشلة"، حتى وُفْق تعريف الولايات المتحدة "الرسمي" لهذا النوع من "الفشل"؛ فلا أسهل، عند هذا النمط من الدول والحكومات، من أنْ تحل هذه المشكلة (المزمنة، المتفاقمة) من طريق إفقار (والإمعان في إفقار) مواطنيها، وإفراغ الراتب، أو الأجر، من محتواه من السلع والخدمات الضرورية؛ وكأنَّ الشعب (الذي باسمه يتكلَّمون ويقرِّرون ويحلفون) هو الفئة الأضعف في المجتمع، على ضخامتها العددية.
ويكفي أنْ تستسهل الدولة، وتُدْمِن، هذا الحل حتى تقيم الدليل بنفسها على أنَّ الصفة التمثيلية (تمثيل الشعب) للحكومة والمجلس النيابي (المُنْتَخَب حديثاً) هي، ولجهة قوَّتها، تعكس، في صدق وأمانة واستقامة، قوَّة رواتب وأجور الشعب؛ فكيف لطفلٍ أنْ يقتنع بأنَّ حكومة (وبرلمان) الغلاء (المُنظَّم بما يزيد الأثرياء ثراءً) هي التي أتى بها الشعب في الانتخابات النيابية الأخيرة (التي لم تكن نزيهة فحسب، وإنَّما كانت النزاهة بعينها، في صورتها الإعلامية الرسمية).
ثمَّة عجز في الموازنة؛ لكن ما هي الأبعاد الحقيقية لهذه المشكلة المزمنة المتفاقمة؟
إنَّهما بُعْدان اثنان يمثِّلان أهم أبعادها: الأوَّل هو أنَّ الدولة لا تحصل على جزء عظيم من مواردها (المالية) من الفئة الطبقية التي تُمثِّلها الدولة، والتي لو دفعت للدولة ما ينبغي لها دفعه لحللنا جزءاً كبيراً من مشكلة العجز في الموازنة؛ أمَّا الثاني فهو "الإنفاق"، لجهة أوجهه؛ فالدولة تُنْفِق كثيراً من موارها المالية (المتأتي جُلها من فقراء الشعب، أي من غالبيته العظمى) بما يصلح دليلاً على أنَّ في هذا الإنفاق (أوجهاً وطرائق وأساليب وغايات) يتركز الجزء الأعظم من الفساد. ولو نحن حرَّرنا "الإنفاق" من "الفساد" لَمَا بقي لدينا من عجز في الموازنة، ولتحوَّل هذا العجز إلى فائض.
في "الإنفاق" تكمن "كعكة"، يتقاسمها، ويسعى في إعادة اقتسامها، جيش من الفاسدين والمُفْسدين؛ وهذا الجيش يكبر ولا يصغر، وإنْ كان قادته يتضاءلون عدداً، ويزدادون، في الوقت نفسه، "سمنةً". وهذه "الكعكة"، الكامنة في "الإنفاق"، هي، لجهة اقتسامها، وإعادة إقتسامها، بما يتناسب مع تبدُّل "ميزان القوى"، مدار صراعهم، المستتر تارة، والصريح طوراً، وهي، أيضاً، مدار وحدتهم الأُسرية.
وكلَّما تقلَّص (نسبياً) حجم هذه "الكعكة"، أيْ حجم الإنفاق الذي منه يُرْزَقون، اشتدت الحاجة إلى زيادة "الموارد"؛ فَمِمَّن يحصلون على هذه الموارد الإضافية؟
مِنَ "البقرة الحلوب"، أيْ من الشعب الذي لا حول له ولا قوَّة، والذي لا يملك من سلاحٍ يذود به عن آدميته إلاَّ ما يشبه "الدُّعاء"، ولو كان على شكل "حراك شعبي"؛ أمَّا الجناح الطبقي الثاني للدولة، وهو العائلات التجارية والمالية والاستثمارية الكبرى، فيُعْفى من "الدَّفْع"، الذي لو أُكْرِه عليه، لهربت رؤوس أمواله إلى الخارج؛ فثمَّة من جهابذة الاقتصاد (الذين هم أصوات سادتهم في عالم المال والأعمال) من يُبرِّر هذه "المحاباة الطبقية"، قائلاً إنَّ ظاهرة "التهرُّب الضريبي" هي، لجهة استمرارها، حافز إلى الاستثمار؛ فإنَّ وَضْع حدٍّ لـ "التهرُّب الضريبي" يؤدِّي، لا محالة، إلى هروب رؤوس الأموال إلى الخارج، وإلى ما يصيب من الاستثمار مقتلاً!
ويا ليتهم لا يَدْفعون فقط؛ فالدولة، جزاها الله كل خير، وبصفة كونها "الممثِّل الأسمى للشعب"، تكافأهم على تهرُّبهم الضريبي، فتبيع لهم، من طريق "حيلة الخصخصة"، "أصولاً" في الاقتصاد، تعود ملكيتها الشرعية والقانونية للشعب، بأثمان زهيدة؛ فما أكرمها عليهم، وما أبخلها على الشعب!
ولبخلهم، المتأتي من ضيق أُفقهم الطبقي، يُجوِّعون، ويُمْعنون في تجويع، "البقرة الحلوب"، فإذا جَفَّ ضرعها، وماتت، عمَّا قريب، فلا تُدْهَشوا إذا ما سمعتموهم يرفعون عقيرتهم قائلين: بعدما تعوَّدت قِلَّة الأكل ماتت!
إنَّني أردُّ العجز في الموازنة إلى فئتين ضئيلتين مندمجتين في الدولة، المندمجة فيهما: فئة العائلات المالكة للمال والأعمال، والتي تُسْبِغ عليها الدولة نعمة "التهرُّب الضريبي"، وأشباهها، وفئة البيروقراطيين المُغْتَنين (بالفساد) من "الإنفاق الحكومي".
من ذلك (فحسب) يَلِد "العجز" كما يلد اللمعان من الفسفور؛ فَتَدُسُّ الدولة إحدى يديها في لقمة عيش الفقير، فيعطيها ما يشبه "الجزية" عن يد، أيْ عن ذل واستسلام؛ ثمَّ تمد الأخرى للمحسنين في الخارج (من عرب وعجم وبربر) لِتُحْسِن على بعضٍ مِمَّن أفقرتهم في الداخل، أيْ في الوطن، الذي، من هذه الطريق، يُفْقَر، أيضاً، روحياً!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في ضوء مأساة مخيَّم اليرموك!
- فضائيات لبثِّ السُّموم الطائفية!
- -جبهة الإنقاذ- ولعبة -المُنْقِذ البونابرتي-!
- ما ينبغي للمعلِّم أنْ يَعْلَمه!
- -إخوان الدولة- و-دولة الإخوان-!
- هذا الاحتلال الإسرائيلي للرواتب الفلسطينية!
- طلاسم عهد حكومي أردني جديد!
- لهذه الأسباب لا يُسلِّح الغرب المعارَضَة السورية
- ضَعْفٌ يعتري -قوَّة المثال- في -الربيع العربي-
- -مجموعة العشرين- تنزلق في -حرب عملات سرِّيَّة-!
- مجرمون في عيون الشعب.. أبرياء في عيون القضاء!
- -عَبُّود- يَصْنَع التاريخ!
- ما معنى هذا الذي اتَّفَقوا عليه في القاهرة؟!
- معاذ الخطيب مَدْعُوٌّ للتوضيح!
- مِن -انتحار بوعزيزي- إلى -نَحْرِ بلعيد-!
- خَيْرٌ لكم أنْ تُنْتِجوا فيلم -هيكل سليمان الضائع-!
- ضَرْبَة ذهبت بما بقي من أوهام!
- خط أحمر ثانٍ!
- الانتخابات الأردنية.. ثُلْثا مَنْ يحقُّ لهم الاقتراع -قاطعوا ...
- -ثُقْب أسود- في قَلْب مجرَّتنا.. من أين جاء؟!


المزيد.....




- ترامب يفتح الباب أمام بريطانيا لتجنب الرسوم الجمركية
- ترامب: سيكون لدينا صندوق ثروة سيادي
- المغرب يحقق إيرادات سياحية قياسية في 2024
- غفلة إسرائيلية عن التمديد لنائب محافظ البنك المركزي
- مزارعو غزة يتحدون دمار الحرب لإحياء سلة غذاء فلسطين
- جوزيف عون: الإصلاحات الاقتصادية أساس بناء الدولة.. وحماية ال ...
- مصر تسجل رقمًا قياسيًا في صادرات الصناعات الغذائية خلال 2024 ...
- تقرير: انخفاض أسعار السلع في مدينة حلب السورية بعد انتهاء -س ...
- -وول ستريت جورنال-: رسوم ترامب الجمركية أغبى حرب تجارية في ا ...
- خبراء اقتصاد عن رسوم ترامب الجمركية: خرج المارد من القمقم


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد البشيتي - القصة الحقيقية ل -العجز في الموازنة-!