أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاهر زمان - خواطر متدين سابق ( 5 ) – الانسان ربيب بيئته















المزيد.....

خواطر متدين سابق ( 5 ) – الانسان ربيب بيئته


زاهر زمان

الحوار المتمدن-العدد: 4022 - 2013 / 3 / 5 - 18:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اذا شاء قدرك أن تولد فى احدى دول الشرق الأوسط وخاصة الدول المسماة بالدول العربية ، فإن أول ماسيشكل تركيبتك الشخصية وسيؤثر فى سلوكياتك وآراءك وتوجهاتك الفكرية هو الفكر الدينى المتمحور حول وجود خالق أو الاه يتم تمجيده وتقديسه ليل نهار بالاكثار من ذكره بمناسبة وبدون مناسبة وارجاع أسباب كل ماحولك مما تعرفه ومالا تعرفه الى وجود ذلك الالاه أو الخالق ومشيئته وارادته حتى وان كان من يقومون بذلك هم من عتاة اللصوص والمجرمين والقتلة والسفاحين ! سوف تجد نفسك محاطاً منذ نعومة أظافرك وحتى من قبل أن تتعلم نطق الحروف أو الكلمات ؛ سوف تجد نفسك محاطاً برموز وطقوس وممارسات الكبار النابعة من هذه الديانة أو تلك . سوف تجد نفسك اذا ولدت فى أسرة اسلامية مشدوداً ودون وعىٍ منك الى التطريب الذى يشنف أذنيك لمشاهير قراء القرءآن وهم يصدحون بتلحين كلمات وعبارات القرءآن ويتفننون ويبدعون فى كيفية أسر أذنيك بالتغنى بكلمات القرءآن بحناجر مصقولة كحنجرة سيدة الغناء العربى أم كلثوم . أنا شخصياً أحببت وأنا طفل صغير الاستماع صوت الشيخ محمد رفعت الرخيم وهو يصدح بحنجرته الذهبية بالتغنى وتطريب سورة الرحمن وغيرها قبل انطلاق مدفع الافطار فى شهر رمضان ، كما كنت أطرب بنفس القدر وربما أكثر لسماع صوت أم كلثوم وهى تتغنى وتصدح بأغنية ( انته عمرى ) ! تجنيد ذوى الأصوات والحناجر الذهبية لتطريب القرءآن والتغنى به هو أحد الوسائل التى يحرص على استخدامها المهتمون بخلق تأثير وجدانى مرتبط بالعقيدة الاسلامية فى عقول وفلوب أتباع الديانة الاسلامية . فترى الحكام والمؤسسات الدينية الاسلامية يتفانون فى البحث والتنقيب عمن يمتلكون حناجر مؤثرة فى أسماع الناس لكى يدربوهم على تطريب وتجويد القرءآن ، وذلك لما لهذا الأمر من أثر بالغ فى الايحاء للمسلم بأن القرءآن هو كلام الله وليس من تأليف محمد . بالطبع سنجد فى الديانة المسيحية أو اليهودية طقوساً مماثلة خاصة بالتغنى بكلام كتبهم التى يقدسونها وتطريب وتلحين كلمات وعبارات تلك الكتب بالشكل الذى يهيج أسماع ووجدان تابعى هذه الديانات ، وفى نفس الوقت يعضد ويقوى ايمان الأتباع بأن مايسمعونه هو كلام الرب أو الالاه الخالق وليس كمثل كلام البشر .
أنا شخصياً كنت أوقن تمام اليقين أن القرءآن هو كلام الالاه الذى أرسل محمد بن عبدالله كلما كنت أستمع لتلاوة الشيخ محمد رفعت أو عبدالبسط عبدالصمد أو محمود على البنا أو محمد صديق المنشاوى أو غيرهم من قراء الزمن الجميل الذى عشته وأنا مغمض العينين والأنف والأذن والحنجرة واثققاً وموقناً تمام اليقين أن هناك الاهاً فى السماء السابعة يهتم لأمرى ويرعانى فى منامى وصحوى وترحالى وحلى ! كما كنت أحاسب نفسى منذ نعومة أظفارى على كل قول أو فعل فيه ضرر أو ايذاء لأى كائن حى أو حتى جماد ! لم أكن أقبل بأى حال من الأحوال أن يتطرق الشك الى نفسى أن محمداً بن عبدالله أو أىٍ من صحابته يمكن أن يقترف أحدٌ منهم ظلماً بحق البشر أو النبات أو الشجر ، فجميع من حولى بشكل مباشر من أفراد الأسرة والجيران والأصدقاء من المسلمين بالطبع لا يذكرون محمداً أو أصحابه الا بعبارات المديح والتقريظ الذى كان يصل ببعضهم الى حد النشوة وهم يتغنون بعبارات من نوعية ( صلى الله عليه وسلم ) أو يشقون فى رهبة ً وخشوع واضحين وهم يصيحون ( عليه اللاة والسلام ) ! الحقيقة لم أكن أفهم الدافع وراء شحتفة البعض من الصلاة والتسليم على محمد بن عبدالله أو المسكنة التى كانت تعترى أصوات البعض وهم يطلبون الرضا من الالاه لصحابة محمد بقولهم عندما يذكر أحدهم ( رضى الله عنه وأرضاه ) ! سماع مثل تلك العبارات المقترنة بذكر محمد أو أحد أصحابه خلق فى نفسى وأنا طفل نوعاً من التوقير والتعظيم لمحمد وأصحابه ، وبالطبع نفى أية نقيصة أو سلوك غير انسانى قد يحاول البعض نسبته الى هذه الشخصيات ! ان من اليسير جداً فى تلك البيئة المفعمة بالحب والتوقير للاسلام ورموزه أن أتشرب وأنا فى سن صغيرة قناعات يقينية أهمها أن الاسلام هو الدين الحق وأنه جب كل العقائد والديانات من قبله ، وأن محمداً بن عبدالله هو النموذج والقدوة الانسانية التى يجب أن يقتدى بها جميع البشر من عرب وعجم على ظهر هذا الكوكب . وكيف لا وهو الذى ، كما غرسوا فى عقولنا ونفوسنا ، خيرٌ خلق الله كلهم ، وأنه رحمة للعالمين ، وأنه لا ينطق عن الهوى وأنه وأنه وأنه ..الخ ! فى بيئة اسلامية صرفة ، تكيل فيها وسائل الاعلام والتعليم المدح والثناء والتقريظ ليل نهار للنموذج المحمدى وتصر على أنه نموذج سماوى تلقاه محمد عن الاه ٍ يقبع هناك فى السماء السابعة ، كان من اليسير أن أتشرب أفكراً من نوعية أن الاسلام هو دين العدل والتراحم والتواد والسامح حتى تجه غير المسلمين ! لذلك ، كنت أعتبر كل مايقوله غير المسلمين عن الاسلام من مساوىء أو سلبيات هو حسد وحقد وبغض للاسلام ونبيه ورموزه لأنهم أهل الرضا والمحبة والاختصاص من الاه الكون ! غرسوا فينا أننا على الحق المبين الذى لا يوافق أهواء غير المسلمين وأنهم – غير المسلمين – يكيدون للاسلام وأهله ويتآمرون على الاسلام وأهله ، وأننا يجب علينا مقاومة أباطيلهم وأفاعيلهم وردعهم عن محاربة الاسلام وأهله الذين هم أهل الرضا والرضوان والاختصاص من خالق هذا الكون ! وعندما – بل قبل أن يتطرق الينا الشك بأن غير المسلمين أفضل منا لما نراهم فيه من عز ورفاهية ورغد عيش ، كان وعاظنا ومشايخنا يبلفوننا بأن هؤلاء لهم الدنيا يتمتعون فيها ويمرحون ثم فى الآخرة الى جهنم يحشرون ! أما نحن فالدنيا بالنسبة لنا نحن المؤمنين هى دار بلاء وابتلاء ومن ثم فعلينا أن نصبر على شدائدها بمداومة الصلاة والصيام والذكر وتلاوة القرءآن ، ولأننا تشربنا فى صغرنا أن هذه الأمور هى التى من أجلها قد خلقنا الله بدليل قوله ( وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون ) فقد كنا نعيش حالةً عجيبة من التعويض النفسى عما نريده فعلاً بلجوئنا الى الاكثار من الصلوات والصيام وتلاوة القرءآن وغير ذلك من الأمور التى كان يقيننا بأنها تحسب لنا كرصيد عن الالاه بواسطة ملائكته الراصدين لأفعالنا ليل نهار ، وأن ذلك الالاه سوف يكافئنا على تلك الأفعال فى الدنيا – ان أراد – وفى الآخرة اذا لم تتم مكافئتنا عليها فى الدنيا ! سوف يزوجنا بالحور العين فى جناته اذا لم نتمكن باشباع حاجتنا للجنس فى الدنيا ! بل هو من الكبائر أن نفكر مجرد تفكير فى النظر الى النساء ! فمابالك بمن يحاول تلبية نداء الطبيعة بالتقرب من الجنس الآخر واقامة علاقات عاطفية قد تنتهى بالارتباط كشريكين فى الحياة يؤديان دوراً ناجحاً فى خدمة كل منهما الآخر بما ينعكس على المجتمع أيضاً من حولهما فى صنع الحياة للجميع .
أرانى أكتفى بهذا القدر من الخواطر على أمل أن نلتقى بخواطر أخرى مستقبلاً
زاهر زمان



#زاهر_زمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يدنين عليهن من جلابيبهن - رؤية حداثية لنص قديم
- ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى - رؤية سياسية حداثية
- التجارة الدينية لأغراض سياسية - دعوى قضائية لتجريم الرقص ومع ...
- رؤية نقدية لمقال شاهر الشرقاوى [اللبس الشيطانى ..ما بين الفك ...
- فى زمن الاخوان .. لا أمن ولا أمان !
- حلم الخلافة ومشروع الشرق الأوسط الجديد !
- السببية بين العلم والدين ! 1
- خواطر متدين سابق ( 4 ) المطوع ..وأنا..وصلاة الصبح !
- الرائع سامى لبيب ..وأنا...والله
- أين أنت ياعهد صوفان ؟
- مطلوب تفكيك الجيش المصرى بعد تدمير الشرطة !
- نواب الشعب المصرى وثورة الشعب !!
- أشهد أن لا اله الا الله !!
- تلك المسماة بالجامعة العربية !!!!!
- ثورة علياء ماجدة المهدى
- ولا زال البعض يحلم بدولة الخلافة !
- هل محمد ابن سفاح أم نكاح ؟ لا يهمنا ذلك الأمر !
- هل الله موجود أم لا ؟
- مراجعات نقدية لبعض الأحاديث النبوية ( 1 )
- خواطر متدين سابق ( 3 ) أنا وزوجتى وصغيرتى


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاهر زمان - خواطر متدين سابق ( 5 ) – الانسان ربيب بيئته