أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان 114: الغرب وختان الإناث في عهد الإستعمار















المزيد.....

مسلسل جريمة الختان 114: الغرب وختان الإناث في عهد الإستعمار


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4022 - 2013 / 3 / 5 - 12:18
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


لن ندخل هنا في تفاصيل الحملة ضد ختان الإناث في جميع الدول التي سيطر عليها الغرب، مكتفين بتذكير سريع لما حدث في كينيا وفي السودان.

الحملة في كينيا
-----------
تزعّم المبشّرون البروتستنت الحملة ضد ختان الإناث في كينيا منذ عام 1906. وقد ناقش هذا الموضوع «مؤتمر كيكويو للإرساليّات البروتستنت» عام 1913. وحاول بعض المبشّرين إقناع العائلات بإجراء الختان في المستشفى ولكن الأطبّاء اشمأزوا من هذه العمليّة وقاموا بحملة ضدّها. وقد قرّرت مدرسة الإرساليّة الاسكتلنديّة أن الطالبة التي تتغيّب عن المدرسة بسبب عمليّة الختان سوف تطرد منها لمدّة 18 شهراً. وقد أدّى ذلك إلى نشوء كنائس وطنيّة منفصلة عن تلك الإرساليّة. وتفادياً للإضطرابات قرّر مؤتمر الحكّام في شرق إفريقيا لعام 1926 بأنه بسبب قدم العادة يجب إقناع الشعب بالإمتناع عن الختان في شكله الشديد والاكتفاء بقطع البظر، وإمكانيّة رفع دعوى على من يخالف هذا القرار.

وقد قام مؤيّدو ختان الإناث بحملة إستنكار بعد محاكمة سيّدتين في أبريل 1929. وعندما أعلنت قبيلة «كيكويو» في حملتها للإستقلال تأييدها للختان أصبحت القضيّة سياسيّة. وكان من بين المؤيّدين «جومو كينياتا» الذي إعتبر أن الختان يحافظ على تماسك المجتمع وأن القضاء عليه يجب أن يتم تدريجيّاً وليس بفعل القانون. وبعد إكتشاف راهبة أمريكيّة عمرها 63 سنة مقتولة عام 1930 في محاولة لختانها أو إغتصابها، خافت الحكومة البريطانيّة من القلاقل فسمحت بالملاحقات القضائيّة فقط في حالة عدم موافقة الفتاة على الختان.

الحملة في السودان
-----------
بدأت الحملة السودانيّة ضد ختان الإناث في العقدين الأوّلين من القرن العشرين حيث تم تثقيف دايات تحت إشراف سيّدة بريطانيّة بهدف إجرائه بطريقة أقل قساوة وخطراً على صحّة الفتيات. وقد حاولت هذه السيّدة أن تلفت نظر السلطات الإستعماريّة إلى هذه العادة. وقد بلغت الأخبار بريطانيا حيث كان السياسيون يتابعون حملة مكافحة ختان الإناث في كينيا. فطالبت عضوة في البرلمان البريطاني السلطات الإستعماريّة في السودان بتقديم تقرير حول إنتشار هذه العادة وأسبابها وأن تحمي الفتيات اللاتي يردن البقاء دون ختان. فاتّصلت تلك السلطات برجال الدين المسلمين. فأخذ كبير القضاة موقفاً ضد هذه العادة، أمّا غيره فأيّدها معتبراً أنها جزء من التعاليم الدينيّة. ولذلك رأت السلطات أن الرأي العام غير مستعد لتقبّل إدانة ختان الإناث. وفي تلك الأحيان وصلت أخبار مقتل الراهبة الأمريكيّة في كينيا، ممّا جعل الحكومة أكثر تحفّظاً. حتّى أنها منعت نشر مقال في صحيفة «الحضارة» في 19 أغسطس 1930 كتبه سوداني يعتبر فيه ختان الإناث مخالفاً لتعاليم الإسلام خوفاً من أن يعتقد أحد أنها هي التي أوحت له كتابته.

وفي 25 يوليو 1939 نشر الدكتور السيّد عبد الهادي في صحيفة «النيل» مقالاً ينتقد فيه ختان الإناث، ويعتبر أن لا أساس ديني له، وأنه غير موجود في دول إسلاميّة أخرى. فأصدر مفتي السودان فتوى نشرت في تلك الصحيفة في 31 يوليو 1939 قال فيها إن ختان الإناث مرغوب فيه وليس إجباريّاً، وأنه يتم بقطع جزء من البظر معتمداً على قول النبي محمّد إلى أم عطيّة «أشمّي ولا تُنهِكي فإنه أسرى للوجه وأحظى عند الزوج». وأعتبر كل ختان بخلاف «ختان السُنّة» عمليّة بتر ممنوعة تماماً. فكان موقفه متّسقاً مع موقف السلطات البريطانيّة الذي يتمثّل في إلغاء الختان الفرعوني دون المساس بختان السُنّة.

وقد وزّعت في المدارس ذاك الوقت على الفتيات منشورات يقول إحداهن:
«أي الرجلين تصدّقن: فرعون عدو الله أم محمّد رسول الله؟ الخفاض الفرعوني منسوب إلى فرعون. أمّا السُنّة فمنسوبة إلى محمّد صلّى الله عليه وسلم. فأي الإثنين أحسن؟ لقد وافق رجال الدين في السودان أمثال السيّد علي الميرغني والسيّد عبد الرحمن المهدي على بطلان الخفاض الفرعوني. فهل عندكن رأي يخالف السيّدين؟ لقد أفتى فضيلة المفتي ورجال الدين ببطلان هذه العادة فهل تفهمن أكثر منهم؟ لقد نصح الأطبّاء بأن الخفاض الفرعوني قد يسبّب العقم فهل تردن العقم؟ دينكن يمنع إحداث الضرر بالجسم فهل تخالفن دينكن؟»

وفي فبراير 1946 تبنّى البرلمان السوداني المادّة (284 أ) من قانون العقوبات هذه ترجمتها:
1) كل من يحدث متعمّداً جرحاً في الأعضاء التناسليّة للمرأة، خارج الإستثناء المذكور لاحقاً، يعتبر مقترفاً ختاناً غير قانوني.
إستثناء: لا يعتبر جرماً حسب هذه الفقرة الإكتفاء بقطع الطرف البارز من البظر.
2) كل من يقترف ختاناً غير قانوني يعاقب بالسجن لمدّة قد تصل إلى خمس سنوات وبالغرامة أو بكليهما.
توضيح: المرأة التي تجري هذه العمليّة على نفسها تعتبر مقترفة لهذا الجرم.

وقَبل دخول هذا القانون حيّز التنفيذ، سارعت العائلات بختان فتياتها حتّى اللاتي كان عمرهن سنتين، ممّا أدّى إلى مضاعفات صحّية خطيرة. وقد إستعمل المناضلون السودانيون هذا القانون كحجّة للقيام بمظاهرات صاخبة ضد المستعمر البريطاني. فبعد أوّل قضيّة ضد داية من مدينة «رفاعة»، قاد السيّد محمود محمّد طه، رغم مواقفه المتحرّرة من قضايا المرأة، مظاهرة بعد صلاة الجمعة إلى السجن. فكسروا الباب وأخرجوا الداية. غير أن أخاها، وكان عريفاً في البوليس، أعادها إلى السجن. فأخِذت إلى «واد مدني». فقام المتظاهرون بالتوجّه إلى مكتب المفوّض عن المحافظة للإحتجاج فأخلى سبيلها.

أدّى هذا الحدث إلى إضافة فقرة إلى القانون تمنع الملاحقات القضائيّة دون إذن حاكم المحافظة. فلم يتم ملاحقة إلاّ 15 سيّدة حتّى عام 1948. وكانت الحكومة ترى أن ملاحقة القبطيّات السودانيّات أقل خطراً من جهة الأمن من ملاحقة المسلمات. وقد تبيّن بعد ثلاث سنين من صدور القانون بأنه لم يؤدِّ إلى نتيجة وأن الدايات اللاتي يخرجن من السجن يستمررن في إجراء الختان. وإذا تصادف وجود الحاكم في المحافظة، كانت الدايات يجرين «ختان السُنّة». وما إن يغادرها حتّى يحوّلنه إلى «ختان فرعوني». وقد أدّت التطوّرات السياسيّة إلى إهمال قضيّة ختان الإناث. فأعلنت الجمعيّة الطبّية البريطانيّة في 7 يوليو 1949 أن هذه القضيّة هي قضيّة طبّية ويجب الإمتناع عن عمل تصريحات عامّة حول هذا الموضوع حتّى لا يحدث تدخّل في جهود الأطبّاء في السودان.

ولا بد من كلمة حول محمود محمّد طه. فقد كان لمشاركته في المظاهرة السابقة الذكر أثراً سلبيّاً على قضيّة ختان الإناث رغم أنه إعترف بعد توقيفه بأنه كان يحتج ضد الإدارة البريطانيّة وليس لكي تستمر هذه العادة. وتشير «لايتفوت كلاين» إلى مقابلة أجرتها معه يقول فيها إن فلسفته تتمحور حول تنوير جميع أفراد جماعة المسلمين، ذكوراً كانوا أو إناثاً، وأن التغيير الإجتماعي سوف يحصل عندما يتم هذا التنوير. ونشير هنا إلى أن نظام النميري قام بشنقه عام 1985 بتحريض من الأزهر ورابطة العالم الإسلامي بسبب رفضه تطبيق الشريعة الإسلاميّة وفهمه الخاص للقرآن.
.

--------------------------------------
اطلبوا واهدوا كتبي
http://www.amazon.com/s/ref=nb_sb_noss_2?url=search-alias%3Daps&field-keywords=aldeeb
حملوا مجاناً كتابي الذي يبين أن القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic
انظروا مدونتي التي تحتوي على أكثر من 8000 مقال وشريط عن الأديان عامة والإسلام خاصة
http://blog.sami-aldeeb.com



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان 113: ختان الإناث ومعادة الإسلام
- مسلسل جريمة الختان 112: إتّهام اليهود بنشر ختان الذكور
- مسلسل جريمة الختان 111: ختان الذكور ومعاداة الساميّة
- مسلسل جريمة الختان 110: الختان وسلاح المال
- مسلسل جريمة الختان 109: الختان والزواج كصفقة تجاريّة
- مسلسل جريمة الختان 108: معدّل الختان يعتمد على من يدفع تكالي ...
- الإسلام في طريقه للانقراض
- اعدام أبو العلاء المعري اعدام لإنسانيتنا
- القرآن وألف ليلة وليلة
- كتب مكدسة وانبياء مشعوذون
- دين جديد وكتاب مقدس جديد : عرض للنقاش
- هل حد الردة من الإسلام؟
- مسلسل جريمة الختان 107: جمال البنا والختان
- الإعلان قريبا عن دين جديد وكتاب مقدس جديد
- صلى الله على سامي وسلم
- الثورة الحقيقية تكمن في نسف قدسية القرآن
- مسلسل جريمة الختان 106: تجارة الغلفة
- مسلسل جريمة الختان 105: تجارة الآلات الطبّية والختان
- مسلسل جريمة الختان 104: ربح للأطبّاء والخاتنين وغيرهم
- غربلة الكتب المقدسة أو رفع القداسة عنها


المزيد.....




- هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي ...
- هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
- ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
- محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح ...
- إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
- سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
- الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
- تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف ...
- هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
- نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان 114: الغرب وختان الإناث في عهد الإستعمار