أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حسين عجيب - كتاب اليأس















المزيد.....

كتاب اليأس


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4022 - 2013 / 3 / 5 - 12:17
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


كتاب اليأس

المصير؟
_ الموت.
*
ما الفارق...عشرة, عشرين, ثلاثين على أبعد حدّ ثم يصل
بدون ربطة عنق ولا نظارات سوداء, خفيف كنسمة أو ثقيل كجبل, لا فرق
لحظة ويطبق العدم من كل الجهات, لا أمام , لا خلف, لا خطأ, لا صواب, عدم خالص
من أحببناهم؟ من تصارعنا معهم؟ من نسيناهم؟ ومن نحمل لهم في كل لحظة علامة أو ذكرى
كله سواء, عدم وتيه وأكاذيب
_الآخرون هم الجحيم
_ أسوأ من الكراهية الحبّ
*
لماذا
مفتوحة, مخاطية, ليس لها بداية ولا نهاية, تتدحرج أم تدور أم ساكنة لا فرق ولا جواب
من يعرف؟
من يجيب الطفل السوري عن ذراعه التي فقدها للتو, بيته, أمه, أهله
كلهم يكذبون
كلهم سفلة
لا أحد يعرف لماذا
السوري يعض ويضرط ويلبط ويقتل , وبعد ساعة وأقلّ, يظن نفسه ملاكا
ويستغرب كيف لا يعجب الآخرون كلهم بسحره وفتنته
*
الهاوية أمام أم وراء؟
بالتأكيد أمام, كيفما اتجهت الهاوية أمامك, وجهك, هويتك وهواك
لا جدوى
لا أمل
عبث , وقبض ريح, جثث تتكوم
هذه سوريا اليوم وبعد سنة وبعد سنين
وأصحاب الحظ الطيب من لا يعيشون ليروا
*
ماذا عن اليوم, الآن_ هنا؟
كيف نأكل ننام نكسب الرزق نتضاحك نتناكح نتفارق نختلف ونصل إلى اليوم التالي!
السوري (والسورية كما أظن) عالمه كله تحت جلده, لا يسمع لا يرى لا يدرك أبعد
كل واحد يبكي لوحده, يختنق لوحده, أو بالجهة الأخرى كأن الأخبار عن حرب الروم والفرس
*
وأنت يا طيز الزمن! من وكلك محاميا أو متحدثا باسم السوريين؟ ومن فوق؟
_ هذه مشاعري, حدسي, خوفي ولا أستطيع أن أبتلعه أكثر
_ الحدود, دوما في الحدود ما يشقي
*
سؤال منطقي وبسيط
في أي بلد في هذا العالم, هل يوجد حاكم أو مسؤول من الدرجة الأولى, ولديه أكثر من مليون عدو شخصي من أبناء بلده؟
_ النتيجة نفسها وإن يكن الجواب بالموافقة أو النفي
*
مدخل إلى التعاسة عنوان كتاب رالف رزق الله, ربما الوحيد
هناك الجحيم في وجهه الداخلي فقط
_ كل يوم أتفاجأ أنني أسوأ مما كنت أظن
*
_كتاب اليأس مجلد ضخم يشغل معظم مساحة مكتبتي الشخصية والمشتركة مع حياتي السابقة
_ كتاب الأمل صفحة صغيرة ضيعتها البارحة ولا أتذكر إن كانت فارغة أم فيها بعض كلمات
*
السوري الذي يقرأ هذا الكلام واحد من اثنين
_ الأول يظنني أحاربه
_ الثاني يظنني أحارب لأجله
* *
كتاب الأمل
في الأشهر الخمسة الأولى من سنة 2010 فكرت بالانتحار عدة مرات, وذهبت إلى الطبيب النفسي والتزمت بكل تعليماته_ لا أعرف نسبة ودرجة الشفاء أو المرض: حالتي الراهنة.
ما أعرفه بتجربتي شخصيا أن سوريا 2010 كانت أشبه بمشفى مجانين منها أي شيء آخر
وهو ما تأكدت منه البارحة, كنت مريضا بين مرضى, وأؤمل أن أكون غدا بين أصحاء


* *

كتاب الحياة

أعيش في حالتين وبين عالمين: مرة في كتاب اليأس وثانية مع كتاب الحياة.
السبب المباشر في كتابة النص السابق, وربما العميق أيضا, أنني عشت البارحة بنفس طريقة العيش السابقة_ التي تعايشت معها عشرات السنين وأوصلتني بالفعل إلى الاكتئاب والرغبات الانتحارية الصريحة, شرب وتدخين ومنافسات ذكورية حمقاء
والنتيجة: شعور بالخسارة والإثم يتبعها انخفاض التقدير الذاتي إلى درجات متدنية وخطيرة.
ومع الوضوح التام في الرؤية ومعرفة النتيجة, افشل تماما في تجاوز أثر يوم أعيشه بشكل سيئ_ وبكل احترام لأصدقائي ....للأسف لا يوجد تعبير آخر, وكلنا نعرف ونشعر ونندم. ثم نعيد حلقة الإدمان المهلكة, التي تتطلب جرعات متزايدة من استهلاك الذات وخفض القيمة للنفس والآخر_ بالطبع: من لا يقدر على احترام نفسه كيف سيحترمك أنت أو نحن!
*
الإدراك الذاتي
بفضل ومساعدة صديقي الغالي أريك فروم وصلت إلى إدراك ذاتي مقبول
إدراك النفس( معرفتها والشعور بها) عبر مستوياتها الثلاث:
_ التفكير والأفكار ويتمحور حول المخطط الذهني_ العقلي, الذي نستخدمه في مختلف مجالات حياتنا بشكل آلي وبدون تفكير و شعور غالبا
_ الشعور والإحساس ويشمل حياتنا الغامضة ونصف الواعية, خصوصا العمليات العقلية التي تجري من دون معرفة وإدراك, تكشفها تلك الانتقالات المفاجئة بين الغضب والضحك والحزن_ المزاج الهستيري بسرعة انتقالاته بين حالات نفسية مختلفة في الشدة والنوع
_ اللاشعور والحياة النفسية المجهولة, المنفصلة عن الإرادة والوعي, تدرك بوضوح عبر الأحلام, ومرات قليلة بشكل غير مباشر في زلات اللسان والنكتة أو الكتابة التلقائية كحالتي.
الإدراك الذاتي يحدد تماما درجة التقدير الذاتي ومستواه, هو لا يعطي للحاضر: الآن_ هنا, سوى نسبته الفعلية في العملية النفسية المتواصلة من المولد إلى الموت.
التقدير الذاتي يحدد 99 بالمائة من حالتنا العاطفية, ونسبة الواحد المتبقي تتقاسمها مختلف مستويات حياتنا وأنشطتنا العقلية والشعورية, عدا حالات الكوارث, التي يعود أغلب البشر بعد أيام إلى الوضع الاعتيادي والعيش بعدها يوما بيوم, وتكرار نمط المعيشة والتفكير السابقين.
ما أود قوله بأوضح صياغة وأبسطها:
العيش السليم ينتج عنه تقدير ذاتي مرتفع وجيد, بغضّ النظر عن الظروف الخارجية التي يقتصر دورها:عوامل مساعدة وفي درجات ثانوية فعليا من حيث تأثيرها على الحالة النفسية.
العيش السليم يشترط الصدق, الجرأة, العقل المنفتح: ما تتفق عليها مختلف الأديان والفلسفات.
*
العيش بصدق: الانتباه (بمعنى الأنشطة شعورية وتحت وعي وإدراك العقل) إلى العمليات الأساسية الأربعة في الحياة:
_ التنفس
_ الشراب
_ الطعام
_ الكلام
من لا يستطيع السيطرة على كلامه أو طعامه...بالله عليك هل هو أهل للثقة؟
*
أعتذر إن كان يفهم من الكلام السابق أي شكل من الحكم الأخلاقي على أحد
_ من أنا لأحكم على أي إنسان أو كائن حيّ!
بصدق, ووعي, وانتباه:
لا أعرف نفسي أكثر مما أعرف جهاز الكمبيوتر الذي أكتب عليه وعبره الآن
فكيف لي الجرأة( الحماقة) لأحكم على شخص آخر_ ولو كان قاتلي أو شخصي الكريم نفسه؟
_ كتاب اليأس لا يحوي سوى الغلافين: الأول_الماضي والثاني_ المستقبل
_ كتاب الحياة يتدفق في: الآن_ هنا وينبض كل لحظة مع النفس والخفقة
كل لحظة يتغير العالم
*
تذكري اليوم يصلح للبداية أيضا



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال آخر
- الأجوبة ثانيا
- الأجوبة! لا تغير شيئا
- باقة زهر لوز لسوزان
- السوري الكاذب_نحليل ذاتي
- ثلاث اسئلة للأستاذ ميشيل كيلو
- لماذا سوف تفشل خطة الابراهيمي إلا بحدوث شبه معجزة
- 2011 سنة البوعزيزي_ نحن نتبادل الكلام
- 2011 سنة البوعزيزي11
- تكملة الشهر 10_ 2011 سنة البوعزيزي
- 2011 سنة البوعزيزي_2
- 2011 سنة البوعزيزي_3
- 2011سنة البوعزيزي_4
- 2011سنة البوعزيزي_5
- 2011سنة البوعزيزي_6
- 2011سنة البوعزيزي_7
- 2011سنة البوعزيزي_8
- 2011سنة البوعزيزي_9
- 2011سنة البوعزيزي_10
- 2011سنة البوعزيزي


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حسين عجيب - كتاب اليأس